الميليشيات الليبية والإخوان.. الوفاق التام بين الإرهاب والخيانة
الإثنين 03/يونيو/2019 - 02:23 م
أحمد عادل
بسرعة غير عادية تتوالي الأحداث السياسية والعسكرية في ليبيا، تتطور الأمور وتظهر مستجدات على الساحة يغلب عليها عدم الاستقرار، وتسببت في ذلك التدهور والوضع السيئ حكومة الوفاق الإخوانية، التي تستخدم التنظيمات الإرهابية في الدفاع عنها بتمويل ورعاية وإشراف دول تتبنى الإرهاب والتخريب وتجر المنطقة لحالة من الفوضى؛ تنفيذًا لمخططات طامحة وطامعة في بسط نفوذها على المستوى الإقليمي، وهو ما يعرفه ويرفضه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يسعى جاهدًا لضرب تلك المؤامرات التي باتت مفضوحة، وتحجيم من يقف وراءها.
وتحدث أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، عن الاشتباكات التي حدثت بين قوات الجيش الوطني الليبي والتنظيمات الإرهابية علي حدود العاصمة طرابلس، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من العناصر المسلحة لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، كما تم أسر عدد آخر منهم.
وأضاف المسماري، في مؤتمر صحفي، مساء أمس الأحد، أن الجيش الوطني الليبي قتل وصفَّى قيادات إرهابية تنتمى لجماعة الإخوان، إضافةً إلى عدد كبير من قيادات في تنظيمات إرهابية أخرى مثل داعش والقاعدة، ومن بين تلك الأسماء محمد عبدالعاطي زوطو وحسن عمر سويب من مدينة «مصراتة»، ومحمد موسى قريفة، وجمعة زنقاح، وأحمد كرود من مدينة الزنتان، محمد عبد الوهاب الشامس، وأيوب أحمد الكموني، وأحمد دوزان من العاصمة طرابلس، ومحمد الشيخي من بنغازي، وأنس أبو راشد من «درنة» وجدي عيسى المقدمي من نالوت.
وكشف المسماري، تفاصيل مهمة للغاية عن دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى ليبيا في عام 2011، بعدما بايع حسن الشاعري أبا بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، ليبدأ التنظيم ممارسة أعمال العنف ضد قوات الجيش الليبي، مضيفًا أن الإرهابي سيلمان فورتينا، ومنشائه بنغازي، كان له مفعول السحر في دمج تنظيم القاعدة مع داعش؛ ليكون امتدادًا لـ«لقاعدة» في ليبيا.
وعن تطورات المشهد الليبي، تحدث رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن والضابط الأمريكي السابق والخبير في مكافحة الإرهاب، جيم هانسن، لقناة 218 الليبية، أن تنظيم داعش الإرهابي يعمل علي دعم حكومة الوفاق التي هي في الأساس مؤيدة من جماعة الإخوان التي تدرس الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا العمل علي جعلها منظمة إرهابية، وعلى الجانب الآخر يتمثل هدف المشير خليفة حفتر في الإطاحة بالإخوان، وأنصار الشريعة والميليشيات الأخرى، خارج ليبيا.
وعن رؤيته لعمل الجيش الليبي أوضح «هانسن» أن المشير خليفة حفتر، يعمل بقوة بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية والمسلحة الموجودة في البلاد وتحديدًا الموالين لحكومة الوفاق الإخوانية.
وأوضح الخبير الأمريكي أنه لم يعد هناك أي شك في أنه تم التوصل إلى صفقة ما بين فائز السراج وحكومته مع داعش للتوقف عن مهاجمتها، وذكر أن السراج سحب ملياري دولار بدعوى الدفاع عن العاصمة طرابلس، لكنها من المحتمل أن تكون قد دفعت لأنصار الشريعة وداعش الذي يركز الآن على مهاجمة الجيش الوطني الليبي، وهذا الموقف يوضح مع أي جانب يقفون.
كما تساءل المحلل الأمريكي، عن سر عدم مهاجمة الجماعات الإرهابية لحكومة الوفاق في طرابلس أو مصراته أو في أي مكان تسيطر عليه قوات الوفاق، مضيفًا أن عدد قوات حكومة الوفاق أقل بكثير من قوات الجيش الوطني، وهي تدفع- مقابل أجر معلوم بالدولار- بميليشيات أنصار الشريعة ولكثير من المتطرفين والمرتزقة للقتال إلى جانبها، والخطر الأكبر يكمن في أن تنظيم داعش يعرف كيفية القتال في وضع التراجع بطريقة تضر أكثر بالمدنيين.
وفي السياق ذاته قال محمد أبو راس الشريف، المحلل السياسي الليبي: إن العلاقة واضحة بين التنظيمات الإرهابية وحكومة الوفاق خصوصًا بعد معارك «طوفان الكرامة» التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في أبريل الماضي.
وأكد أبو راس الشريف في تصريح خاص للمرجع، أن حكومة الوفاق خائفة من خسارتها من قبل الجيش الوطني الليبي في طرابلس، ما يجعلها تتعاون وتدعم أي جماعة مسلحة إرهابية حتى تنتصر على قوات الجيش الوطني.
وأضاف المحلل الليبي، أن تركيا وقطر الداعمتان الرئيسيتان لحكومة الوفاق، ترسلان الأموال إليها ومن ثم دفعها إلى العناصر الإرهابية للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.





