الحذف السياسي.. معايير المواقع الكبرى لتصعيد «القاعدة» بديلًا لـ«داعش»
منذ الظهور المشؤوم لتنظيم «داعش» الإرهابي عام 2014، ويجد التنظيم معوقات تقنية في نشر مواده الإعلامية؛ لهذا السبب أولى التنظيم أهمية بالغة لعناصره المتمكنين من خلق نوافذ إعلامية بديلة عن النوافذ التقليدية ليضمن التنظيم نجاحه إعلاميًّا.
وبينما اعتادت مواقع مثل يوتيوب حذف المقاطع الخاصة بتنظيم داعش، لا
يجد تنظيم القاعدة- الغريم التقليدي لداعش- الأزمة ذاتها، إذ مازال التراث القديم
لتنظيم القاعدة والمتمثل في مقاطع فيديو لزعيم التنظيم السابق، أسامة بن لادن، يجد
مكانه على يوتيوب.
ولا تقل المادة المنسوبة للقاعدة خطورة عن تلك التي يوفرها تنظيم «داعش»، إذ تتسم الأولى بالطابع التعليمي الشارح لمنهج التنظيم.
وتدلل على ذلك الروايات التي تأتي على ألسنة متطرفين تائبين أو قُبض عليهم في المواجهات، إذ يشترك أغلبهم في كون أن بدايتهم مع الفكر المتطرف كانت من مقاطع فيديو لتنظيم القاعدة.
الشروحات التي توفرها القاعدة تجد سبيلها على الإنترنت، فيما تجد نظيرتها الداعشية عمليات حذف وإغلاق، ما يثير التساؤل الجاد حول لجوء مواقع مثل «يوتيوب» لحذف مواد «داعش»، فيما تبقى على مقاطع شبيهة لـ«القاعدة» رغم الأيدلوجية الفكرية المشتركة بينهما؟
الحذف السياسي
المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومدير إدارة الدعم الفني بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، يرى أن السبب في ذلك هو توجهات سياسية للمواقع الإلكترونية؛ مشيرًا إلى أن هذه المواقع تخضع لسياسات الدول الكبرى وهذه الدول يكون لها مواقف من التنظيمات الإرهابية حسب مصالحها.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن هذه المواقع تبرر موقفها بما تسميه معايير الحذف المحددة مسبقًا، مشيرًا إلى أن ذلك سبب ظاهري فيما يبقى السبب الحقيقي هو خضوعها لتوجه دول بعينها، ترى أن تنظيمًا مُعينًا يجب أن ينتهى الآن أو مازال في عمره بقية.
ولفت إلى أن الأمر يختلف من موقع لآخر حسب مدى انتشاره، فكلما كان الموقع ذا مرتبة متقدمة من حيث الاستخدام، كان التحكم فيه أكبر.
معايير متناقضة
ونفى أن تكون المعايير المجردة هي الوحيدة المتحكمة في سياسة الحذف على هذه المواقع، معتبرة أن ثمة أبعاد أخرى ترتبط برغبة الدول في بقاء التنظيم الإرهابي من عدمه. وبرهن على ذلك بأن القاعدة لا تختلف كثيرًا عن داعش ومع ذلك مازالت موادها القديمة تجد طريقها إلى المستخدمين بدون أدنى معوقات.
من جانبه رأى طارق أبو السعد، الإخواني المنشق، أن السبب في ذلك قد يكون واحدًا من احتمالين هما: توجه أبناء الإسلام الحركي غير المنضمين لـ«داعش» إلى الإبلاغ عن مقاطع التنظيم الداعشي فيما يحافظون على مقاطع تنظيم «القاعدة»، أو لوجود توجه دولي واستقرار على أهمية القضاء على داعش في هذه اللحظة، ومن ثم تُسد أمامه القنوات.
ولفت إلى أن القاعدة لا يجد نفس الموقف الدولي، بل بالعكس لديه ميزة أن ثمة موافقة ضمنية على بقاء التنظيم بسقف معين، بحيث لا يتجاوز خطره الحد الذي تحدده الدول الكبرى.
للمزيد.. استراتيجيات جديدة.. «داعش» يحاول العودة
للمزيد.. خطة أمريكية بدعم ألماني.. حماية الأكراد في سوريا والقضاء على «داعش»





