شارة الجماعة.. «التختم باليمين» فريضة إخوانية
السبت 01/يونيو/2019 - 07:49 م
التختم باليمين
دعاء إمام
قال حسن البنّا (مؤسس جماعة الإخوان 1928)، في سيرته الذاتية الموسومة بـ«مذكرات الدعوة والداعية»: إن هناك أفرادًا اقترحوا عليه «شارة» للإخوان؛ بهدف تمييز أفراد الجماعة عن بقية الهيئات، ووافق مكتب الإرشاد على هذا الاقتراح على أن تكون الشارة عبارة عن خاتم من الفضة ذي عشرة أضلاع.
وافق مؤسس الجماعة على الفور، وجعل وضع الخاتم إجباريًّا في أصابع عناصر الإخوان، ونُشِر بيانٌ في «مجلة الإخوان المسلمين» (الذراع الإعلامية للجماعة آنذاك)، جاء نصّه: «رغبة في توثيق التعارف بين الإخوان، وحرصًا على تذكيرهم بالمبدأ الأقدس دائمًا، قرر مجلس الشورى العام أن تكون هناك شارة عامة يلبسها الإخوان جميعًا بصفة دائمة، وقد رأى المكتب بعد بحث طويل أن تكون هذه الشارة خاتمًا فضيًّا دقيقًا ذا عشرة أضلاع يُلبس في خنصر اليد اليمنى».
التختم في اليمين.. فريضة إخوانية
كان لهذه الشارة جانب اقتصادي خفي، فقد عيّن «البنّا» مسؤولًا عن جمع قيمة الشارة التي فرضها على جميع المنتسبين للجماعة، وقيمتها 5 قروش (الجنيه المصري يساوي 100 قرشًا).
يقول: «نفذت هذه الفكرة في دائرة القاهرة، فنجحت التجربة تمام النجاح.. هذا وقد انتدب المكتب الأخ محمود أفندي هبة الله - للمرور على شعب الإخوان ومعه نموذج من الخاتم، كما أن معه أداة المقاس التي تعرف بها المقاييس المختلفة لأصابع الإخوان، وثمن هذا الخاتم خمسة قروش، يدفعها الأخ لنائب دائرته أو للمندوب».
وبعد تعميم هذه التجربة؛ لتمييز الإخوان عن غيرهم، كان من اليسير مخاطبتهم بهذا المبدأ لجباية أكثر مبالغ ممكنة منهم، ليتوسع النشاط الاقتصادي الذي بدأه «البنّا» حائرًا وخجولًا، حتى وصل إلى أن يكون هدفًا في حد ذاته.
الطاهر الهاشمي
التلاقي مع الشيعة
يمكن أن يرّد أمر تلك الشارة إلى إلزام الشيعة تابعيهم بالتختم بخاتم ذي إطار فضي، وحجر من الفيروز أو العقيق في يمينهم؛ ظنًا منهم أنه سيكون سببًا في جلب الرزق والغنى، ونجاح الحاجة، والحفظ من الغرق، ليس هذا فقط، بل تزعم مراجع الشيعة أن التختم في اليمين له فوائد صحية: منها تقوية القلب والبصر، وعلاج التأتأه، إضافة إلى إزالة اليأس والخوف.
في معرض حديثه عن فضل ارتداء الخاتم في اليمين بهدف جلب الرزق، قال المرجع الديني الأكبر للشيعة، علي الحسيني السيستياني، إنه يجوز ومستحب أن يكون من العقيق والفيروز والحديد الصيني، مشيرًا إلى أن التختم بالعقيق سنة وردت في بعض روايات الفقهاء، بينما يقول الطاهر الهاشمي، الشيعي المصري: «التختم في اليمين مستحب ومندوب وليس فرضًا».
حسن البنا
«البنّا والمذهب الشيعي»
قُدمت دلالات كثيرة على علاقة الإخوان بإيران ومراجعها الشيعية، سواء في عهد المؤسس أو بعده، لاسيما استضافة مصطفى الموسوي الخميني (مفجر الثورة الإيرانية فيما بعد) في المقر العام لجماعة الإخوان عام 1938، ولقاؤه بمرشد الجماعة، وبعده زيارة محمد تقي القمي، المرجع الشيعي، إضافة إلى اللقاء الذي جمع بين «البنّا» والمرجع الشيعي أبوالقاسم الكاشاني، في موسم الحج عام 1948.. لكن يبقى التساؤل: «كيف استهدى حسن البنّا إلى المذهب الشيعي ومتى تأثر به؟».
عطفًا على ما تقدم ذكره، يظل الموقف الأبرز لـ«البنّا» ما تعلق بأزمة المملكة العربية السعودية وإيران خلال عام 1944، حين أعدم مواطن شيعي يُدعى سيد أبوطالب يزدي؛ بتهمة تدنيس المقدسات، وهنا تدخل مؤسس الإخوان لمساندة الحجاج الإيرانيين، إذ طبعت «دار التقريب بين المذاهب» کتيب مناسك الحج اعتمادًا على المذاهب الأربعة لأهل السنة، ومذهب الشيعة الإمامية، لكن المسؤولين على الحج منعوا نقل هذه المناسك إلى الحجاز؛ فاقترح «البنّا» طباعة مناسك الحج «للمذاهب الخمسة» في الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الإخوان، ثم بعث الصحف بواسطة الحجاج المصريين إلى الحجاز، ووزعت على الحجاج من مختلف الجنسيات.





