أردوغان يسعى لتدمير أسمرة عبر «رابطة علماء إريتريا».. والأخيرة: لن نصمت
تسعى تركيا إلى غرس مخالبها في دول مختلفة حول العالم، بهدف تحقيق عدة أهداف، لعل أبرزها رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة إحياء الإمبراطورية التركية المزعومة مرة أخرى، ورغبته كذلك في التأثير والتدخل في شؤون الدول والتضييق على الدول المختلفة مع سياسته التدميرية في الدول المجاورة.
وركزت تركيا بصورة
أساسية على القارة الأفريقية، حيث وضع
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أسس مشروعه المسمى «خطة أوغلو تجاه أفريقيا»،
وذلك في عام 2005، وعلى الرغم من أن الخطة هدفت بصورة ظاهرية إلى مساعدة دول القارة
بصورة اقتصادية وتنموية، بما يحسن من الأوضاع المعيشية لهم، فإن الهدف الخفي
كان اختراق القارة.
واتخذ الرئيس
التركي في سبيل توطيد علاقاته مع دول القارة سبل عدة، منها زيارة الدول الأفريقية
وبلغ عددها 21 دولة منذ 2014، ورفع عدد سفارات تركيا في القارة السمراء إلى 44
سفارة، بعد أن كانت 12 فقط في عام 2009، بالإضافة إلى استقبال زعماء للقارة في
أنقرة لعقد مشاورات ثنائية، وإطلاق برامج مساعدات غذائية مكثفة عبر وكالة «تيكا».
وسعى أردوغان إلى
اختراق منطقة القرن الأفريقي، وبعد أن نجح في اختراق الصومال وجيبوتي وعدد من دول
شرق القارة السمراء، حاول الرئيس التركي اختراق دولة إريتريا، إلا أن الأخيرة
امتنعت عن الاستسلام بسهولة للدولة التركية، بل وسارعت بتوجيه الاتهامات إليها.
تتميز الدولة
الإريترية بامتلاكها ثروات طبيعية هائلة مثل النحاس والذهب، وكذلك تمتلك احتياطيًّا نفطيًّا واسعًا، وموقعً جغرافيًّا متميزا يتحكم في مدخل البحر الأحمر، وبدأ رجب طيب
أردوغان تنفيذ خططه في الدولة عن طريق افتتاح سفارة تركية في عاصمة إريتريا أسمرة
في عام 2013، وهي أول سفارة لبلاده في الدولة الساحلية منذ استقلالها 1993.
ومع تزايد
الاهتمام التركي بالقارة، بدأت أنقرة في تنفيذ خطتها عبر ذراعها «تيكا»، والتي
قدمت في يناير2017، مساعدات تقنية وإلكترونية لمكتب دائرة الهجرة والجنسية، وهو
الحدث الذي تم الترويج له بصورة واسعة.
واستغلالًا لورقة
التدين الفطري للشعب الإريتري، وهي الورقة التي اعتادت أنقرة استغلالها دائمًا
طوال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى
محاولة إنشاء مرجعية دينية، تمكنه من التأثير على عقول المواطنين في أسمرة، ووجد
ضالته في مجموعة من الشيوخ المقيمين في بلاده، وأنشأ من خلالهم «رابطة علماء
إريتريا»، مايو 2019، والتي اتخذت من إسطنبول مقرًا لها.
وعرفت الرابطة نفسها
في بيانها الافتتاحي بأنها هيئة علمية دينية مستقلة، تسعى لنشر العلم الشرعي، وتمتلك
شخصية اعتبارية، وهدفت إلى إصدار الفتاوي ودعم المسلمين الإريتريين، وهاجم أمين عام
الرابطة برهان سعيد الجبرتي حكومة بلاده واتهمها بتدني أحوال المسلمين في البلاد،
بينما وصف تركيا بـ«الدولة المباركة».
وجاء الرد
الإريتري سريعًا على إعلان «رابطة العلماء الإريترية» في إسطنبول، حيث اتهمت وزارة
الإعلام في أسمرة حكومة أردوغان والنظام التركي بدعم «الرابطة الإسلامية الإريترية»،
وهي منظمة إرهابية في إريتريا، بهدف إجهاض المصالحة في منطقة القرن الأفريقي وتحديدًا
مع إثيوبيا، وقال البيان «أعمال التخريب التي قامت بها حكومة العدالة والتنمية ضد
بلادنا معروفة جيدًا ولن نصمت عنها».
وهذا السيناريو
يذكر ما قام به النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية خلال تعامله مع الشأن
المصري خصوصًا، والعربي عمومًا، حيث استقبلت أنقرة العديد من علماء الدول العربية،
وسمحت لهم بتكوين رابطات دينية وهمية، هدفها الأساسي مهاجمة الدول وتنفيذ أجندة
أردوغان في المنطقة.





