هدية «أردوغان» للمعارضة.. إعادة الانتخابات ترفع شعبية «أوغلو» في تركيا
الثلاثاء 28/مايو/2019 - 08:32 م
أردوغان و«أوغلو» في الانتخابات التركية
دعاء إمام
نشرت صحف تركية معارضة، نتيجة الدراسة التي أجراها حلمي
داشدمير، رئيس شركة «أوبتيمار» للأبحاث واستطلاعات الرأي، بشأن انتخابات رئاسة بلدية
إسطنبول الكبرى المقرر إعادتها 23 يوينو المقبل، موضحةً أن أكرم إمام أوغلو، مرشح
حزب الشعب الجمهوري، تفوق على مرشح
العدالة والتنمية؛ إذ حصل الأول على نسبة 52 % مقابل 48 % من الأصوات ذهبت لـ«علي
يلدريم».
شواهد كثيرة على شعبية مرشح المعارضة؛ إذ شارك أكثر من نصف مليون شخص في حملة التبرعات التي أطلقها «أوغلو» بعدما لم يحصل على دعم من الخزانة لأجل انتخابات الإعادة، وقدم 523 ألف و119 شخصًا الدعم لحملة التبرعات لمرشح الشعب الجمهوري؛ الذي أقالته اللجنة العليا للانتخابات من رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى عقب فوزه في انتخابات مارس 2019
وقال نائب رئيس الشؤون الإدارية والمالية بحزب الشعب الجمهوري، أردال باكتاش، إنهم سيواصلون المسيرة بدون الحصول على مساعدات الخزانة في هذه الانتخابات التي تم إلغاؤها دون مبررات قانونية، قائلًا: «انطلقت الحملة في التاسع من مايو، وتلقت تبرعات من الأتراك في العديد من الدول بالخارج وبالداخل»، مضيفًا أنها تلقت غالبية تبرعاتها من الشباب والعاطلين عن العمل، مفيدًا أن إيصالات التبرع تعكس تحول تلك الحملة إلى منصة يُعَبّر خلالها المواطنون عن موقفهم من الظلم.
الانتخابات التركية
انتم قلتم ذلك.. لا نحن
في مقابلة تليفزيونية لإحدى القنوات العربية، فسر «أوغلو» سر تفاؤله وثقته في الفوز خلال جولة الإعادة، إذ قال: «أومن تمامًا أن 16 مليون إنسان في إسطنبول أو القسم الأكبر منهم لن يخذلوا أكرم إمام أوغلو، هذا ما نشاهده ونلاحظه؛ لأنه لا يوجد أي منطق قانوني لإعادة الانتخابات؛ فقرار الهيئة العليا بإلغاء الانتخابات ناجم عن ممارسة ضغوط أو توجهات لفرض إرادة معينة».
وأوضح أن تهيئته أجواء الانتخابات وكل التحضيرات كانت بإشراف الحكومة، وهو لم يشرف على شيء، مبينًا أن فشل مرشح العدالة والتنمية، جعلهم يحملون المعارضة؛ نتيجة إخفاقهم، مضيفًا: «أنتم من تحدثتم ووصفتم الانتخابات بأنها غير قانونية.. والأشخاص الذين أشرفوا عليها ارتكبوا مخالفات.. أنتم كحكومة قلتم ذلك وليس نحن».
وأكد «أوغلو» أن قرار الإعادة جعل المواطنين يتضامنون معه؛ لعلمهم أنه صاحب حق، وأن الحزب الحاكم فعل ذلك للتغطية على فشله، واعدًا بأنه سيكسب جولة الإعادة كما استطاع أن يسترد بلدية اسطنبول من مرشح العدالة والتنمية بعد عقود من السيطرة عليها.
اللاجئون السوريين في تركيا
تكتل المعارضة
وبسؤاله عن الأحزاب التي تدعمه في إسطنبول خلال الجولة القادمة، أجاب أن حزبين معارضين يؤيدانه منذ ترشيحه وتكليفه لخوض الانتخابات في يناير الماضي، هما الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه وحزب الجيد، هذان الحزبان شكلا مسبقًا تحالف الأمة، مشيرًا إلى أن الكثير من المرشحين انسحبوا إما لأسباب سياسية، أو لأسباب شخصية، أو دعمًا له.
وتابع: «أود القول إن بعض المعارضين ليدعموني؛ فتحالف الشعب المكون من حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، أعتقد أن بعض الأطراف داخل هذا التحالف قدموا دعمًا لي دون أن يشعروا، وأعتقد أيضًا أنني سأحصل على دعم من أنصار تحالف الشعب.. ما بدأت به في يناير وما سأنتهي إليه يشعرني بالسعادة».
وعن قبوله نتائج الإعادة في حال خسارته، قال: إذا كانت الانتخابات عادلة وصحية وخسرنا فلنخسر ولن يكون لدينا اعتراض، يعني حسب الشروط الموضوعة وحسب الشروط التي تخضع لها الانتخابات لن نعترض، وسنقف احترامًا للديمقراطية ونتائج الديمقراطية، كل من لا يحترم الديمقراطية لا يحترم الانتخابات، كمنافسينا، وكأنهم فقدوا شيئًا ثمينًا، اعترفوا بأكثر من مناسبة أنني تقدمت بفارق الأصوات على مرشحهم، لكنهم لم يحترموا النتائج.
وأردف: «سنتخذ التدابير كافة مع آلاف المحامين وآلاف المتطوعين وكأننا بنفير عام، وفي حال ظهور النتائج سنقبل بها، لا تشك أبدًا بنوايا أخرى موجودة لدينا».
اللاجئون.. قضية أوغلو
وتطرق إلى قضية اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرًا إلى أن إدارة موضوع اللجوء كان خاطئًا منذ البداية؛ فيجب أن نرى أولًا كيف تصرفت تركيا «وأنا تحدثت مرات عدة في مقابلات تلفزيونية عن موضوع اللاجئين، وكيفية اتخاذ مواقف وسياسات لم تتصرف بلدية إسطنبول بمقتضاها ولم تكن متفهمة لقضية اللاجئين، قدمتْ فقط مساعدات لبعض العائلات.. بالمجمل لا يمكنك القول بأنك قدمتَ المساعدة لكل السوريين القاطنين على أراضيك وأنت حقيقة قدمتَ المساعدة لعائلات محدودة، هذه ليست سياسة».
واقترح 3 حلول لمساعدة اللاجئ السوري الذي لا يجد مأوى أو المحروم من دخول المدارس: أولها، التفكير بإيجاد المساعدات بشكل صحيح لكل السوريين، ومن الناحية الاجتماعية علينا زيادة الدعم الاجتماعي خاصة للأطفال والنساء، ثم بذل الجهود لدراسة وضع اللاجئين، والتحقق من رغباتهم، إن كانوا يودون البقاء في إسطنبول أم يريدون العودة إلى بلدهم، ودراسة هذا الموضوع على المستوى المتوسط والبعيد.





