دواعش «الجماعة الإسلاميَّة» يُروجون لأفكار التنظيم.. ويدعمونه بالأموال
الأربعاء 09/مايو/2018 - 09:24 م

عبدالهادي ربيع وعبد الرحمن صقر
رغم ادِّعاء الجماعة الإسلاميَّة الدائم بأنها تركت السلاح، وتخلت عن أفكار العنف في سبيل التغيير السياسي تحقيقًا لحلم الخلافة؛ فإن الوقائع تؤكد أن كثيرًا من عناصرها، وكذلك قادتها، لاتزال تؤمن بـ«العنف» سبيلًا لتحقيق حلم الخلافة المزعوم.
ومع دخول الدول العربيَّة في موجات الربيع العربي وظهور ما سمي حينها بالجهاد السوري، الذي دعت له الجماعات الإسلاميَّة المصريَّة حينها فانضم بعض هؤلاء العناصر والقادة إلى التنظيمات المقاتلة المنقسمة على تنظيمي «القاعدة وداعش».
المُهاجرون إلى سوريا
كان على رأس القيادات التي هاجرت إلى سوريا أبوالعلا عبد ربه، المُدان في قضية مقتل المفكر المصري فرج فودة، فبعد أن حصل على عفوٍ رئاسي فترة حكم جماعة الإخوان لمصر (أواخر عام 2012) سافر إلى سوريا، وانضم إلى «جبهة النصرة»، التي لم يستقر فيها كثيرًا، منتقلًا إلى ما يُسمى بتنظيم «تحرير سوريا»، الذي قاتل في صفوفه لفترة قبل أن ينتهي به منضمًا لصفوف تنظيم «داعش»، وهكذا ظل «عبد ربه» يتنقل بين صفوف الجماعات المسلحة في سوريا إلى أن لقي حتفه في أواسط مارس 2017 في إحدى جبهات القتال.
كذلك من أشهر قياديي الجماعة الذين انضموا إلى الجهات المقاتلة في سوريا محمد عباس، المعروف بـ«أبوحمزة المصري»، أمير الجماعة في منطقتي عين شمس والمطرية، وصاحب التاريخ الطويل في «جهاد» الجماعة الإسلاميَّة، إذ سافر إلى أفغانستان لمحاربة الشيوعيَّة السوفييتيَّة، وحُكِمَ عليه بعد العودة منها بالسجن لمدة 5 سنوات.
تبدأ قصة «أبوحمزة المصري» في سوريا بعد ثورة 25 من يناير، إذ سافر إلى سوريا برفقة رضا محمود، وناصر خليفة (صديقيه من عناصر الجماعة الإسلاميَّة)، وشارك مع معظم الجماعات المسلحة هناك، وأصبح مسؤولًا عن قيادة معسكرات تدريب المقاتلين الوافدين، حتى أصيب في إحدى الغارات الجوية، ما أقعده عن العمل العسكري، فأصبح شرعيَّا في «حركة نور الدين زنكي» (إحدى الجماعات المُسلَّحة في سوريا)؛ إلا أنه رغم سنواته الطويلة في سوريا لم يُعرَف عنه انضمامه لتنظيم «داعش»، وإن كان قد انضم إلى تنظيمات أعلنت فيما بعد مبايعة تنظيم الدولة، وانتهت قصة «أبوحمزة» بمقتله في غارة جويَّة للجيش الوطني السوري في 18 يناير 2018.
أما رمضان التوني أو «أبو البراء المصري» (ويعرف بهذه الاسم العديد من القادة التكفيريين الآخرين)، الذي قُتِلَ في معارك التنظيمات المسلحة السوريَّة عشيَّة مقتل رفيقه «أبوحمزة المصري»، كان أيضًا عضوًا بارزًا في الجماعة الإسلاميَّة، ومن أشهر قادتها بمحل مولده في محافظة بني سويف في صعيد مصر، حُكِمَ عليه بالسجن لفترة طويلة خلال التسعينيات؛ لانضمامه ودعوته للجماعة الإسلاميَّة وممارسته العنف والتكفير تجاه المصريين، وبعد خروجه من السجن سافر «التوني» إلى سوريا، وانضم إلى ما يُسمى بـ«حركة أحرار الشام» وأصبح أحد قادتها البارزين.
ويعد أشهر من سافر إلى سوريا من قادة الجماعة الإسلاميَّة رفاعي طه (مسؤول الجناح المسلح بالجماعة الإسلاميَّة ورئيس مجلس شورى الجماعة بالخارج)، فبعد أن صدر بحقه حكم بالإعدام؛ إلا أنه هرب من تنفيذه عقب سقوط جماعة الإخوان عام 2013، وسافر إلى سوريا في مهمة وساطة لتوحيد جبهتى «النصرة وأحرار الشام»، إلا أنه قُتِل في قصف صاروخي على سيارته.
الدعم والتمويل
لم تقف علاقة الجماعة الإسلاميَّة وقادتها بالتنظيمات المسلحة في سوريا عند حد المشاركة المسلحة، بل روج الكثير منهم لأفكار تلك التنظيمات داخل مصر أو من مقر هروبهم في قطر وتركيا، وعلى رأس هؤلاء القادة طارق الزمر (المدان بـ29 عامًا في قضيَّة اغتيال الرئيس السادات عام 1981)، والذي كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصر أنه تولى توفير الدعم المالي لتمويل ما يُعرف بـ«جماعة ولاية سيناء» الموالية لتنظيم «داعش».
كما يتداول عناصر الجماعة الإسلاميَّة عبر صفحاتهم الشخصية اتهامات لقادة آخرين في الجماعة بالترويج لأفكار «داعش» والدعوة إلى الجهاد في سوريا، مثل «أبوعبيدة القلموني» و«إسلام الغمري» (عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية)، وانتشرت في الفترة الأخيرة هذه الاتهامات بالدعوة إلى القتال في سوريا والإيمان بالفكر التكفيري، والحث على اغتيال القادة المصريين والرموز السياسيين؛ اعتقادًا منهم بكفرهم، كما أن الجماعة يتبعها العديد من الجمعيات في المراكز والقرى والمدن في صعيد مصر مازالت تجمع التبرعات من أجل توفير الدعم المادي للمقاتلين في سوريا، إضافة إلى أن الجماعة عبر قادتها لاتزال إلى الآن عضوة فيما يُعرف بـ«تحالف دعم الشرعية»، الذي أسسته جماعة الإخوان المصنفة إرهابيَّة.