هزائم مُهينة.. لماذا خسر حزب أردوغان أكبر 6 مدن في الانتخابات؟
حزب «العدالة والتنمية» الذي ينتمي له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فاز بالأغلبية في الانتخابات البلدية التي شهدتها تركيا في نهاية مارس الماضي، لكنه خسر أهم وأكبر المدن التركية مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، الأمر الذي يعدّ خسارة مدوية له.
على صعيد متصل، نشرت جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية، مقالًا لـ«صلاح الدين دميرتاش» زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي المعتقل في سجن شديد الحراسة بمدينة أدرنة التركية، يُبدي فيه رأيه في الانتخابات البلدية المحلية التي شهدتها تركيا في نهاية شهر مارس الماضي، وتعرض حزب «العدالة والتنمية» لخسارة في دوائر عدة.
وقال «دميرتاش» في مقاله: «لقد تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهزيمة مُهينة، ونتائج الانتخابات كشفت أن الشعب التركي يصر على مطالبه بالعيش بشكل ديمقراطي وفي سلام فيما بين أبنائه، والانتخابات التي أجريت في تركيا 31 مارس الماضي تحتوي على العديد من الرسائل المهمة لأردوغان ولكل الطبقة الحاكمة».
استفتاء أم انتخابات؟
وأكد في رسالته لـ«واشنطن بوست»، أن الرئيس التركي كان يرى أن تلك الانتخابات هي بمثابة استفتاء، إلا أنه تعرض لهزيمة موجعة؛ إذ خسر حزبه المدينة التي بدأ فيها رحلته السياسية، بل وخسر معها 5 مدن كبرى، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة ابتعد عن قيم الإسلام والأخلاق، كما ابتعد عن الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الهزيمة التي تعرض لها الحزب نتيجة التكبر وصم الآذان عن الانتقادات الموجهة إليه بسبب الفساد والظلم الذي يقوم به.
ولفت إلى أن السياسات التي يتبعها حزب العدالة والتنمية ضد معارضيه، وبشكل خاص ضد الشعب الكردي، تزيد من حالة الاستقطاب داخل المجتمع، مردفًا: «الجزء الأكبر من الأكراد يريدون العيش في سلام مع باقي الشعوب والمواطنين، والأكراد يحتاجون إلى الديمقراطية، والإصلاحات السياسية والاجتماعية والثقافية».
حزب الشعب الجمهوري ينتصر
وفي الوقت الذي بدا فيه حزب «العدالة والتنمية» غير مستوعب للهزيمة، أوضح الباحث السياسي «حسان القبي» في تصريح صحفي، أن ردة فعل حزب أردوغان على نتائج الانتخابات الأخيرة والطعن بها يعدّ مؤشرًا نفسيًا على الهزيمة لحزب كان يحسب أن الفوز مضمونًا، مؤكدًا أن اعتياد حزب العدالة والتنمية على الفوز جعل الهزيمة بمثابة صفعة له.
وأشار إلى أن الهزيمة جاءت بعد سنوات طويلة من السيطرة على إسطنبول وأنقرة، مؤكدًا أن أردوغان يعتقد أنه يمثل شخصية الإمبراطور الذي لا يهزم، مضيفًا أن تراجع حزب العدالة والتنمية كان متوقعًا في ظل الأزمات الداخلية، خاصة الاقتصادية».
يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يسيطر منذ عام 2002 على بلديات المدن الكبرى، مثل إسطنبول وأنقرة، إلا أنه خسرهما في الانتخابات الأخيرة لصالح مرشحي حزب الشعب الجمهوري المعارض.
للمزيد.. مخطط الشر.. قطر وتركيا يحاولان اختراق موريتانيا بـ«الإخوان»





