السقوط في بئر الخيانة.. «الوفاق» تستدعي «جراتسياني» ضد الجيش الوطنى الليبي
من جديد، تستدعي حكومة الوفاق، الحاكمة في طرابلس، ومن وراءها جماعات الإسلام الحركي، إيطاليا لوقف تقدم قوات الجيش الوطنى الليبي، نحو العاصمة.
وفي حوار مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، زعم رئيس الحكومة، فائز السراج، إن دخول الجيش إلى العاصمة سيترتب عليه تدفق نحو 800 ألف ليبي إلى إيطاليا، متابعًا مزاعمه بأن هؤلاء سيكون من بينهم متطرفون ومجرمون.
ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تستدعي فيها «الوفاق»، المجتمع الدولي بشكل عام وإيطاليا تحديدًا ضد قوات الجيش الوطنى الليبي، إذ تأتي تصريحات «السراج» بالتزامن مع زيارة نائب رئيس حكومة الوفاق، أحمد معيتيق، لروما لبحث الأوضاع في ليبيا وإطلاع الطرف الإيطالي على مستجدات الأمور.
ويفسر استجداء «الوفاق» الدعم من إيطاليا على وجه الخصوص، الموقف المعروف عن روما بوقوفها إلى جانب جماعات الإسلام الحركي في ليبيا، متعاملة معهم كمعبرين عن مصالحها.
ومنذ بدء عملية «طوفان الكرامة» في الرابع من أبريل الجاري، لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من الميليشيات المسلحة، تطلق روما تصريحات معادية للعملية، مطالبة القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، بالتراجع إلى منطقة الشرق.
وفي أحدث تحركاتها ضد العملية العسكرية للجيش الليبي، فتحت إيطاليا حلقة وصل مع قطر الداعمة لتسليح الميليشيات في ليبيا، للحيلولة دون وصول الجيش إلى العاصمة، إذ أذاعت وكالة الأنباء الإيطالية، الإثنين 15 أبريل، أخبارًا عن استقبال وزير الخارجية الإيطالى إينزو موافيرو ميلانيزي، لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، بمقر الوزارة في روما.
وأفادت الوكالة بأن اللقاء «سمح بتبادل الآراء بعمق حول أحدث ديناميات الأزمة الليبية»، فيما طالب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، عقب الاجتماع، المشير خليفة حفتر، بوقف العمليات العسكرية وسحب القوات من طرابلس.
وتجدد مواقف إيطاليا والتعاون القائم بين الدوحة وروما فيما يخص الشأن الليبي، الحديث عن استقواء حكومة الوفاق بالخارج، ضد الجيش الليبي، مقابل احتفاظها بالسلطة.
وفي ذلك قال الباحث الليبي عبدالباسط بن هامل فى تصريحات صحفية، إن حكومة الوفاق ومن وراءها المجلس الرئاسي، حولوا طرابلس إلى «شاطئ رابع» لروما بسعيهم إليها للاحتفاظ بالسلطة، مضيفًا: «لقد رهنت استثماراتنا وأموالنا ومدخراتنا لصالح القوى الحالمة في روما والتي تسعى لإعادة أمجاد جراتسياني».
واستبعد الباحث الليبي أن تنتهي مساعي «الوفاق» وإيطاليا إلى منع دخول الجيش الليبي العاصمة، مشددًا على أن عملية الجيش في العاصمة سيترتب عليها اقتلاع نهائي لمصالح إيطاليا والإسلاميين على حد السواء من ليبيا.
ويفسّر ذلك السعي الإيطالي لإفشال التحرك العسكري للجيش الليبي، في العاصمة، فيما يتخوف مراقبون من أن يتجاوز التحرك الإيطالي المساعي الدبلوماسية إلى المشاركة على أرض المعارك، خاصة أن روما تحتفظ بقوات لها في مدينة مصراتة، يبلغ قوامها 400 جندي، كما توقع مراقبون أن تأخذ مشاركة إيطاليا في المعارك حال ما قررت ذلك، أشكالًا مختلفة بجوار دفعها بالجنود، كأن تدفع بخبراء عسكريين يخططون لقوات الوفاق.
وإلى جانب إيطاليا يحضر الطرف القطري، إذ يتوقع مراقبون وجود قطر في المعارك، عبر مد الإرهابيين بالسلاح والأموال إلى جانب الدفاع عنهم دبلوماسيًّا واستخدام خطاب إعلامي يخدمهم.
ويعلق الباحث الليبي، محمد الزبيدي، على ذلك، فى تصريح لـ«المرجع» بالقول إن الموقف العدائي لإيطاليا وقطر من الجيش الوطنى الليبي معروف مسبقًا، مشيرًا إلى أن الجيش كان يدرك أن الطرفين سيقومان بنفس التصرفات، قبل بدء المعارك.
وحذر من أن تصبح طرابلس ساحة صدام بين الأطراف المعنية بالشأن الليبي، قاصدًا بذلك فرنسا الداعمة للجيش، وإيطاليا الداعمة لحكومة الوفاق، معتبرًا أن وصول المعارك في طرابلس إلى هذا المستوى سيعني أنها ستطول وستضر بالليبيين.
وحمل الباحث الليبي مسؤولية ذلك، لحكومة الوفاق التي تستقوي بالخارج وتذكّر إيطاليا بأزمة الهجرة غير الشرعية، حتى تستفزها للتصعيد ضد تحركات الجيش.
للمزيد... «باليرمو».. إيطاليا ترد على «باريس» وسط تخوفات من الفشل





