ad a b
ad ad ad

«تحرير طرابلس».. بين الحل العسكري والمطالب الدولية بالتهدئة

الخميس 04/أبريل/2019 - 11:35 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

أعلن خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، صباح اليوم 4 أبريل 2019، في تسجيل صوتي، عن بدء العملية العسكرية الهادفة إلى تقدم قواته إلى طرابلس، العاصمة الليبية، لتحريرها ممن وصفهم بـ«الميليشيات المسلحة»، وطالب حفتر سكان العاصمة بضرورة إلقاء السلاح من أيديهم، ورفع الرايات البيضاء، والاستسلام؛ ضمانًا لسلامتهم، كما أمر قائد الجيش الوطني الليبي جنوده بعدم رفع السلاح إلا في وجه من يرفع سلاحه.

وردًا على تلك التحركات العسكرية، أعلن فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، حالة النفير العام لقوات الجيش والشرطة، وذلك «استعدادًا لأي تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أي منطقة، سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات مارقة خارجة عن القانون أو مرتزقة أو من يهدد أمن أي مدينة ليبية».

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

ردود فعل دولية 

وجاءت تلك التحركات العسكرية بالتزامن مع وصول أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العاصمة الليبية طرابلس، وذلك لحضور المؤتمر الوطني الليبي الجامع الذي ترعاه الأمم المتحدة، وكان يهدف من تلك الزيارة دفع المُباحثات الثنائية ما بين الطرفين.

ودفعت تلك الأحداث المُتعاقبة العديد من دول العالم إلى التحرك وإصدار البيانات، بهدف الحفاظ على الهدنة الموجودة في ليبيا؛ حيث أصدرت حكومات فرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات الأمريكية المتحدة، بيانًا مشتركًا، اليوم الخميس 4 أبريل 2019، أعربوا خلاله عن قلقهم العميق حيال عمليات القتال بالقرب من مدينة غريان في ليبيا.

ودعوا إلى التخلص من التوترات بصورة فورية، والوصول لتسوية سياسية بواسطة الأمم المتحدة، معتبرين أن العمليات العسكرية، والتهديدات الفردية بالعنف، في هذه الفترة الحاسمة من المرحلة الانتقالية في تاريخ ليبيا، يزيد من خطر عودة البلاد إلى الفوضى والقتل مرة أخرى.

كما أعربت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في تصريحات صحفية، أن روسيا تأمل في عدم تطبيق الحل العسكري في ليبيا، معلنة عن رغبة بلادها في حل وتسوية الأزمة عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، التي بذل من أجلها جهود عدة على مدار السنوات الماضية.

«تحرير طرابلس»..

قلق أوروبي

وفي سياق متصل، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، في بيان مشترك مع رؤساء البعثات الدبلوماسية لدول الاتحاد الأوروبي في ليبيا، عن قلقها العميق بعد الحشد العسكري والخطابات التصعيدية ما بين الأطراف الليبية، التي قد تؤدي إلى مواجهات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها، بحسب بيان البعثة، وطالب البيان بضرورة التصرف بمسؤولية ووضع المصلحة الوطنية في المقام الأول.

وشددت البعثة الأوروبية، في بيانها الصحفي، على حث جميع الأطراف على التهدئة الفورية للأوضاع، ووقف جميع الأعمال الاستفزازية ما بين القوى العسكرية، معتبرة استحالة حل الأزمة الليبية بصورة عسكرية، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لجهود الوساطة التي يبذلها غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إلى ليبيا.

كما أعلن أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من داخل مقر الأمم المتحدة في طرابلس، عن استحالة الحل العسكري للأزمة الليبية، ووجه نداءً لجميع الأطراف بضرورة وقف التصعيد، معتبرًا أن مهمتهم لم تنتهِ بعد، وبأن الأمور ستصبح أكثر وضوحًا في اليوم المقبل، مؤكدًا ضرورة تهدئة الأوضاع لإنجاح الملتقى الوطني.

"