«حفتر» يقلب الطاولة على حكومة الوفاق.. مكاسب سياسية تهدد مقعد «السراج»
الخميس 28/مارس/2019 - 07:48 م

سارة رشاد
بينما كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية، «خليفة حفتر»، ينزل ضيفًا على العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، أمس الأربعاء 27 مارس، كان مجلس الأمن يعد بيانًا عن الأوضاع في ليبيا حمل بعض المؤشرات الإيجابية للجيش الليبي المسيطر شرقًا.
وفي نقاط
مقتضبة أكد أعضاء مجلس الأمن دعمهم للمبعوث الأممي في ليبيا، «غسان سلامة»، لاسيما
ترحيبهم بما أسفر عنه لقاء أبو ظبي الذي عقد مطلع الشهر الجاري،
بالعاصمة الإماراتية، وخلص إلى اتفاق الفرقاء الليبيين بسرعة إنهاء المرحلة
الانتقالية وإجراء انتخابات عامة.

خليفة حفتر
بيان مجلس الأمن
وبخلاف البيانات السابقة المنسوبة لمجلس الأمن، فيما يخص ليبيا، جاء بيانُ أمس، حاملًا نقطتين جديدتين، أولًا توصيفه للمشير «خليفة حفتر»، بقائد الجيش الوطني الليبي، وهو ما يعتبر اعترافًا من المجلس بحفتر والقوى العسكرية التي يشرف عليها، لاسيما تجاهله لاتفاق الصخيرات الذي أسفر عنه تأسيس حكومة الوفاق.
ورغم أن بيانات الأمم المتحدة طالما ما كانت تؤكد على «الصخيرات» كقاعدة سياسية ينطلق منها الحل للأزمة الليبية، إلا أن البيان هذه المرة تطرق إلى اتفاق باليرمو وباريس وأبو ظبي، فقط.

الصحفي الليبي محمد المصراتي
حفتر وحكومة الوفاق
من جانبه اعتبر الصحفي الليبي، محمد المصراتي، أن البيان حمل معالم نصر للجيش الليبي، كما لفت إلى أن المؤشرات جميعها تشير إلى أن المركب الليبي يتجه إلى عقد انتخابات رئاسية وتشريعية، وليست تشريعية فقط، كما يرغب الإسلاميون، ما يعني أن الموقف بات في صالح الخليفة حفتر وليس حكومة الوفاق.
كما تطرق «المصراتي» إلى نقطة اتفاق الصخيرات وتجاهله، قائلًا عبر حسابه على «فيسبوك»: «إنها المرة الأولى التي يتجاهل فيها الاتفاق في حديث دولي عن ليبيا»، مُتابعًا: «هذا يوكد أن مجلس الأمن وصل إلى نتيجة مُفادها أن الصخيرات دُفنت ولا قيمة قانونية ولا سياسية له وأنه فاشل؛ الأمر الذي له انعكاسات كبيرة وقد يمس كل الأجسام المنبثقة عنه مستقبلًا».
واعتبر أن في سكوت البيان عن العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الليبي، في الجنوب لتحريرها من الميليشيات المتطرفة التشادية، يعكس قناعة لدى المجلس بأن هذه العملية أمرٌ ليبيٌ داخليٌ لا يجب التدخل فيه. وأوضح أنه مؤشرٌ إيجابيٌ يصب في صالح المشير حفتر.
خاتمًا رأيه بأن البيان حمل انتصارًا سياسيًّا أولًا لليبيا، وثانيًا للمشير «حفتر» على «فائز السراج» رئيس ما يدعى بالمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية.
يشار إلى أن ذلك تزامن مع ظهور للمبعوث الأممي غسان سلامة، بالأمس، على فضائية الجزيرة، الداعمة للإسلامويين، مهاجمًا حكومة الوفاق بشراسة؛ حيث أسماها بـ«الفئة الحاكمة» متهمًا إياها بالفساد.
وشدد على أن الخلاف في ليبيا ليس إيدلوجيًّا أو سياسيًّا، بل خلافًا على الكعكة، على حد قوله، متهمًا الفئة الحاكمة بالتقاتل على الأموال دون الاهتمام بفقراء الشعب، في بلد غني.
وأضاف سلامة: «لا يمكن لك تقدير حجم النهب الحاصل في ليبيا وسرقة الأموال العامة في هذا البلد»، مُتابعًا «أنا أدعوا هذه الفئة الحاكمة إلى الاستماع لمواطنيها والكف عن التمسك بكراسيهم وكأنها أنزلت لهم من السماء وأدعوهم لشفافية مالية أكثر معهم».

فائز السراج
اتهامات لحكومة الوفاق
تتواكب هذه التصريحات التي تعامل معها الإعلام الليبي، على إنها تصعيد لافت من قبل المبعوث الأممي، مع اتهامات متكررة لحكومة الوفاق التي يديرها، «فائز السراج»، ويدعمها الإسلاميون، إذ انتشرت حديثًا وثائق على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحويلات مالية موقعة من قبل حكومة الوفاق بمبالغ ضخمة، مدرجة تحت بندي العلاج في الخارج أو الإقامة في الفنادق.
ورأى الباحث الليبي، محمد الزبيدي، في تصريح لـ«المرجع» أن مكاسب سياسية كبيرة جناها الجيش الليبي و«خليفة حفتر» في يوم واحد، فبخلاف الزيارة التي استهل بها اليوم، وبدت فيها السعودية على إنها إحدى القوى الإقليمية الداعمة له في حراكه داخل ليبيا، جاء بيان الأمم المتحدة، ولقاء المبعوث الأممي ليؤكد هذه المكاسب.
وبشكلٍ موازٍ يقيم رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، جولات سريعة للدول الإقليمية الداعمة له، فعندما التقى بالأمير القطري في الدوحة، تميم بن حمد، سافر إلى تركيا ليلتقي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ويذكر أنه عقب زيارة «حفتر» للسعودية التي أكدت التفاصيل المعلنة إنها بناء على دعوة من العاهل السعودي نفسه، تعالت التساؤلات حول المتبقي لفائز السراج، إذ لم يعد يدعمه في المنطقة سواء قطر وتركيا.