ad a b
ad ad ad

بعد دعوة الصدر لارتدائه.. «الكفن» أزمة سياسية جديدة تهدد العراق

الجمعة 22/مارس/2019 - 06:17 م
المرجع
علي رجب
طباعة

«ارتداء الكفن» عنوان أزمة جديدة يعيشها العراق، بعد تصريحات تلفزيونية لسياسي عراقي يتهكم فيه على رفع أنصار التيار الصدري، لكفن ردًّا على ما نُشِرَ من أن ارتداء الأكفان كان معارضةً لنظام صدام؛ لكن التيار الصدري حافظ على هذه العادة، ذلك ما أدى إلى تظاهرات من قبل أنصار التيار الأربعاء 20 مارس، ودعوة مكتب محمد الصدر أنصاره بارتداء الكفن في صلاة الجمعة، في مؤشر على ظهور أزمة عراقية جديدة قد تشتعل نارها في البيت العراقي.

بعد دعوة الصدر لارتدائه..

تفاصيل الأزمة

قال الصدر في بيان له: «نُهِيب بجميع الإخوة المؤمنين الكرام ارتداء الكفن في صلاة الجمعة غدًا، ردًّا لما صَدَرَ بحق رمزية الكفن وأصحابه من قبل بعض القنوات والمسحوبين على القضاء نصرلله والدين والوطن».


وكان القاضي والنائب العراقي السابق وائل عبداللطيف، قال في لقاء مُتلفز إن: «أتباع التيار الصدري، كانوا يرتدون أكفانًا في صلاة الجمعة، خلال حكم النظام السابق خوفًا منه، واليوم هم يحكمون لكنهم مازالوا يرتدونها»، مُضيفًا أنه «أثناء انتهاء البرنامج التلفزيوني تفاجأت من ردود فعل أنصار التيار الصدري، حيث اتهمونا بالحديث عن زعيم التيار مقتدى الصدر»، مؤكدًا «احترامه جميع المراجع في العراق ولن ينال منها».


تصريحات السياسي والنائب العراقي السابق، لم  تمر مرور الكرام من قبل  قيادات التيار الصدري؛ حيث رد النائب  في البرلمان العراقي عن التيار الصدري، صباح الساعدي، على القاضي الأسبق وائل عبد اللطيف بشأن تصريحه حول «الكفن».


وقال الساعدي في بيان له: إن «القاضي وائل عبداللطيف عالم (عند البعض) في ميدانه في القانون الوضعي ولكن، (أعجبُ الناسِ جاهلٌ يضع نفسَه موضع العلماء) في ميادينهم فيورد نفسه موارد التهلكة، بإعطاء آراء في علم لا يفقه فيه شيئًا، فموضوع ارتداء (الكفن) في صلاة الجمعة المباركة من قبل الصدر الثاني قدست نفسه الزكية في زمن النظام البائد لم يكن في يوم من الأيام للإشارة إلى الخوف بل كان العكس هو الصحيح وهذا الأعجب في تصريح عبد اللطيف».


كما تظاهر عددٌ من أنصار التيار الصدري، في العاصمة بغداد أمام مقر قناة دجلة، وذلك لما اعتبروه إساءة من مقدمة أحد البرامج الحوارية ضد مسألة ارتداء الكفن، التي جاءت في حوار أحد الضيوف.

بعد دعوة الصدر لارتدائه..

دور الزيارة الإيرانية


طالب مرصد الحريات الصحفية (JFO) في بيانٍ له «القادة في التيار الصدري وتحالف سائرون بالسيطرة على جماهيرهم من خلال إيضاح الموقف لهم، داعيًا القيادات السياسية والدينية في التيار الصدري بالعمل فورًا على سحب أنصارهم واعتماد لغة الحوار التي تميز التيار عن غيره».


ونقل المرصد عن أحد العاملين في القناة أن «عددًا من أتباع التيار الصدري تظاهروا أمام مقر قناة دجلة في منطقة الجادرية، احتجاجًا على تناول مسألة ارتداء الكفن التي ذكرها السياسي العراقي وائل عبد اللطيف أثناء حديثه عن الفساد ومن يتصدى له خلال أحد برامج القناة».


فيما يرى مراقبون أن ظهور أزمة الكفن، تعد إحدى نتائج زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، ولقائه عددًا من أطياف الشعب العراقي، خاصة القوى الشيعية وسط تجاهل للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وكذلك استمرار أزمة حقيبة وزارة الداخلية العراقية، وصراع داخل البيت الشيعي.


ولفت المراقبون إلى إمكانية تصاعد الأزمات السياسية خلال المرحلة المقبلة في حالة لم يحدث تهدأ من قبل التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر.


من جانبه دعا مرصد الحريات الصحفية (JFO) أتباع التيار الصدري إلى إنهاء احتجاجهم القائم أمام قناة دجلة الفضائية، وعدم زج المؤسسات الإعلامية كطرفٍ مُدانٍ لمجرد تناولها تصريحات المسؤولين على اختلافهم.

بعد دعوة الصدر لارتدائه..

تاريخ ارتداء الكفن


فيما قال الباحث العراقي، هشام العلي، عن «قضية الكفن ظهرت في تسعينيات القرن الماضي حينما قام الراحل محمد محمد صادق الصدر بتحدي النظام الحاكم الذي كان يضطهد الشيعة آنذاك ويمنع أي تجمعات أو نشاطات أو طقوس شيعية تأخذ طابع التجمعات البشرية التي تخشى الدولة من تحولها إلى أشبه بالاعتصام أو التظاهر أو الاحتجاج غير المسيطر عليه، ولذلك كان الشيعة يقيمون طقوسهم بصورة منفردة وحذرة».


وتابع العلي قائلا في تصريح لـ«المرجع»: «حتى بادر محمد صادق الصدر إلى إقامة صلاة الجمعة التي كانت محظورة على الشيعة حينها... كان يقيم صلاة الجمعة مُرتديًا الكفن كرمز للمواجهة وتلقي الموت من أجل المبدأ والعقيدة... تم تصفيته من قبل النظام آنذاك وانتهت صلاة الجمعة حينها إلا في بعض الجوامع الشيعية (الحسينيات) وبأعداد قليلة... بعد سقوط النظام أصبح جميع أتباع السيد الصدر يقيمون صلاة الجمعة مُرتدين الكفن كتقليد للراحل ومن خلال طرح موضوع الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي».


وأضاف الباحث العراقي: «كما أنه في سبعينيات القرن الماضي اعتاد علماء الشيعة أن يأخذوا معهم أكفان إذا ما تم استدعاؤهم إلى مديريات الأمن للتحقيق أو الاعتقال إيمانًا منهم بأحقية وعدالة قضيتهم وترحيبهم بالشهادة من أجلها أصبح ارتداء الكفن أيضًا معروف في استعراضاتهم العسكرية منذ بدأ تشكيل جيش المهدي الموالي لمقتدى الصدر نجل الراحل محمد صادق الصدر مع ملاحظة أن مقتدى الصدر يُلازم لبس الكفن فوق زيه الديني دائما كتعبير عن التحدي ضد الاحتلال، وضد خصومه من السياسيين الذين يتهمهم بالفساد والفشل في إدارة الدولة»

خاتمًا بــ: «أعتقد أن الكفن أصبح شعارًا مرتبطًا بأيديولوجية عقائدية تعبر عن التضحية والتحدي لكنه شعار قد استهلك بسبب كثرة الأيدلوجيات الجهادية والتي أصبحت تتفرع إلى مجموعات أصغر وأصغر كل منها تدعي تمثيلها للسماء».

"