استراتيجية جديدة من «الأميصوم» لمواجهة حركة شباب المجاهدين في الصومال
الجمعة 22/فبراير/2019 - 09:55 م
أحمد عادل
في إطار دحر الإرهاب والعمليات الانتحارية التي تشنها حركة شباب المجاهدين في منطقة القرن الأفريقي، أعلنت قوات الاتحاد الأفريقي «الأميصوم»، أمس الخميس، عن تغيير خططها العسكرية لمواجهة الحركة في مختلف المدن الصومالية التي توجد فيها.
كما قررت قوات الأميصوم إغلاق بعض قواعدها العسكرية؛ لتخفيض الخسائر التي تلقتها في الفترة الماضية من حربها على حركة شباب المجاهدين في الصومال.
وصرح قائد قوات الاتحاد الأفريقي الجنرال تيجابو يلما، بأن الاستراتيجية تسمى بمفهوم العمليات، الهدف منها الحفاظ على وجود القوات بشكل فعال في البلاد، وأن القوات تتخلى عن الاستراتيجية العسكرية التقليدية وإقامة عمليات عسكرية لمواجهة إرهاب شباب المجاهدين، مضيفًا أن الاستراتيجية القديمة التي كانت متبعة من قبل قوات الأميصوم كلفتنا الكثير من الخسائر البشرية والمادية، وأصبحت تلك الاستراتيجية صيدًا سهلًا لحركة شباب المجاهدين عن طريق زراعة الألغام على جنبات الطرق في العديد من المدن التي تسعى القوات الدخول إليها.
أما عن الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها القوات الأفريقية لكي يتم القضاء على حركة شباب المجاهدين (الموالية لتنظيم القاعدة )، قال الجنرال يلما: إنهم سيتبعون إقامة عمليات نوعية ذات أهداف محددة على المناطق التي تسيطر عليها شباب المجاهدين، ومن ثم سحب القوات المشاركة في العملية إلى تلك المناطق بعد القضاء عليهم، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تتطلب إغلاق قواعد عسكرية كبيرة لتجنب هجمات انتقامية من شباب المجاهدين.
وكانت أعلنت في شهر يناير الماضي، قوات أميصوم سحب 1000 جندي من القوات البورندية التابعة لها في ولاية هيرشبيلي (الوسطى شمالي العاصمة الصومالية مقديشو)، وبالفعل سحبت أمس الخميس، أول دفعة من القوات البورندية لها في ذات الولاية السابق ذكرها.
ويسعى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، تسليم مسؤولية الأمن في البلاد للحكومة الفيدرالية الصومالية بحلول 2020، ولكن ذلك الاقتراح أصبح محض شك للقوات الأفريقية، في الوقت الذي تؤكد في بعض التقارير الصادرة من الصومال بعدم قدرة وضعف القوات الصومالية السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد، وأن القوات لم تصل لدرجة الكفاءة المطلوبة لإيقاف الهجمات الانتحارية التي تشنها شباب المجاهدين.
ولكن قوبل هذا الاقتراح بالانتقاد الشديد من الرئيس الأوغندي يوري موسفني، بأن قرار القوات بخفض عدد القوات الموجودة في الصومال غير واقعي، نظرًا لهيمنة شباب المجاهدين، وضعف القوات الصومالية والتي تحتاج للمساعدة في حربها ضد التنظيمات الإرهابية كـ(تنظيم داعش الإرهابي - حركة شباب المجاهدين).
ومن ناحيتها، أعربت الحكومة الفيدرالية الصومالية، عن انزعاجها الشديد بسبب تفكير قادة بعثة الاتحاد الأفريقي الانسحاب من البلاد، محذرًا من عواقب وخيمة قد تحل بالبلاد؛ نتيجة ذلك الانسحاب المرتقب الذي سيتم فعليًّا في 2020 ميلاديًّا، والسبب في ذلك الهجمات المتتالية التي تقيمها شباب المجاهدين في كل من الصومال وكينيا، وسيطرتها على بعض الأقاليم المهمة بالبلاد.
وفي يونيو 2016، قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، التخفيض التدريجي لقوات الأميصوم، والانسحاب الكامل في نهاية عام 2020، ومع بداية ذلك التاريخ تبدأ القوات الصومالية في السيطرة على الأوضاع داخل البلاد.





