ad a b
ad ad ad

في ظل ترقب أجهزة الأمن الصومالية.. ميليشيات شعبية للقضاء على «الشباب المجاهدين»

السبت 08/ديسمبر/2018 - 02:38 م
المرجع
آية عز
طباعة

بعد أن فاض الكيلُ بالصوماليين، وتكبدهم خسائر فادحة، جرَّاء ما تفعله بهم ما تُسمى بحركة «الشباب المُجاهدين»، قرر أبناء الصومال اللجوء لأساليب مختلفةٍ للدفاع عن أنفسهم أمام هجمات الحركة الإرهابيَّة، وذلك بعد عجز الأجهزة الأمنيَّة الصوماليَّة، شرطة وجيشًا، من القضاء على شباب المجاهدين.


وعليه فقد أسَّسَ أبناء إقليم «شبيلي» بولاية هيرشبيلي، ميليشيات محليَّة مُسلحة للدفاع عن أمن الإقليم الذي تُهاجمه الجماعة باستمرار.


وبالفعل، خلال الأيام السابقة شنت الميليشيات المحليَّة، في إقليم شبيلي، هجومًا كبيرًا على أحد معاقل حركة الشباب المجاهدين، في منطقة «غولني» الموجودة في الإقليم نفسه، وقتلت ما يقرب من 8 عناصر تابعين للشباب الصوماليَّة؛ منهم اثنان من القيادات المسؤولة عن الشؤون المالية في الحركة، إضافةً إلى ذلك، قاموا بالاستيلاء على جميع الأسلحة، التي كانت موجودة في المكان؛ وذلك بحسب ما جاء في الصحيفة الصومالية «الصومال الجديد».

في ظل ترقب أجهزة

«أصحاب الإزارات»

وفقًا لتقريرٍ صادر مؤخرًا من «مركز مقديشو للدراسات»، فإن الميليشيا المُسلحة التي هاجمت معاقل حركة شباب المجاهدين، تُعرف باسم «أصحاب الإزارات»، وتلك الميليشيا تابعة لإقليم شبيلي وعدد عناصرها لا يقل عن 400 ألف عنصر، ولا يوجد تاريخٌ رسميٌ يوضح متى أُسِّست تلك الميليشيا.


وأشار التقرير، إلى أن جميع عناصر تلك الميليشيا ليسوا إرهابيين، وجميعهم من أبناء الإقليم، هدفهم الأساسي هو الدفاع عن إقليمهم من الاعتداءات المتكررة من قبل حركة الشباب المجاهدين.


وأوضح التقرير، أن تلك الميليشيا دخلت في مواجهات سابقة مع الشباب المجاهدين، لعدة أسباب أهمهما أن الحركة الإرهابية تُريد أن تفرض ما يُسمى بـ«الجزية»، والأهالي يرفضون هذه الجزية، خاصةً وأن الحركة تنهب أموال أهل القرية وجميع خيراتها، وكانت آخر تلك المعارك في شهر أكتوبر الماضي.

في ظل ترقب أجهزة

الحل الأخير


في هذا الصدد قال محمد عز الدين، الباحث المُتخصص في الشؤون الأفريقية، إن الميليشيات المحليَّة المُسلحة في الصومال، هي الأمل الأخير للجيش الصومالي والحكومة الوطنية، في القضاء على إرهاب الشباب الصومالية.


وأكد عز الدين في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الحكومة الصوماليَّة بدأت تُسلِّح أبناء القرى والأقاليم المختلفة لمواجهة عناصر الحركة الإرهابية، ذلك لأن الدولة أدركت أن أبناء القرى أكثر دراية باستراتيجيات المجاهدين.


وأشار الباحث المُتخصص في الشؤون الأفريقية، إلى أن الحكومة الصوماليَّة تخشى في الوقت الحالي من توغل حركة الشباب  في بلادها، وتخشى أيضًا من دخول عناصر تابعة لداعش لبلادها، لذلك أرادت محاصرة «الشباب المجاهدين» في جميع أرجاء الصومال عن طريق الميليشيات المحلية المسلحة.


وأردف، أن حكومات كلٍّ من الصومال ونيجيريا وإثيوبيا وجيبوتي، اجتمعوا خلال الأيام السابقة أكثر من مرة وناقشوا أمر التخلص من حركة الشباب المُجاهدين، لأن خطرها أصاب بلدان شرق إفريقيا بالكامل، لذلك تلك البلدان ساهموا في تسليح وتأسيس الميليشيات المحلية المسلحة في الصومال. 


ومن جانبه قال محمد محمود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان: إن الصومال باتت تُعاني في الوقت الحالي من زيادة نفوذ حركة الشباب المجاهدين في بلادها، خاصةً وأن الحركة أصبحت تشنُّ هجماتٍ أكثر وحشيةً من السابق، وتستهدف جميع المنشآت الحيوية مستغلةً حالة الانفلات الأمني الموجودة في البلاد حاليًّا، لذلك سلطت عليها الميليشيات المحليَّة المُسلحة المدعومة من الدولة.


وأوضح محمود في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الجيش الصومالي أصبح لا يستطيع التصدي للشباب المجاهدين بمفرده، خاصةً مع زيادة نفوذ الحركة الإرهابية، إضافة إلى أن الجيش الصومالي فقد الكثير من جنوده خلال المواجهات السابقة مع الشباب المجاهدين وهو لا يريد أن يفقد المزيد من الجنود.

"