لتعزيز حكمه الاستبدادي.. حزب «أردوغان» يتخلص من قيادات الجيش
منذ محاولة الانقلاب الفاشل التي شهدتها تركيا في يوليو 2016، وتكتب أنقرة أسوأ السجلات الصحفية في العالم؛ حيث تردت فيها أوضاع الصحافة وحقوق الإنسان بشكل لم تعهده البلاد من قبل، إضافة إلى ما يمارسه النظام برئاسة رجب طيب أردوغان، مازال يواصل ممارساته القمعية ضد الأتراك، وبخاصة في الجانب المتعلق بتوسيع دائرة الاعتقالات العشوائية بغية التخلص من المعارضين السياسيين تحت مزاعم الانتماء لجماعة فتح الله جولن.
آخرها كان شنّ قوات الأمن، حملة اعتقالات موسعة طالت معظم الولايات، وألقت القبض على 3 آلاف و673 شخصًا، حيث أعلنت الداخلية التركية، أنها شنّت عملية اعتقالات واسعة ضد عناصر ومناصرين لحزب العمال الكردستاني، في إطار حملة أمنية واسعة نفذتها في عموم الولايات التركية، موضحة أن هذه العملية الأمنية شارك فيها نحو 59 ألف رجل أمن من مختلف القطاعات.
وتستهدف السلطات التركية في حملات الاعتقالات مؤيدين للداعية «فتح الله جولن» الذي تتهمه «أنقرة» بتدبير محاولة الانقلاب في 2016، وهو ما ينفيه الأخير، كما تشمل الاعتقالات أيضًا مؤيدين وناشطين في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كيانًا إرهابيًّا.
تلك الاعتقالات العشوائية التي تشنها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، جاءت بمزاعم التهديدات السياسية التي يواجهها الحكم الديكتاتوري لـ«أردوغان»، خاصة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عليه، ما جعله يطلق على إثرها حملة للانتقام من خصومه، وتم سجن الآلاف.
للمزيد.. تركيا تعتقل 3 آلاف و673 شخصًا بزعم الانتماء لكيان إرهابي
التخلص من قيادات الجيش
على صعيد متصل، كشف تقرير صادر عن مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، أن الحكومة التركية، أضرت بسلاح الجو بتخلصها من العديد من الضباط الكبار، وتسريح أكثر من 300 طيار لمقاتلات "F-16"، مشيرًا إلى التكلفة الكبيرة التي يتطلبها تدريب الطيارين المقاتلين، بخلاف الخبرة التي لا تقدر بثمن لطيار مخضرم كان يطير لسنوات.
وقالت المجلة إن «الأمة التي ترمي طياريها المقاتلين في السجن، لا تهدر المال فحسب، بل إنها تهدر أيضًا موردًا قيمًا للغاية، ولكن لدواعٍ سياسية قامت الحكومة التركية بتطهير قواتها الجوية بشكل سيئ، لدرجة أنها بالكاد تستطيع تسيير مقاتلاتها من طراز إف -16».
وفي إطار مساعي الحكومة التركية لتعويض النقص في كادر المقاتلين، طالبت واشنطن بإرسال مدربي طيران أمريكيين، لكن الولايات المتحدة رفضت الطلب، ما جعل أنقرة تهدد 330 من الطيارين السابقين بإلغاء رخصة قيادتهم المدنية إذا لم يعودوا إلى الخدمة بالقوات الجوية لمدة 4 سنوات.
للمزيد.. بعد أن باتت زنزانة للصحفيين.. تركيا تسجل أسوأ حضور في بلاط صاحبة الجلالة
للمزيد.. «قبضة الديكتاتور».. «أردوغان» يُرهب الأتراك بـ«الاعتقالات العشوائية»





