تركيا تنهب زيت عفرين.. واتهامات أوروبية بتمويل المسلحين في الشمال السوري (تفاصيل)
الخميس 17/يناير/2019 - 04:50 م
آية عز
اتهامات أوروبية لتركيا ببيع زيت الزيتون لتمويل المسليحن في الشمال السوري
انقلبت مؤخرًا مواقع التواصل الاجتماعي في وسوريا رأسًا على عقب، بسبب زيت الزيتون العفريني (عفرين)؛ حيث ظهرت مجموعة صور لعبوات زيت الزيتون مكتوب عليها «بركات الغوطة من جبال عفرين الخصبة»، وقالوا إنها تُصدر إلى تركيا وبعض البلدان الأوروبية والعربية، من قبل أحد تجار الغوطة الشرقية المستوطنين في عفرين، وبعض الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا.
وأكد مجموعة من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك»، أن بعض التجار المستوطنين في عفرين والمدعومين مما يُعرف بـ«جيش الإسلام» قاموا بتصدير زيت الزيتون إلى بعض البلدان تحت اسم «خيرات الغوطة»، وذلك عقب سرقة الموسم، وجني الزيتون من بساتين المهجرين.
وكانت قد وُجهت عدة اتهامات أوروبية للحكومة التركية ببيع زيت الزيتون الخاص بمدينة «عفرين» في ريف حلب شمالي سوريا، لدول الاتحاد الأوروبي؛ حيث طالب «برنارد جول»، النائب السويسري، خلال مقترح قدمه للبرلمان الوطني السويسري يوم الاثنين الماضي، بضرورة إجراء تحقيق فوري وكبير في التجارة والإيرادات مع تركيا، وذلك وفقًا لما ذكرته الصحفية البريطانية «ذا تلغراف».
وأكدت الصحفية وفقًا لحديث «جول»، أن الحكومة التركية تستغل الصراع في سوريا، وتنهب زيت الزيتون وتبيعه في سوق الاتحاد الأوروبي بشكل زائف على أنه تركي المنشأ، مشيرًا إلى أن هدف البيع هو تمويل الجماعات السورية المسلحة التي تدعمها تركيا خاصة في عفرين، التي سيطرت عليها بعض الفصائل المسلحة في 18 مارس 2018.
وأكدت صحيفة «Público» الإسبانية عن مصادر حكومية في بلادها، خلال الساعات السابقة، أن الحكومة التركية تستخدم بعض الشركات الوسيطة للدخول إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، من خلال بيع عدة أطنان من زيت الزيتون، التي سرقتها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في عفرين، خاصة أن الحكومة التركية تعلم أن إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية استيرادًا لزيت الزيتون، خاصة من تركيا، فمنذ عام 2017 استوردت زيت بقيمة 48 مليونًا و893 ألف دولار، وذلك بحسب وكالة «الأناضول» التركية.
وفي السياق ذاته، قامت مجلة «لوبوان» الفرنسية بتخصيص ملف كامل عن سرقة تركيا لزيت الزيتون العفريني، واتهمت أنقرة بنهب محصول الزيت في عفرين وبيعه بقيمة 130 مليون يورو خلال العام الماضي 2017، بعد تهجيرها ما يقرب من 200 ألف كردي عندما سيطرت على المنطقة في 18 مارس 2018.
اعتراف تركي بالسرقة
وتأكيدًا لهذه الاتهامات قال «بكير بكدميرلي»، وزير الزراعة التركي، في 17 نوفمبر 2018، :«إننا لا نريد أن يكون زيت عفرين مصدر دخل لحزب العمال الكردستاني (الكردي)، ولهذا نريد أن يمر الأمر عن طريقنا، وأن تأتي العوائد إلينا»، وذلك وفقًا لما نشر في صحيفة «جمهوريات» التركية.
وتعد منطقة عفرين من المناطق المعروفة بجودة زراعتها؛ حيث يغطي شجر الزيتون معظم المساحات الزراعية فيها، إضافة إلى أنها احتلت في زراعة الزيتون المرتبة الأولى في المنطقة العربية وسوريا، من حيث المساحة والإنتاج، وكذلك يحتل الزيتون العفريني مكانة كبيرة مميزة في الأسواق المحلية والعالمية.
وبحسب «الإدارة الذاتية» السورية، يبلغ عدد أشجار الزيتون في عفرين حوالي 18 مليون شجرة، وتصل كمية إنتاج الزيت إلى 270 ألف طن في الأعوام المثمرة، وكذلك يوجد في عفرين نحو 250 ألف معصرة زيت زيتون.
ومن جانبه، قال عبدالخبير عطالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط: إن وجود تركيا في عفرين الهدف الأساسي منه هو نهب الثروات السورية، لبيعها واستغلالها، وتمويل الجماعات المسلحة التابعة لها.
وأكد عطالله في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الهدف الأساسي لتركيا من محاربة الأكراد ليس القضاء عليهم فحسب، بل الاستفادة من الأراضي والمحاصيل الزراعية التي يمتلكونها، وهو ما حدث العام الماضي 2018 عندما قاموا بتهجير مئات الأسر، واستولوا على خيراتهم وأراضيهم واستغلوها لصالح حكومتهم.





