ننشر تفاصيل وساطة رفاعي طه بين تركيا وجبهة النصرة
الجمعة 11/مايو/2018 - 08:47 م
رفاعي طه
عبدالرحمن صقر وعبدالهادي ربيع
لم تَكُنْ زيارة زعيم الجناح المُسَلَّح بالجماعة الإسلاميَّة «رفاعي طه» إلى سوريا عام 2016، إلَّا مُهمَّة سريَّة؛ لتوصيل رسالة استخباراتية إلى ما يُعرف بجبهة النصرة، وقتها كانت الجبهة موالية لتنظيم القاعدة الذي تبرأت منه فيما بعد، بل وغيرت اسمها لاحقًا إلى «فتح الشام»، واندمجت مع فصائل إرهابيَّة أخرى.
وكشفت مصادر جهاديَّة سابقة مُقربة من رفاعي طه، الرجل العسكري الأول للجماعة الإسلاميَّة قبل تصفيته في سوريا عام 2016، في تصريحات لـ«الْمَرْجِع» أن الاستخبارات التركيَّة تواصلت مع «طه» قبل شهور من مقتله لقبول الوساطة بين النظام التركي، وجبهة النصرة.
وأوضحت المصادر أن بنود الوساطة تسمح لعناصر جبهة النصرة بقتال الفصائل الكرديَّة في الشمال السوري والجنوب التركي، في مقابل حصول الجبهة على أسلحة هذه الفصائل والدعم المادي والمعنوي التركي لـ«النصرة».
كما كشفت المصادر أن اختيار الاستخبارات التركيَّة لرفاعي طه لتنفيذ هذه المهمة، جاء نتيجة علاقته القويَّة بتنظيم جبهة النصرة على خلفيَّة العلاقة التاريخيَّة بين «طه» وقيادات تنظيم القاعدة، وعلى رأسهم أيمن الظواهري الزعيم الحالي للتنظيم، عقب مشاركته في تأسيس الجبهة العالميَّة لمحاربة اليهود والصليبيين في جزيرة العرب عام 1998م، إضافةً إلى إقامته لـ«معسكر الخلافة» لتدريب الجهاديين في أفغانستان.
وأشارت المصادر إلى أن قبول ودعم تنظيم جبهة النصرة (تحرير الشام حاليًّا) للعمليَّة العسكريَّة التركيَّة في سوريا المعروفة باسم عملية «غصن الزيتون» على مدينة عفرين السورية جاء نتيجة نجاح هذه الوساطة التي مارسها «طه».
وأكدت المصادر أن عملية اغتيال رفاعي طه في سوريا نفذها الجيش الأمريكي بقصف صاروخي؛ في محاولة منه لإفشال مهمة الوساطة التي أرسل بها «طه»، إضافة إلى إنقاذ الفصائل الكردية التي تحصل على الدعمين المادي واللوجيستي منها.
يذكر أن رفاعي طه، مصري الجنسية، حصل قبل مقتله -فبراير عام 2016- على لجوء سياسي إلى تركيا عقب هروبه من حكم بالإعدام إبَّان سقوط حكم جماعة الإخوان عام 2013.
ويؤكد أمير الجماعة الإسلامية بدمياط سابقًا «عوض الحطاب» صحة المعلومات؛ بشأن مهمة الوساطة التي كلف بها رفاعي طه، قائلًا: لديّ قناعة أن قيادات الجماعة الإسلامية كافة عملاء لإيران وتركيا بشكل غير مباشر.
في السياق ذاته، أوضح شريف أبوطبنجة، زعيم حركة إصلاح الجماعة الإسلاميَّة، أن بعض القيادات الأخرى من الجماعة يمكن أن تكون شاركت في هذه الوساطة بين تركيا وجبهة النصرة، مثل محمد الإسلامبولي الذي يرى أن علاقته بالطرفين أقوى من علاقة «طه».





