يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«القاسمي»: «جيش الإسلام» فضح الدعم التركي للإرهاب

الأحد 06/مايو/2018 - 03:56 م
المرجع
أحمد عادل - عبدالهادي ربيع
طباعة
«القاسمي»: «جيش الإسلام»
لم يتوقف الدعم التركي لجماعات الإرهاب، عند جماعة الإخوان فقط، بل امتد إلى الفصائل السورية، وما يسمى «جيش الإسلام» على وجه التحديد، ليس عن طريق التمويل فحسب، بل بإرسال قوات مقاتلة لدعم هذه الفصائل.

ويحمل ما يُسمى بـ«جيش الإسلام» أجندة تركية، يقوم تمويله وتسليحه على دعمها، وجرت بالفعل مقابلات عدة بين التنظيم ومقاتليه، وأعضاء من الحكومة التركية، على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشخصه، في أكثر من لقاء، وكذلك مع مستشاريه في لقاءات أخرى.

ويدعم ذلك وصول القاضي الأول في «جيش الإسلام» زين الدين عابدين، إلى تركيا، عقب خروجه من مدينة «دوما» بالغوطة الشرقية السورية، وانتشر نبـأ وصوله سريعًا، خاصة مع محاولات تَخَفِّيه وتغييره لشكله، من خلال حلقه لحيته.

ولا يتوقف الأمر على زيارة عادية، فـ«عابدين»، هو من أفتى بملاحقة مواطني الغوطة لمنع التدخين، وحلاقة اللحية، ومنع عرائس عيد الحب، ومنع الاختلاط، باعتبار كل ذلك من المحرمات.

و«عابدين»، الصديق المقرب لمحمد علوش، رئيس الهيئة السياسية لــما يُسمى «جيش الإسلام»، الذي استقال منذ يومين من منصبه.

وتشير معلومات إلى امتلاك «علوش» مغسلة وورشة لإصلاح السيارات، في منطقة اسنيور بـ«إسطنبول»، ومكتبًا للبورصة في منطقة مبنى «مول أوف» في العاصمة التركية، وشركة لتجارة المواد الغذائية، وأخرى لاستيراد المستلزمات الطبية من تركيا إلى الشمال السوري، يُديرها شخص يُدعى «مازن خلبوص» صهر «علوش».

ضوء أخضر

صبرة القاسمي
صبرة القاسمي
ويؤكد صبرة القاسمي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تركيا تقوم في الفترة الحالية بمفاوضات بين قادة «جيش الإسلام»، بعد استقالة محمد علوش، ومحاولته في الأيام الأخيرة تجميع مؤيديه؛ لإنشاء جماعة أخرى مسلحة بتمويل تركي، اعتمادًا على الهيئات والأشخاص نفسها الذين كانوا موجودين معه في «جيش الاسلام».

وأشار «القاسمي» في تصريحات خاصة لـ«المرجع» إلى أن زيارة قادة «جيش الإسلام» إلى تركيا، تأتي في محاولة منهم خلق مساحة مشتركة، وإعادة التفاهمات مع «علوش»، ولاسترضاء الراعي التركي، الذي قد يحصل «علوش» على دعمه؛ ما جعل زيارة صديق علوش بمثابة رسالة للشريك التركي؛ لأخذ الضوء الأخضر في إطلاق كيانه الجديد المزمع إنشاؤه.

وتابع أن زيارة القادة العسكريين في «جيش الإسلام» و«علوش» نفسه إلى تركيا، لم تكن الأولى، وأنهم يزورونها من وقت لآخر، كما يمتلكون منازل فيها، باعتبارها الحاضنة الأولى والداعم الأكبر لهذا التنظيم.

ويشير «القاسمي» إلى أن علوش أجرى كثيرًا من المفاوضات مع الدولة التركية حول مفاوضات خفض التوتر، التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تتضمن نزوح مسلحي التنظيم من الشمال السوري إلى الحدود التركية، والتي رفضها «علوش» باعتبار أن الاتفاق يجرد المعارضة من قوتها لصالح النظام السوري.

ويرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن نقل مقاتلي «جيش الإسلام» تجاه الشمال، جاء بمثابة «قبلة الحياة» للتنظيم، ودعمًا للحدود التركية في مواجهة التنظيمات المتمردة، وتأكيدًا على توسعات الأتراك في سوريا.
"