باحثًا عن دور إرهابي جديد.. «القرضاوي» يتخفى في ثوب المُصلح
بعد سنوات طويلة قضاها في شرعنة الأعمال الإرهابية عن طريق إصدار آلاف
الفتاوى المحرضة على إهدار دماء الأبرياء، وتخريب الدول الآمنة وزعزعة استقرارها،
وتمجيد زعماء الإرهاب، وبث الفتنة بين الطوائف والمذاهب الإسلامية المتعددة، بدأ
يوسف عبد الله القرضاوي، الرئيس السابق لما يُسمى الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، خديعة جديدة يتخفى فيها خلف ثوب المُصلح.
«القرضاوي» البالغ من العمر 92 عامًا، تعمد في الآونة الأخيرة الظهور في ثوب المُصلح الديني، ودأب على إلقاء المواعظ والمجيء بالأدلة حول ضرورة التقارب بين المذاهب، والنهي عن التعصب لمذهب معين، وهو الذي قضى عمره يشعل نيران الفتنة الطائفية ويحرض على قتل العلماء المجابهين لفتاويه الشاذة.
للمزيد:
«القرضاوي» من نبذ العنف إلى احتضانه.. إصدار جديد بمعرض الكتاب
فتاوى القرضاوي التكفيرية
على مدار الحقب الماضية، انتشرت الفتاوى التكفيرية لـ«القرضاوى» في كل بقاع الأرض، واتخذت منها عناصر الجماعات والتنظيمات الإرهابية عقيدة شرعنت من خلالها أعمالها التدميرية، وأسست لحروب أهلية وقتل طائفي على الهوية.
ولأن «القرضاوي»، كان المحرض الرئيسي الذي يقف وراء كل ما عانته الدول العربية من تخريب ودمار وإراقة دماء شعوبها على أيدي عناصر الجماعات الإرهابية فيما يُسمى بـ«سنوات الربيع العربي»؛ فقد كان طبيعيًّا أن يتم وضعه على قوائم الإرهاب العربية كمفتي للإرهاب.
ويبدو أن «القرضاوي» أدرك
أن دوره السياسي والتكفيري قد انتهى، وخاصة بعد إجباره على تقديم استقالته من
رئاسة ما يُسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ لذا فقد سعى إلى خديعة جديدة
تضمن له البقاء على الساحة، حيث فاجأ الجميع، وتحول بين ليلة وضحاها (وبالأخص في
تغريداته على تويتر) إلى مصلح ديني ومقرب بين المذاهب.
الثعلب وثوب المتقين
خديعة «القرضاوي» الجديدة، التي تشبه قصة الثعلب الذي برز يومًا في ثياب المتقين، تأتي بعد سنوات من الفتاوى التكفيرية المحرضة على القتل والتعصب والطائفية، ولذا فإنه يسعى من خلال هذا التحول إلى استقطاب المزيد من الشباب ومن ثمَّ الرمي بهم في أحضان الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
للمزيد: «شيخ الإرهاب يُسلِّم الراية».. مستقبل اتحاد «القرضاوي» بين «عراقي ومغربي»
«القرضاوي»، الذي كرس كل
جهوده لخدمة نظام الحمدين بقطر، وأذرعها الإخوانية في البلدان العربية، واختلق
العديد من المزاعم الواهية لإثبات كفر الحكام العرب، وعلماء السنة المناوئين لفكر
الإخوان الإرهابي، وكذلك الشيعة المختلفين مع نظام ولاية الفقيه بإيران، يطل علينا
اليوم من جديد بثوب المُصلح والداعي إلى التقريب بين المذاهب.
ونسى «القرضاوي» وهو يرتدي ثوب المصلح، أنه حلل قتل المختلفين معه من علماء المسلمين، وعلى رأس هؤلاء الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، أحد ضحاياه في سوريا، حيث أصدر مفتي الإرهاب فتوى حرض خلالها على اغتيال «البوطي»، وهو ما حدث بالفعل واغتيل الرجل في أحد مساجد دمشق على يد عناصر من الإخوان المسلمين، الذين كانوا يأتمرون بفتاوى القرضاوي التي يطلقها من على شاشة الجزيرة القطرية.
مفتي الإرهاب ومرجعيته
أصبح «القرضاوي» بفعل فتاويه التكفيرية، مرجعية للجماعات والتنظيمات الإرهابية، وحاز دون منازع على لقب «مفتي الإرهاب»؛ إلا أن فشل الإرهابيين (وبالأخص الإخوان) في الوصول إلى السلطة، ثم محاصرتهم وهزيمتهم في ليبيا ومصر وسوريا، ومقاطعة الدول العربية الأربع لقطر، الراعي الرسمي لجماعة الإخوان، أنهى دوره السياسي والتكفيري.
للمزيد: قطر تُهدد أمنها بيدها.. تفاصيل اتفاق «مُذل» مع تركيا يعود لـ2016
تحول «القرضاوي»، بعد انتهاء دوره السياسي والتكفيري، من سلاح قطري يشعل نيران الإرهاب في كل بقاع الأرض، ويوجه المتطرفين في كل مكان، ويصدر لهم فتاوى تشرعن جرائمهم، إلى مُطارد مدرج على قوائم الإرهاب العربية، وهو ما سبب متاعب للنظام القطري، وربط رعايتها له بما أصاب الدول العربية من خراب؛ لذا أنهت دوره الرسمي، وفي الوقت ذاته رفضت تسليمه ليد العدالة التي تنتظر القصاص منه على جرائمه التي ارتكبها بحق ملايين الأبرياء.
حجمت قطر دور «القرضاوي»،
وأجبرته على الاستقالة وترك رئاسة ما يُسمى بـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»،
وسلمتها للمغربي أحمد الريسوني، الذي لا يختلف فكريًّا عن سابقه؛ فكلاهما يناصر
الجماعات الإرهابيًّة المتطرفة ويشرعن لأعمالها التخريبية.





