«قسد» تحذر من انتعاشة لداعش عقب قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا
الخميس 20/ديسمبر/2018 - 01:32 م
قوات سوريا الديمقراطية «قسد»
رحاب عليوة
حذرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» من الانسحاب الأمريكي من منطقة شرق الفرات، مؤكدة أن القرار الذي نوه عنه ترامب في تدوينة أمس، يضرب مساعي القضاء النهائي على تنظيم داعش، وسيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مَهَّد في تدوينة أمس بقرار الانسحاب، إذ قال «لقد هزمنا داعش في سوريا، وهذا السبب الوحيد لوجود (القوات الأمريكية) هناك خلال رئاسة ترامب»، تزامنًا مع تصريحات لمسؤولين أمريكيين إلى «رويترز»، إن الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وعمليًّا، مازال تنظيم داعش الإرهابي موجودًا في سوريا بسيطرته على جيبه الأخير «هجين»، والذي بدأت معركة قوات سوريا الديمقراطية لتحريرها في سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من مرور نحو 3 أشهر منذ إطلاق العملية، مازال التنظيم يسيطر على نحو نصف مدينة هجين، علمًا بأن المعركة ضد داعش توقفت في آخر نوفمبر الماضي، قبل أن تستأنف بدعم التحالف الدولي.
وعلم المرجع من مصادر كردية مقربة من قيادات قسد أن القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا جاء مفاجئًا وصادمًا لقوات قسد، والتي تعكف على التشاور الدائم منذ الأمس، وأضافت المصادر أن القرار محاط بالغموض، إذ لا تملك القوات الكردية توضيحات حول ملابساته، وما إذا كان قرارًا نهائيًّا أم مجرد مراوغة.
وأصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بيانًا، صباح اليوم، عقب اجتماع، قال: في وقتٍ نخوض فيه معارك شرسة ضد الإرهاب في آخر معاقله، وكذلك نكافح الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية المتخفية في المناطق المحررة، والتي تسعى لإعادة تنظيم نفسها مجددًا في المنطقة، فإن قرار البيت الأبيض القاضي بالانسحاب من شمال وشرق سوريا، سيؤثر سلبًا على حملة مكافحة الإرهاب، وسيعطي للإرهاب وداعميه و مؤيديه زخمًا سياسيًّا وميدانيًّا وعسكريًّا للانتعاش مجددًا، والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة».
وأضاف البيان الذي حصل «المرجع» على نسخة منه: نؤكد للرأي العام الدولي بأن معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد، ولم يتم بعد إلحاق الهزيمة النهائية بها، بل هي في مرحلة حاسمة ومصيرية تتطلب تضافر الجهود من قِبل الجميع، ودعمًا أكبر من التحالف الدولي للاستمرار فيها، وزيادة الدعم بكل الأشكال للقوات المقاتلة على الأرض، وليس الانسحاب منها.
وحذر: قرار الانسحاب سيؤدي بشكلٍ مباشر إلى ضرب مساعي القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي، وسيكون له تداعيات خطيرة تؤثر على الاستقرار والسلم العالمي، كما أنها ستكون مخيّبة لآمال شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار، كون الانسحاب في مثل هذه الظروف سيؤدي إلى حالة من اللااستقرار وزعزعة الأمن، وخلق فراغ سياسي وعسكري في المنطقة، وترك شعوبها بين مخالب القوى والجهات المعادية.
وارتبط تقدم «قسد» في معركتها ضد داعش خلال الشهور الماضية بدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فبمجرد سوء الأجواء الجوية، وتوقف عمليات التحالف، يستطيع داعش شن هجمات مضادة ضد «قسد»، وكاد يستولي على مناطق في محيط هجين خلال الشهر الماضي، قبل أن يكثف التحالف ضرباته؛ ما مكن قسد من السيطرة على نصف هجين، وسبق ووصف مسؤولون أمريكيون المعركة الأخيرة ضد «داعش» في سوريا بالمعقدة.
وبدأ الدعم الأمريكي لقوات قسد بهدف مكافحة تنظيم داعش في العام 2015.





