ad a b
ad ad ad

وقف إطلاق النار بـ«الحديدة».. هل ينهي «اتفاق السويد» سنوات الحرب اليمنية؟

الجمعة 14/ديسمبر/2018 - 09:54 م
المرجع
محمد أبو العيون
طباعة

دخل اليوم الجمعة، اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الحكومة الشرعية باليمن، وميليشيا الحوثي، حيز التنفيذ في مدينة الحديدة، تمهيدًا لانسحاب الميليشيا الانقلابية الكامل من المدينة، وفقًا لبنود الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في ختام محادثات السويد التي جرت برعاية الأمم المتحدة.


ويُمهد رضوخ الحوثيين، وقبولهم بخطوة وقف إطلاق النار، الطريق لإنهاء سنوات الحرب الأهلية باليمن، والتي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين الأبرياء، خاصة وأن عناصر الميليشيا الانقلابية سينسحبون من مدينة الحديدة خلال 14 يومًا من الآن، لتعود المدينة ومينائها إلى الحكومة اليمنية الشرعية.


للمزيد: مشاورات السويد.. انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة وإشراف حكومي على المدينة

وقف إطلاق النار بـ«الحديدة»..

مشروع قرار دولي


ويستمع اليوم الجمعة، بنيويورك، أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، حول بنود الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الشرعية اليمنية وميليشيا الحوثي الانقلابية، في محادثات العاصمة السويدية ستوكهولم.


وأكد المندوب الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة، السفير منصور العتيبي، أن أعضاء مجلس الأمن سينظرون بعد الاستماع لإحاطة «غريفيث»، في مشروع قرار خاص باليمن، وسيتم البت فيه مباشرة.


وسلمت بريطانيا في أواخر نوفمبر الماضي، مسودة مشروع قرار لأعضاء مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى إعلان هدنة فورية في ميناء الحديدة، ويحدد مهلة أسبوعين لإزالة كل الحواجز التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية، وسيتم التصويت على مشروع القرار في جلسة اليوم.



ويدعو مشروع القرار البريطاني، جميع الأطراف اليمنية إلى وقف ما وصفه بـ«الأعمال العدائية» في محافظة الحديدة وباقي محافظات اليمن، إضافة إلى وقف الهجمات الصاروخية، وعمليات الطائرات المسيرة ضد دول المنطقة، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والأدوية والوقود للشعب اليمني.

 السفير ولوف سكوج
السفير ولوف سكوج
خطوة ناجحة

ووصف مندوب السويد الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ولوف سكوج، الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الشرعية باليمن وميليشيا الحوثي، في ختام مباحثات السويد بـ«الخطوة الناجحة لصالح الشعب اليمني».


وأضاف «سكوج»، في تصريحات إعلامية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن «الطرفين أظهرا التزامًا بالحوار في مشاورات ستوكهولم، وكان لتواجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دور كبير في التوصل لمثل تلك النتائج، ونحن مسرورون للغاية لاستضافتنا لهذه الجولة المهمة من المشاورات.. لقد أدرك الطرفان أن الحرب بينهما لن تؤدي لشيء، وأنه لا طائل من ورائها والآن أصبح لدينا تقدم كبير فيما يتعلق بتعز وفتح ممرات إنسانية إليها، وهناك أيضا اتفاق بشأن ميناء الحديدة والمدينة ذاتها».


فيما أكدت وزيرة الخارجية السويدية، مارجوت فالستروم، أن نتائج مباحثات ستوكهولم، «جرت بروح إيجابية، ونية طيبة»، مشيرةً إلى أن أي اتفاق على مواصلة المشاورات سيكون ناجحًا.


للمزيد:بعد ثبوت الدعم الإيراني للحوثيين.. هل ينهي مجلس الأمن مهزلة اليمن؟


ووفقًا لما تم التوصل إليه في مشاورات السويد؛ فإن ميليشيا الحوثي ستنسحب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء، كمرحلة أولى خلال 14 يومًا من الآن، على أن يكون الانسحاب الكامل من هذه المناطق في المرحلة الثانية إلى مواقع خارج حدودها خلال ٢١ يومًا.

وقف إطلاق النار بـ«الحديدة»..
إنجاز كبير

وتنتقل مسؤولية أمن مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى الحكومة اليمنية الشرعية، وأكد خالد اليماني وزير الخارجية اليمني، أن «الحديدة» ستعود إلى السلطات الشرعية عبر مؤسسات الدولة، واصفًا هذا بـ«الإنجاز الكبير».


وأضاف «اليماني»: «ما تحقق هو اتفاق ترتيبات حول ملف الحديدة، وهذا يعني انسحاب الميليشيات الحوثية من الصليف، ورأس عيسى. لأول مرة تقبلُ الميليشيات في تاريخها الانسحاب، وستعود الحديدة الى السلطات الشرعية عبر المؤسسات الرسمية حيث ستبقى ممرًا إنسانيًّا».


وأشار وزير الخارجية اليمني، إلى أن تعنت وفد الحوثي تسبب في عدم تحقيق تقدم في الملف الاقتصادي، وكذلك عدم التوصل لاتفاق حول مدينة تعز، قائلًا: «للأسف لم نتمكن من إقناع الطرف الانقلابي من فك الحصار عن تعز، كما تعرفون الطرف المقابل يعمل على إرسال القذائف ويعيق الحركة الطبيعية للمواطنين في تعز، ويحتاج المواطن إلى أكثر من 6 ساعات لكي ينتقل من مكان إلى آخر، وسوف نشكل لجنة بإشراف الأمم المتحدة تعمل على رفع الحصار عن تعز، وفتح الممرات الآمنة».


ضغط عسكري

ويرى العديد من الخبراء والمحللين السياسيين، أن رضوخ ميليشيا الحوثي وقبولهم توقيع اتفاق بحجم الحديدة، ما هو إلا محاولة لاستثمار الاتفاق في التقليل من خسائرهم السياسية والعسكرية وتوفير انسحاب آمن لهم من المدينة.


للمزيد: الأمم المتحدة: اتفاق بخروج الحوثيين من الحديدة.. ومشاورات جديدة في يناير


وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أن الاتفاق جاء نتيجة للضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة.


وقال السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، في تدوينة كتبها على «تويتر» تعليقًا على اتفاق السويد: «أفضت جهود التحالف إلى إرغام الحوثيين على الجلوس حول الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات السويد».

"