وضعت الحرب أوزارها.. اليمن يودع القتال بعد إلقاء الحوثيين سلاحهم
في خطوة مفاجئة، أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وقف هجمات هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على دول التحالف العربي وحلفائها في اليمن، وأبدت استعدادها لوقف العمليات العسكرية، والدخول في حوار سياسي وإقامة سلام دائم.
للمزيد.. اختطفوا 18 بـ«الحديدة».. الحوثيون يستهدفون صيادي اليمن
حيث قالت الجماعة الإرهابية إن هذا التوجه يأتي استجابة لطلب الأمم المتحدة بوقف القتال، على الرغم من أن النداءات الأممية مستمرة منذ سنوات دون أن تجد لها آذانًا صاغية لدى قادة الميليشيات الحوثية.
وأعلن رئيس ما يُسمى بـ«اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، في بيان «بعد تواصلنا مع المبعوث الدولي وطلبه إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.. فإننا نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائها باليمن».
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أمر التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، والذي تقوده المملكة العربية السعودية بوقف القتال في مدينة الحديدة ذات الميناء الاستراتيجي على ساحل البحر الحمر، والتي تُعد أهم مناطق التماس بين الطرفين.
وطوال الفترة الماضية استخدم الحوثيون العديد من الألاعيب السياسية والعسكرية، للمراوغة وكسب الوقت؛ من أجل تعطيل التقدم العسكري لقوات الجيش الوطني والمقاومة المشتركة المدعومين من التحالف العربي، لكن بعد تمكن التحالف من اقتحام الحديدة الأسبوع الماضي، ووصول الجيش الوطني قرب ميناء الحديدة جعل قادة الميليشيات يوقنون باستحالة تحقيق نصر عسكري، وباتوا يفضلون طريق المفاوضات.
وسبق أن أفشلت الميليشيات الانقلابية جميع فرص الحوار التي رعتها الأمم المتحدة، ولكنها اليوم تتحدث عن وقف كامل للعمليات العسكرية الدائرة، وعن رغبتها في التفاوض، بعد انقطاع الدعم القادم من إيران إلى جبهات القتال؛ بسبب إحكام الحصار العسكري من قبل قوات التحالف.
ويحاول مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إنقاذ محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر الماضي؛ بسبب عدم حضور الحوثيين، ويأمل غريفيث في عقد المباحثات قبل نهاية العام الحالي في السويد؛ للاتفاق على إطار للسلام في ظل حكومة انتقالية.
من جانبه، أكد محمد عبادي، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تواجه موقفًا صعبًا في اليمن، ولولا ذلك ما دعت إلى الحوار والسلام، فهي تأتمر بأوامر ملالي طهران، ولا تلتفت إلى مصلحة الوطن أو المواطن اليمني، ومن مصلحة إيران تصعيد الأوضاع وخلق الأزمات من أجل امتلاك أوراق قوة في كثير من الملفات الإقليمية؛ كي تحسن من وضعها التفاوضي مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال أي جلسة تفاوض بين الطرفين على حساب شعوب المنطقة.
وأضاف عبادي في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الحوثيين اليوم يبدون في وضع ضعيف عسكريًّا، ولولا الهدنة الإنسانية التي قررها التحالف العربي لكان وضعهم أسوأ بكثير، لكن قيادة التحالف أرادت تقليل الضريبة الإنسانية للمعركة، وفضلت الدعوة إلى حلٍّ سلمي حقنًا لدماء اليمنيين، مشيرًا إلى أن إقرار الهدنة من الطرفين يفتح الطريق للملمة جراح الشعب اليمني، لكن لابد من إلزام الميليشيات بإزالة الألغام والمتفجرات التي زرعتها في المناطق المأهولة وغير المأهولة.





