«توحيد المعارضة».. حيلة إخوان موريتانيا للمنافسة في رئاسة 2019
قبل أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية الموريتانية، يسعى الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، إلى التضييق على حزب التجمع الوطني للتنمية والإصلاح «تواصل»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في موريتانيا، ومحاصرة الفكر المتشدد، وذلك من خلال إجراءات أمنية اتخذتها السلطة تتمثل في سحب تراخيص المراكز الدعوية التي يستغلها الإخوان في استقطاب الشباب.
في الوقت ذاته، يطلق قيادات «تواصل» دعوات للمعارضة بالتوحد، بعد استشعار خطر إقصاء الجماعة، لاسيما أن الانتخابات البلدية والجمهوية الأخيرة، أبرزت ضعف القاعدة الشعبية للإخوان في موريتانيا؛ لذا تحاول الجماعة ترتيب أوراقها من خلال الانضواء تحت لواء أحزاب أخرى أكثر شعبية.
بالأمس،
أصدر المكتب التنفيذي للمنظمة الشبابية لـ«تواصل» بيانًا، يطالب بضرورة استحضار المرحلة
السياسية الحساسة التي يعيشها البلد، معتبرًا أن الهدف الأكبر للحزب هو الانتخابات
الرئاسية، وأن أي نقاشات أخرى بين الشباب هي إضاعة للوقت والجهد.
وتابع، أن «المرحلة تتطلب اليوم من كل شباب الوطن عامة، ومن شباب حزب تواصل خاصة رصّ الصفوف، وتجاوز الخلافات، وتوحيد الرؤى والأفكار.. فالاستحقاقات الرئاسية المقبلة تفرض على القوى المعارضة كافة مزيدًا من التوحد، واستغلال الوقت لمواجهة النظام؛ فمعركتنا الوحيدة معه».
تيكواج بيتر إيان، الباحث السوداني المتخصص في الشؤون الأفريقية، يؤكد أن المشهد السياسي الموريتاني وما آل له من إفرازات الانتخابات البرلمانية والجهوية السابقة، وفشل حزب تواصل من الحصول على نسب تمكنه من الحصول على مقاعد، حتى في معاقله التصويتية، يعكس عدم وجود تأييد له وسط أبناء الشعب الموريتاني؛ ما يسهل ويؤكد نجاح الدولة في التضييق عليها مستقبلًا.
وأوضح لـ«المرجع» أن الرئيس الموريتاني يستمد شرعيته في محاصرة فكر الإخوان، من الاتجاه العالمي لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن الجهود الإماراتية السعودية في مواجهة الإخوان فكريًّا بالداخل الموريتاني تؤكد الدور الذي تلعبه المملكة بشكل خاص علي مستوى العالم، كمنطقة ذات مكانة دينية في محاربة الحركات الراديكالية، التي تستخدم العنف باسم الدين، إما ميدانيًّا بالوسائل العسكرية كما في اليمن، والسلمية مثل إنشاء مراكز تقوم بدور إصلاح الخطابات الدينية، وبحسب طبيعتها وفي خطين متوازيين إذا لزم الأمر.
وفيما يتعلق بدعوات «تواصل» لتوحيد المعارضة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد «بيتر إيان» أنه يشكل أهمية كبيرة لتأسيس قاعدة قادرة على منافسة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية «الحزب الحاكم»؛ بهدف الحفاظ علي عدم تشتت الأصوات في تنافس يتضمن نحو 100 حزب سياسي، متابعًا: «هذه الدعوة قد تلقى قبولًا مع القوی السياسية المعارضة، التي ستطلب من حزب تواصل تغيير وإصلاح توجهاتها السياسية، والخروج من عباءة الإخوان».
جبهة «سعودية -إماراتية» للحد من التوغل الإخواني في موريتانيا
وعن تأسيس مركز «المحظرة النموذجية لتكوين وتأهيل العلماء» الجديد بإشراف من وزارة «الشؤون الإسلامية» والذي يخضع لرقابة الدولة بالتنسيق مع الحكومتين السعودية والإماراتية، قال الباحث السوداني: إن هذا المركز سيلعب دور مواجهة الفكر بالفكر في سياق إصلاح الخطاب الديني.





