«إخوان موريتانيا».. يتحالفون مع قائد الجيش لـ«شرعنة أنشطتهم»
الأربعاء 01/أغسطس/2018 - 08:51 م
حور سامح
تشهد الساحة السياسية في موريتانيا عددًا من التجاذبات نتيجة قرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في العام المقبل 2019، حيث تحاول جماعة الإخوان المشاركة في هذه الانتخابات سواء عن طريق التحالف مع غيرهم أو من خلال الدفع بمرشح مستقل.
وكون جماعة الإخوان في موريتانيا محسوبة على صفوف المعارضة، وتصطدم عادة بالحزب الحاكم؛ فإنها تسعى لخوض الانتخابات الرئاسية عن طريق التحالف مع شخصية عسكرية تضمن وجودهم على الساحة السياسية، وفي الوقت ذاته تحميهم من بطش الحزب الحاكم أو الرئيس.
وبالفعل سعى الإخوان، إلى التحالف مع الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، قائد الجيش الموريتانى (شارك الرئيس الحالي في الانقلاب على الرئيس الأسبق محمد ولد الشيخ عبدالله)، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الموريتاني، ومن المفترض أن يتقاعد في نهاية العام الحالي 2018، وهو ما يتيح له فرصة الترشح للرئاسة، ولذلك سارعت الجماعة للتحالف طمعًا في توفيره الحماية اللازمة لعناصرها.
وتناقلت الأوساط السياسية الموريتانية، نبأ اتفاق الفريق محمد الغزواني وحزب تواصل (ممثل جماعة الإخوان في موريتانيا)، والذي جرى بشكل سري على دعم الحزب لـ«الغزواني» في انتخابات 2019، في مقابل موافقة الأخير على عدد من الشروط، أبرزها: عدم حل البرلمان، وإذا كان من الضروري حله، فيجب تأجيل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في سبتمبر 2018، وتنظيم الانتخابات الرئاسية قبلها، وهذا الاتفاق لن يسري بدون موافقة الرئيس الموريتاني الحالي.
وتضمن الاتفاق أيضًا، عدم مشاركة «تواصل» في أول حكومة يشكلها «الغزواني» حال فوزه بالرئاسة، ولكن الحزب سيشارك في طرح أسماء قد تساعد في تشكيل حكومة تكنوقراط.
ومن المتوقع أن يفشل اتفاق الإخوان و«الغزواني»، بسبب عدم موافقة الرئيس الحالى والحزب الحاكم، الذي لن يسمح للجماعة بأن يكون لها أغلبية في البرلمان المقبل، أو حتى بتحقيق توافق مع مرشح رئاسي من المحتمل أن يفوز.
وخاض الإسلاميون الموريتانيون الانتخابات البلدية في عام 1990، وعندما صدر القانون المنظم للأحزاب في 25 يوليو 1991 تقدموا بطلب تأسيس حزب سياسي لكن السلطة رفضت؛ فانخرطوا في المعارضة السياسية لنظام الرئيس معاوية ولد الطائع، وبعد سقوط هذا النظام عام 2005 حاولوا مجددًا دخول المعترك السياسي، فأنشأوا حزب الملتقى الديمقراطي (حمد) ثم حركة «الإصلاحيين الوسطيين»، وأخيرًا تجربة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وجميعها تعمل اليوم تحت الإطار القانوني.
تأسس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» في أغسطس 2007، وهو ما دعم الشرعية الحزبية والتطور للتيار الإسلامي، وتحول نشاط جماعة الإخوان من إطار السرية إلى العلنية، ولكن هذا لم يمنعهم من تشكيل تنظيم سري.





