جبهة «سعودية -إماراتية» للحد من التوغل الإخواني في موريتانيا

أغلقت السلطات الموريتانية، قبل شهرين، مركز «تكوين العلماء» الذي يخضع لإشراف شاب ذائع الصيت، يُدعى محمد الحسن الددو، ويوصف بأنه الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية، المتوغلة في موريتانيا عبر ذراعها السياسية، حزب التجمع الوطني للتنمية والإصلاح «تواصل».
دأب الإخوان -دفاعًا عن أنفسهم- على الترويج لحرب على الإسلام، يشنها الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، بقرار إغلاق المركز الذي يشرف عليه الإخوان؛ فكالوا له الاتهامات بالضلال، وتناولوه بشتّى أنواع الذم، وخصصوا حملات إلكترونية لمهاجمته ومطالبته بإعادة فتح «تكوين العلماء»، إضافة إلى الاشتباك مع القوات المكلفة بتأمين المركز.
تتزامن أحداث الشغب التي يتضامن معها ويؤيدها نواب
«تواصل»، مع قرار حكومي بالبدء في إجراءات فتح مركز لتأهيل وتكوين العلماء بمدينة «أكجوجت»
شمالي البلاد، ليصبح بديلًا عن مركز تكوين
العلماء المحسوب على الإخوان.
وأعلنت وزارة الشؤون الإسلامية
بالتعاون مع رابطة علماء موريتانيا، التنسيق مع الحكومتين السعودية والإماراتية؛
لدعم وتأسيس مركز «المحظرة النموذجية لتكوين
وتأهيل العلماء» الجديد ضمن حربهما المتواصلة على الإخوان، بحيث تشرف عليه «الشؤون
الدينية» ويخضع لرقابة الدولة.
وكان وزير الشؤون الإسلامية
الموريتاني أحمد ولد أهل داوود، التقى بالسفير
السعودي هزاع بن ضاوي المطيري، في العاصمة نواكشوط، وبحث معه تأسيس المركز الجديد البديل
عن المركز المحسوب على الإخوان، ويتولى مهمة نشر الفكر الوسطي، بدلًا من التشدد
والغلو الذي يخرج أجيالًا متطرفة تحمل منهج الإخوان.
يُشار إلى أن أبرز خطباء مسجد تكوين العلماء الملحق بالمركز، محمد
غلام ولد الشيخ، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، وأحمد جدو ولد أحمد
عضو المكتب السياسي لـ«تواصل»، إضافة إلى ضيوف المركز من قادة التنظيم الدولي للإخوان،
وأبرزهم «جمعة أمين» نائب المرشد العام للإخوان، الذي زار المركز وخطب به قبل وفاته،
ويونس الأسطل أحد قادة الإخوان في فلسطين.
كما يتبادل على منبر المسجد
خطباء من الصف الأول لجماعة الإخوان ومن قادتها، إذ يستغلون المنبر لنشر الفكر
الإخواني والدعاية له بصورة علنيَّة، وبرزت هذه الدعاية على أشدها خلال خطب التحريض
إبان ثورات الربيع العربي.