يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد عملية جابهار.. «البلوش» صداع مزمن في رأس الملالي

الخميس 06/ديسمبر/2018 - 06:51 م
جيش العدل البلوشي
جيش العدل البلوشي
علي رجب
طباعة

شهدت مدينة جابهار بإقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، انفجارًا، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأعلن ما يُسمى تنظيم أنصار الفرقان مسؤوليته عن الحادث.

بعد عملية جابهار..
وفي ضربة أخرى للمنظومة الأمنية الإيرانية، استهدف مركز شرطة «جابهار» الساحلية على بحر العرب، بعد أسابيع قليلة من اختطاف 14 جنديًّا إيرانيًّا من قِبَل تنظيم «جيش العدل» البلوشي، في 16 أكتوبر الماضي، ليوضح مدى هشاشة الأمن الإيراني، وترهل الدولة الإيرانية.

وقد أدى استهداف مقر مركز شرطة «جابهار» إلى مقتل اثنين من كوادر الأمن الداخلي الإيراني، وإصابة 27 مواطنًا، والقتيلان هما الملازم ثان داريوش رنجبر، والجندي المكلف ناصر در زادة.
بعد عملية جابهار..
وصرح رئيس دائرة الصحة والعلاج في مدينة جابهار، بأن آخر إحصائية تُشير إلى إصابة 27 شخصًا يتلقون العلاج في مستشفى جابهار في الوقت الحاضر.

وأشار كذلك إلى أن من بين الجرحى 4 من كوادر قوى الأمن الداخلي حالة أحدهم حرجة؛ لذا فقد تم نقله إلى مدينة زاهدان لمتابعة العلاج.

وحول تفاصيل الانفجار الإرهابي، قال مساعد محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية محمد هادي مرعشي: «حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة الدخول إلى مقر قوات الشرطة في جابهار فتصدى له رجال الشرطة، ما أدى إلى انفجار السيارة واستشهاد اثنين من أبطال الشرطة».


فيما ذكرت تقارير إيرانية أن جماعة «أنصار الفرقان» أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الشرطة الإيرانية في مدينة  جابهار بإقليم سيستان وبلوشستان.

وأكد ما يُسمى جيش العدل البلوشي، في تغريدة له على تويتر أن جماعة «أنصار الفرقان» هي من أعلنت مسؤوليتها عن العملية، مضيفًا أنها أوقعت العديد من القتلی والجرحی فی تفجير سيارة مفخخة بمدينة جابهار.
جيش العدل البلوشي
جيش العدل البلوشي
البلوش والتمييز الإيراني
ومنطقة سيستان وبلوشستان الإيرانية الواقعة إلى الشرق مع الحدود الباكستانية، ذات الأغلبية السنية، تُشكل واحدة من أكثر دوائر الصراع والتوتر داخل الأراضي الإيرانية؛ حيث إن تردّي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفاقم المشكلات العرقية أو الطائفية الأخرى في هذا الإقليم الإيراني أديا إلى انتشار عدد من الجماعات المسلحة والحركات السياسية المعارضة للنظام الإيراني.

وتُعاني «البلوش» السُّنة من الاضطهاد والتهميش وانتهاك حقوقهم؛ حيث بلغت نسبة الفقر نحو 75% بين أبناء البلوش في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وسط إهمال كبير من حكومة الملالي في طهران.

وخرج «البلوش» السُّنة، في تظاهرات واسعة، السبت 26 مايو 2018، ضد نظام المرشد الإيراني علي خامنئي؛ احتجاجًا على الإهانات التي تلحق بأبنائهم في الجامعات الإيرانية.

وتظاهر «البلوش» من أهالي مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان في شرق إيران؛ احتجاجًا على إهانة أهل السُّنة، أبناء الشعب البلوشي في واحدة من الجامعات في المدينة، مرددين شعار: «لا تخافوا لا تخافوا نحن جميعًا معًا».

وقال عليم يار محمدي، النائب عن سيستان وبلوشستان في البرلمان الإيراني: إن 75% من سكان مقاطعة سيستان وبلوشستان يعانون سوء التغذية، وأوضاعًا صحية حرجة.

الحرس الثوري
الحرس الثوري
الفقر يورث الصراع
والتمييز والتهميش الذي يمارسه نظام الملالي ضد البلوش السنة أدى إلى ظهور الجماعات المسلحة التي رفعت شعارات الدفاع عن حقوق البلوش في إيران، في ظل التهميش والاضطهاد الممنهج من قبل نظام المرشد علي خامنئي، في إيران.

وتعيش منطقة بلوشستان في اضطرابات أمنية؛ نتيجة العمليات المسلحة التي تقوم بها الجماعات الرافضة للوجود الإيراني، وكذلك عمليات الحرس الثوري ضد هذه الجماعات، في تلخيص للصراعات العرقية والمذهبية بين السنة والشيعة في المنطقة، إلى جانب العنصرية التي يواجهها أهالي بلوشستان من السلطات الإيرانية.

وفي 2015، أعلنت إيران مقتل القائد السياسي والعسكري لجماعة أنصار الفرقان المسلحة، أبوحفص البلوشي واثنين من مرافقيه في عملية أمنية بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.

كما أعلنت وكالات إيرانية، في 16 أكتوبر 2018، اختطاف 14 جنديًّا من قوات التعبئة الشعبية وحرس الحدود شرق إيران.

لم تكن هذه العملية الأولى للحركة ضد الحرس الثوري؛ حيث أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (أرنا) العثور على جثة عنصر من حرس الحدود الإيراني كان اختُطف مع 4 عناصر آخرين في فبراير 2014 على أيدي مجموعة سنية، وجاء في البيان «بعد سنة على الجريمة التي ارتكبتها عناصر هذه المجموعة عُثر على جثة جمشيد ضنايفار، وأعيدت إلى البلاد»، مضيفًا أنه «تم اعتقال عدد من الأشخاص متورطين في اغتياله»، وكان 5 عناصر من حرس الحدود اختطفوا في 2014 في ولاية سيستان بلوشيستان على مقربة من الحدود مع باكستان قبل أن يُنقلوا إلى هذا البلد، بحسب ما أفادت السلطات الإيرانية، وفي الثالث والعشرين من مارس 2014 أعلن تنظيم سني يُطلق على نفسه اسم «جيش العدل» أنه أعدم أحد العناصر الخمسة، وهدد بقتل آخر ما لم تقم طهران بـ«إطلاق سراح الأسرى السُّنة».
الدكتور عارف الكعبي
الدكتور عارف الكعبي
من جانبه، يقول رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، الدكتور عارف الكعبي: إن وجود حركات مسلحة هو أمر طبيعي، في ظل سياسة الإرهاب والاضطهاد التي يمارسهما نظام رجال الدين في طهران، وهو ردة فعل طبيعية للقوميات غير الفارسية لديكتاتورية الملالي.

وأضاف الكعبي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن البلوش يعانون التهميش والتمييز داخل موطنهم الأصلي، وهناك اتهامات جاهزة ومعلبة لهم بأنهم تكفيريون وإرهابيون، وهي التهم التي يوجهها النظام الإيراني لأي بلوشي أو أحوازي أو كردي؛ من أجل قمع أي ثورة ضد التنظيم.

وتابع الكعبي أن وجود جماعات مسلحة لدى البلوش أو الأحواز أو الكرد أو الآذريين هو طبيعي نتاج سياسة تهميش واضطهاد من قبل نظام الملالي، معتبرًا أن إيران تدعم جماعات مذهبية في المنطقة تحت عنوان المقاومة ومحاربة الإرهاب، وهي تتخذ هذه الجماعات من أجل السيطرة على الدول العربية، فمن الطبيعي أن تظهر جماعات مسلحة في مناطق التهميش والتمييز  ضد القوات الإيرانية؛ لأنها تبحث عن حقوقها ودولهم المسروقة من قبل الأنظمة في طهران.
"