القبضة الأمنية الهشة.. أسر عناصر الحرس الثوري يكشف ضعف إيران
الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 11:47 م
محمد شعت
جاءت العملية التي نفذها جيش العدل البلوشي، في 16 من أكتوبر الحالي، وأسر خلالها أكثر من 15 عنصرًا من الحرس الثوري، وصادر سلاحهم في منطقة مير جاوة البلوشية، بمثابة ضربة جديدة للنظام الإيراني وإظهار هشاشة الأجهزة الأمنية، خاصةً وأن الواقعة جاءت بعد أيام قليلة من حادث المنصة، الذي تسبب في مقتل العشرات من عناصر الحرس الثوري.
وجاء رد الفعل الإيراني على الواقعة أقل بكثير من القوة التي يحاول تصديرها دائمًا عن نفسه، إضافةً إلى أن العناصر التي استهدفتها العملية تنتمي إلى أقوى الأجهزة الأمنية في إيران؛ حيث طالت الواقعة 7 من عناصر الحرس الثوري بفرع التجسس والتخابر، و5 من حرس الحدود التابع لـ«فيلق القدس»، و2 من عناصر مخابرات الحرس الثوري.
للمزيد.. «جيش العدل» يتبنى اختطاف 14 من عناصر الحرس الثوري الإيراني
محمد جواد ظريف
عجز إيراني
اللافت أن ردود الأفعال الإيرانية تظهر مدى عجز طهران في استعادة المختطفين، حيث قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، في تصريحات نشرتها وكالة «تسنيم» الإخبارية: إن باكستان تعهدت بتحرير عناصر حرس الحدود الإيرانيين المختطفين.
وأفادت الوكالة بأن «ظريف»، أوضح لدى وصوله صباح اليوم الأربعاء إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، أن «إيران وباكستان تجمعهما علاقات جيدة للغاية، وأن طهران تتشاور مع إسلام آباد حول جميع القضايا»، مضيفًا: «للأسف شهدنا مؤخرًا اختطاف عددٍ من حرس الحدود الإيرانيين، وهنا لابد من وجود مباحثات مستمرة مع المسؤولين الباكستانيين لعودة هؤلاء الأعزاء إلى الوطن».
شروط جيش العدل
وفي ظلِّ تحركات النظام الإيراني وعجزه عن تحرير المختطفين، ولجوئه إلى السلطات الباكستانية لاستعادة الجنود، دعا جيش العدل البلوشي إلى تلبية مطالبه مقابل إطلاق سراح الأسرى الإيرانيين، وأكد المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في بيان صحفي، أن «جيش العدل أعلن أن أسرى الحرس الثوري وقوات الأمن البالغ عددهم 12 عنصرًا والتابعين لنظام ولاية الفقيه الإرهابي، الذين تم أسرهم في 16 أكتوبر يعيشون بصحة جيدة».
وأضاف البيان، أن مطالب جيش العدل تتلخص في إطلاق سراح مجموعة من السجناء البلوش السياسيين، ورجال الدين كما طالب بإطلاق سراح سجناء الأقليات الدينية والسياسيين السنة المعتقلين بسجن «رجائي شهر»، كما تضمنت المطالب إطلاق سراح مجموعة من السجناء السياسيين التابعين للشعوب غير الفارسية، إضافة إلى إطلاق سراح مجموعة من السجينات النساء من الناشطات في المجال السياسي.
اعتراف بالفشل
ويرى الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد بناية، أن عمليات جيش العدل البلوشي المتكررة ضد عناصر حرس الحدود الإيراني ألقت بظلالها الثقيلة على العلاقات «الإيرانية - الباكستانية»، وذلك على الرغم من اتهام النظام الإيراني سابقًا للحكومة الباكستانية بإيواء ودعم العناصر التي تصنفها طهران بـ«الإرهابية».
وأشار «بناية»، إلى أنه سرعان ما تحسنت علاقات طهران وإسلام آباد، بعد الإعلان الأمريكي عن الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان واتهام الحكومة الباكستانية بدعم الإرهاب، موضحًا أن نجاح عناصر جيش العدل في اختطاف بعض أفراد حرس الحدود الإيراني، يؤكد كذب الدعاية الإيرانية بامتلاك القوة العسكرية الأكبر في المنطقة، خاصة وأنها لم تُفلِح في إنقاذ الجنود.
واضاف الباحث في الشأن الإيراني، أن الحكومة الإيرانية سارعت كعادتها إلى تبرير فشلها، وإن كانت نبرة الخطاب تغيرت هذه المرة؛ حيث أعلن قائد القوات البرية بالحرس الثوري «محمد باكبور» استعداد بلاده للتعاون مع الحكومة الباكستانية للإفراج عن المختطفين، وبدوره أعلن وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» لدى وصوله العاصمة إسلام آباد، «حصوله على وعود من الباكستانيين ببذل الجهود لتحرير الإيرانيين المختطفين»، وهذا اعتراف ضمني من النظام الإيراني بالعجز والفشل في تأمين حدود بلاده، وعجزه في حماية أرواح جنوده.





