تصعيد رئاسي ضد إخوان تونس.. «السبسي» يفتح ملف الجهاز السري للجماعة
ولم يسبق لرئاسة الجمهورية- قبل لقاء أمس- الإشارة صراحة إلى تكوين جهاز سري، لكن البيان الصادر عن «السبسي» ونشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، لفت إلى أن أعضاء الوفد المكون من أنور الباصي ورضا الرداوي وإيمان قزارة، قدموا للرئيس أدلة تتعلق بجهاز سري لـ«حزب تونسي»- بحسب البيان- كما طالبوه بأن يتولى مجلس الأمن القومي هذا الملف، وتعهد بتكوين لجنة برئاسة شخصية وطنية للتدقيق في جملة من المعطيات ذات العلاقة بالقضية.
على الفور، تحركت «النهضة» ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي، للهجوم على «السبسي» بسبب ما وصفه بـ«إقحام مؤسسة الرئاسة بنية ضرب استقلال القضاء»، مشيرًا إلى أن الرئيس استمع إلى اتهامات باطلة وزائفة تجاه الحركة، بحسب قوله.
وقال «الغنوشي» -في بيان نشرته النهضة أمس عقب انتهاء اللقاء- إن نشر الصّفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية لاتهامات صادرة عن بعض الأطراف السياسية بنيّة الإساءة لطرف سياسيّ، والتّهجم على قيادات سياسية من قصر قرطاج، هو سابقة خطيرة تتعارض مع حياديّة المرفق الرسمي، ودور الرئاسة الدستوري.
وتتخوف «النهضة» من تأثير هذا اللقاء على الحركة؛ حيث أكد «الغنوشي» أن الهيئة أقحمت الرئاسة في الأزمة بأساليب ملتوية، زاعمًا أن «هيئة الدفاع عن بلعيدي والبراهيمي» تتاجر بدم الشهيدين، وتعمل على تسميم الأجواء من جديد؛ خدمة لأجندات تتعارض مع المصلحة الوطنية للبلاد، أملاً في إرباك المسار الديمقراطي، وتعطيل مسار الاستحقاق الانتخابي.
للمزيد:«الجناح العسكري» لـ«النهضة».. هل يحبط فرص إخوان تونس في انتخابات 2019؟
ومن جديد، ناشدت «النهضة» رئيس الجمهورية، لإعادة التوافق مع القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد، وفي مقدمتها «السبسي»، بعد أن أعلن الرئيس قبل شهرين عن إنهاء التوافق مع الحركة.
وبحسب مقطع مصور نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، أعلن رضا الرداوي، أحد أعضاء الهيئة، عن وجود مخطط سنة 2013 لاغتيال رئيس الجمهورية الحالي- قبل أن يشغل هذا المنصب- والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، مشيرًا إلى أن المدعو عبدالعزيز الدغزني، صهر رئيس حركة النهضة (زوج ابنة أخ راشد الغنوشي) كان مسؤولا على الجهاز السري، ولم يتم الاستماع إليه بعد أو استنطاقه، بل تم إخفاء هويته، والتضحية بشخص آخر من قبل الحركة، هو مصطفى خضر، وفق ما ورد بالمقطع.
ويتوقع الكاتب التونسي، شكري بن عيسى، أن تتحرك الرئاسة في اتجاه عزل النهضة وحلها، مشيرًا إلى أن «الغنوشي» لا يمتلك رؤية ولا عقلا استراتيجيا ولا مشاريع، ويعتمد على حلول بائسة تتماشى مع قاعدة «ارضوا بالسيئ حتى لا يأتي الأسوأ». حسب ما يؤكده الغنوشي باستمرار.





