مصير ميناء الحديدة بين مناورات الحوثي والخيار العسكري
مصير غامض يُحيط بإدارة ميناء الحديدة، أحد أهم شرايين اليمن؛ حيث تتفاوت بين اتفاق على عرض أممي للحوثيين بإدارة أممية للميناء، بينما تشدد الحكومة على حقها في إدارة المرفق، وعدم إعطاء فرصة للميليشيات الانقلابية في تنفيذ مخططاتها داخل الميناء وباقي المدن المحررة، فيما أعلنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، استعدادها لاستئناف عمليات تحرير الحديدة، في ظلِّ خرق الحوثيين للهدنة.
للمزيد.. وسط تحذير حكومي.. مخطط «قطري - إيراني» لإشعال «مهرة اليمن»
ويعد الميناء المنفذ البحري الوحيد الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين، وتستخدمه في تهريب السلاح والمقاتلين إلى اليمن، كما يشكل نقطة استراتيجية في الجهود الأممية لنقل المساعدات الإنسانية إلى المدن اليمنية.
ويشكل الميناء مصدر تمويل اقتصادي مهم للحوثيين؛ حيث تقدر عائداته السنوية بأكثر من 3 مليارات دولار، كما يعد من أهم المنافذ اليمنية على البحر الأحمر، والذي استخدمته الميليشيا لتهديد الملاحة الدولية، وتهريب الأسلحة الإيرانية للداخل اليمني.
عرض أممي
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، في بيان له أصدره أمس الجمعة، ضرورة «أن تسعى الأمم المتحدة الآن بنشاط وبشكل عاجل لمفاوضات مفصلة لدور قيادي للأمم المتحدة في الميناء».
وكان «جريفيث» تناول مع زعيم الميليشيات الحوثية، عبدالملك الحوثي، الخميس الماضي، بحسب ما أفادت «رويترز»، ملف نقل الجرحى، فضلًا عن مسألة الحديدة ومينائها؛ بهدف التحضير لمشاورات السويد التي يُفترض أن تُعقد مطلع ديسمبر.
وقال في بيان له: «لقد التقيتُ مع قيادة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء، وتطرقنا ضمن مباحثاتنا إلى كيفية إسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة، وأنا هنا اليوم لأخبركم أننا قد اتفقنا على أن الأمم المتحدة يجب أن تنخرط الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضًا على نطاق أوسع».
وأشارت مصادر سياسية يمنية إلى أن الدور الرئيسي للأمم المتحدة يتمثل في إدارة الميناء بشكل كامل، وأن النطاق الواسع يعني عدم اقتصار خروج ميليشيا الحوثي من الميناء الاستراتيجي فحسب، بل من مدينة الحديدة بشكل كامل.
للمزيد.. بعد إنهاء العمليات العسكرية.. سيناريوهات مشاورات السويد حول اليمن
رفض الحكومة الشرعية
فيما رفضت الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور الهادي، إدارة الحديدة غير الشرعية، معتبرة أن ذلك سيبقي على عبث الميليشيا بمستقبل اليمن.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تدوينة له على موقع «تويتر»: «نرحب بأي خطوات أو جهود يبذلها المبعوث الأممي لإقناع الميليشيا الحوثية الإيرانية بالانسحاب من الحديدة ومينائها، وتسليمهما للسلطة الشرعية، بحسب ما تنص عليه القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216».
وأضاف وزير الإعلام اليمني: «لا يمكن القبول بأي صيغة لإدارة الميناء لا تضمن عودته للسلطة الشرعية، وذات الأمر ينطبق على بقاء الميليشيا الحوثية الإيرانية في المدينة، وقد تم التأكيد في أكثر من مناسبة الترحيب بالسلام على قاعدة المرجعيات الثلاث».
الحل العسكري
فيما كشف متحدث المقاومة اليمنية العميد صادق دويد، في تصريحات صحيفة، أن ميليشيا الحوثي أبلغت المجتمع الدولي برغبتها في الانسحاب من ميناء الحديدة مقابل وقف العمليات العسكرية، إلا أن القوات المشتركة اشترطت انسحاب الحوثيين من الميناء ومن الحديدة بالكامل مقابل وقف معارك التحرير.
وشهدت الحديدة اشتباكات بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة وميليشيا الحوثي، مساء أمس، في شارع الخمسين بقلب المدينة؛ ما أدى إلى مقتل عشرات الحوثيين منهم القيادي الحوثي أبو المؤيد الموشكي.
كما نشرت قوات حراس الجمهورية، إحدى تشكيلات المقاومة اليمنية المشتركة، فيديو يوضح أنها على بعد كيلو واحد من ميناء الحديدة، مؤكدة أن الحل العسكري هو الطريق الأفضل لدحر الحوثي.
كما أكدت «ألوية العمالقة»، التي تلعب دورًا كبيرًا في معارك الحديدة، كامل استعدادها لاستئناف معركة تحرير الميناء من أيدي الميليشيا، وفقًا للخطة الموضوعة لها.
من جانبه، قال الخبير العسكري، العقيد أركان حرب بالجيش اليمني يحيى أبوحاتم: إن الخيار العسكري مازال قائمًا لدى الحكومة الشرعية والتحالف.
وأضاف الخبير العسكري اليمني، في تصريح خاص لـ«المرجع»: أن الحوثيين يستغلون الهدنة الآن لزرع ألغام في المدينة، ووضع عدد كبير من قناصة الأفراد والمعدات والمدافع بين المناطق السكانية، بما يشير إلى أنه لا توجد نية لدى الحوثيين لتسليم الميناء، وكذلك هم يحاولون كسب الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم.
