ad a b
ad ad ad

بعد تغليب الدور المصري في «باليرمو».. تركيا تبحث عن مكان بالمشهد الليبي

الأحد 18/نوفمبر/2018 - 05:55 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

مازال لواقعة انسحاب الوفد التركي من مؤتمر باليرمو بشأن ليبيا، الذي عُقد بجزيرة صقلية الإيطالية، واختتمت فعالياته، الثلاثاء الماضي 13 نوفمبر، وقعها داخل المشهد الليبي؛ إذ طرح انسحاب الوفد بناء على تعليمات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تساؤلات حول مصير الدور التركي والقطري في ليبيا.


وكان الرئيس التركي قد أصدر أوامر لوفد بلاده المشارك في المؤتمر بالانسحاب، بعدما طالبت مصر ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، والقائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، بعدم مشاركة تركيا في «الاجتماع المصغّر»، الذي عُقد على هامش المؤتمر الأصلي باليرمو، وحضره حفتر ورئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، إلى جانب مصر، والطرف الإيطالي.


وتعاملت تركيا مع عدم السماح لها بالحضور، بمثابة تهميش لدورها في ليبيا، معتبرة أنه في الاستجابة للطلب المصري تقديم للدور المصري على الدور التركي.


ويُشار إلى أن مصر طالبت بعدم حضور تركيا؛ لرفضه الجلوس على طاولة واحدة مع تركيا التي تتلقى اتهامات مصرية بدعم الإرهاب.


ويعزز الرأي القائل بتغليب الدور المصري على التركي، توصيات خرج بها المؤتمر؛ إذ اتفق الحاضرون على تدعيم الدور المصري في المسألة الليبية، والذي يتمثل في سلسلة مشاورات؛ تهدف لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.


وبينما كانت المؤشرات تسير نحو تهميش الدور التركي، طرحت صحف تركية وليبية الأسئلة حول مصير الحضور التركي في ليبيا.


وفي ذلك كتب الباحث التركي، فرقان بولاط، تحت عنوان «تخريب عملية السلام في ليبيا»، يقول: إن تركيا أمامها خيار من اثنين إما أن تستسلم ولا تسعى لتقوية نفوذها هناك، أو تعمل على تقوية أطراف داخل المشهد الليبي تعمل لصالح أنقرة، وتكون قادرة على منافسة حفتر المسيطر على الشرق الليبي.


وتابع: «على الرغم من أن المكاسب التي حققها حفتر خلال الأعوام الأخيرة، والتي زادت من أهميته في حلّ الأزمة الليبية، فإنه يمكننا الحديث عن معارضة كبيرة ضده، لكن الصراع بين عناصر المعارضة هذه، يعيق ظهور قوة توازن فعالة.


التواصل مع هذه المجموعات وتشكيل ائتلاف موازن عبر تنظيمها، سيحول تركيا إلى إحدى أكثر الأطراف الفاعلة فيما يخص حل الأزمة الليبية».


وربما يبدو ذلك الطرح مجديًّا؛ إذ ما وضع إلى جانب تصريحات رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، الذي قال في حوار مع صحيفة «كوريري ديلا سيرا» واسعة الانتشار في إيطاليا، عقب انتهاء المؤتمر: إنه يشعر بالأسف لانسحاب تركيا من المؤتمر، متابعًا «تركيا شريك مهم، نحن مرتبطون بتاريخ مشترك طويل بيننا، ولكن يجب أن يتم طلب كشف أسباب مغادرة الوفد التركي من قِبل الإيطاليين».


وتناولت وسائل إعلام ليبية تصريحات السراج المعروف بدعمه من قِبل الإسلاميين، الموالين لتركيا أصلًا، على أنه مغازلة من رئيس «الوفاق» لتركيا، وحرص منه على الحفاظ على العلاقات معها.


ويسير في التوجه نفسه حديث السراج عن الميليشيات المسلحة الموجودة في العاصمة طرابلس؛ إذ قلل في حواره مع الصحيفة الإيطالية من خطر الميليشيات المدعومة من تركيا وقطر، ويحمل جزءًا منها الفكر الإخواني، قائلًا: «أعتقد أن المجتمع الدولي يبالغ في تقدير مشكلة الميليشيات، وبشكل عام يمكن للجميع في طرابلس السفر والعمل، هناك عنف والكثير جدا من المجرمين، لكنهم ليسوا في غاية الخطورة، في سبتمبر ساعدت الأمم المتحدة على تخفيف حدة التوتر بطرابلس، واليوم هناك أمن أكبر، أنا شخصيًّا أتنقل في العاصمة برفقة عدد قليل من المسلحين للحماية الشخصية، كما هو الحال في أي بلد أوروبي».


وعن ذلك يعلق الباحث الليبي، محمد الزبيدي، قائلًا: إن تصريحات السراج محاولة منه للإبقاء على الدعم التركي له في وجه نفوذ حفتر، الذي يتمتع باعتراف دولي ملحوظ، لافتًا إلى أن من مصلحة تركيا والسراج إبقاء تركيا داخل ليبيا، معتبرًا أن أنقرة لن تضحي بنفوذها داخل ليبيا لصالح النفوذ المصري، لمجرد عزلها في مؤتمر باليرمو.


وتوقع أن تزيد تركيا من دعمها للميليشيات الموجود في الغرب الليبي في الفترة المقبلة، كرد على الدور المصري في ليبيا، حتى يعيق أي تقدم للجيش الليبي في الغرب، متابعًا أن تركيا لن يهمها استقرار ليبيا من عدمه بقدر اهتمامها بمدى وجودها داخل المعادلة الليبية، وعليه رجّح أن تقوم تركيا بإفشال الجهود المصرية في توحيد الجيش الليبي، إلى جانب إحكام سيطرة الميليشيات في الغرب، حتى لا يُنسب لمصر دور في ليبيا.


وتابع الباحث الليبي، أن السراج هو الآخر لن تفرق معه مسألة توحيد الجيش أو عقد الانتخابات المقرر لها في ربيع العام القادم، متوقعًا أن تعيق تركيا عقد الانتخابات في موعدها؛ لإفشال أي حلٍّ سياسي في ليبيا لا يتضمن دورًا ظاهرًا لها.



الكلمات المفتاحية

"