ad a b
ad ad ad

اليمن.. تقاسم الثروة والنفوذ يمزق أوصال الحوثيين

الثلاثاء 30/أكتوبر/2018 - 05:47 م
الحوثيين- صورة أرشيفية
الحوثيين- صورة أرشيفية
إسلام محمد
طباعة

مع تصاعد الخسائر التي منيت بها ميليشيات الحوثي فى اليمن، المدعومة من إيران، تتزايد النزاعات بين أجنحة الجماعة، على خلفية تقاسم الثروة والنفوذ، وبالأمس تم تعيين القيادي الحوثي «عبدالاله أحمد الكراز»، وكيلًا للهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بالعاصمة صنعاء، في محاولة للسيطرة على الخلافات على ملكية الأراضي بين قيادات الجماعة، والإشراف على عملية تقاسم الأراضي بينهم.

اليمن.. تقاسم الثروة

وخلال الأسبوع الماضي فقط استولى مسلحو الميليشيات الانقلابية على أراضي تابعة للدولة في حي «التحرير» وسط صنعاء، ومنذ انقلاب الجماعة في سبتمبر 2014، سيطر قادة الميليشيات على مساحات واسعة من أراضي الدولة وتحولت بعضها إلى مقابر لمواراة قتلاهم في المواجهات.

وأصدر الحوثيون مؤخرًا قرارًا لتهدئة الأوضاع، بعد غضب وتمرد عدد من القيادات الميدانية بسبب الفساد المستشري بين القيادات المقيمة في صنعاء بعيدًا عن جبهات القتال، إذ أصدر رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي «مهدي المشاط»، قرارًا يقضي بمحاسبة عدد من الفاسدين في الوزارات والجهات الحكومية، وتم إعلان قائمة من الموظفين الفاسدين وطردهم من مواقعهم والتحقيق معهم.

وجاءت تلك الخطوة بعد مطالبة عدد من القيادات الميدانية برواتبهم المتأخرة، وشكاواهم من التمييز بينهم وبين المسؤولين الذين يحصلون على امتيازات مالية كبيرة بطرق غير مشروعة ولا يشاركون في القتال على الجبهات، وسادت حالة من التذمر صاحبها انشقاقات قبلية في مناطق الشمال التي يتمركز فيها الحوثيون.

اليمن.. تقاسم الثروة

جماعة غير صلبة

من جانبه، قال أسامة الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية، إنه من الخطأ الاعتقاد بأن ميليشيا الحوثي جماعة صلبة لا تخضع للكثير من الاستقطابات التي يتسم بها المجتمع اليمني، التي إما أن تكون سياسية أو مناطقية أو قبلية أو حتى عقدية، ومن ثم فإن الحوثيين وعلى مدار سنوات سيطرتهم على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014، وهم يعانون من هذه الاستقطابات التي تتزايد حدتها يومًا بعد يوم.

ويضيف أن أبرز إفرازات هذه الاستقطابات، انشقاق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على خلفية تبادل الاتهامات ما بين الطرفين، إذ وجه الحوثيون لصالح وحزبه اتهامات بالفساد، فيما وصفهم صالح بالعمالة لإيران، وهو ما لم يطقه الحوثيون فقاموا باغتيال صالح وتصفية عدد من رجاله فضلًا عن اعتقال الكثيرين.

للمزيد : تفاصيل مؤامرة «الحوثي» لسرقة النفط اليمني

وأضاف في تصريحات لــ«المرجع» أنه لم يعد خافيًا على المتابعين لتطورات الوضع اليمني اتساع الفجوة بين مكونات ميليشيا الحوثي، التي كانت نتيجة حتمية لعدة أسباب منها ما يتعلق بالصلاحيات والامتيازات التي تمنح للبعض دون البعض ومنها ما هو متعلق بقيام عددٍ من القيادات بنهب الأموال والسيطرة على مساحات شاسعة من أراضي الدولة وضمها للممتلكات الخاصة، ومنها ما يتعلق بالموقف من «عبد الملك الحوثي» نفسه والذي ينحاز في قراراته ومواقفه إلى قيادات صعدة باعتبارها مصدر القرارات دون الرجوع إلى باقي القيادات وخاصة في صنعاء، وهو ما أشعرهم بالتهميش فضلًا عن التباين الشديد بين قيادات الحركة حول طبيعة العلاقة بين الحركة والدولة الإيرانية، إذ يصر «عبد الملك» على أن تكون العلاقة بين الحركة وإيران علاقة ولاء وتبعية، فيما يحاول البعض ممن يتمسكون بأصول المذهب الزيدي أن يكون هناك استقلالية في القرارات والتحركات، بل وصل الأمر إلى حد أن يرفض هؤلاء الطقوس الغريبة التي تم إدخالها على اليمنين الزيديين من مثل «اللطم والبكائيات».

اليمن.. تقاسم الثروة
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية، أنه في ظل الوضع السياسي والعسكري الراهن، فإنه من المرجح تصاعد هذا الخلاف البيني داخل الحوثيين، ذلك أن الفرصة لمحاولة لملمة هذا الخلاف ومعالجته تتضاءل وسط الحرب المشتعلة بين الحركة من ناحية، وقوات الجيش اليمني وقوات التحالف لدعم الشرعية فى اليمن، من ناحية أخرى، فضلًا عن أن طبيعة الخلافات تجاوزت البعد السياسي النظري أو حتى المالي، إذ اندلعت معارك جانبية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، كما تجاوزت الخلافات هذا الحد لما هو أسوأ من ذلك، فكانت الخلافات العقدية، التي تعد الأعقد، وهو الأمر الذي سيكون له أثره السلبي على قدرات ومعنويات الحوثيين في ساحات المعارك خلال الفترة المقبلة.
"