«ثورة الجياع».. هل تكتب «تظاهرات أكتوبر» نهاية الحوثي باليمن؟

في الوقت الذي فشلت فيه جماعة الحوثي في الحفاظ على الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرته، ارتفعت دعاوى للثورة والتظاهر على حكم تلك الجماعة المسلحة.

بدوره، خرج زعيم الميليشيا المصنفة إرهابية «عبدالملك الحوثي»، مساء الخميس 4 أكتوبر 2018، في خطاب يحذر فيه من التظاهرات؛ حيث قال: «نريد السلام بكرامة، ولا نقبل بالاستسلام والقعود في وقت يتحرك فيه العدو بكل طاقاته وإمكاناته».
للمزيد.. حرب تكسير العظام.. صراع داخلي بين الحوثيين على السلطة والنفوذ
ودعا حقوقيون ونشطاء للتظاهر، غدًا السبت، في ميدان التحرير وسط صنعاء، ضد الميليشيا، وهو ما يعيد مشهد تظاهرات «الجرعة» التي خرج فيها اليمنيون ضد حكومة «محمد سالم باسندوة»، رئيس الوزراء اليمني الأسبق؛ احتجاجًا على قرار يقضي برفع الدعم عن المشتقات النفطية، وهو ما استغلته جماعة الحوثي، وحاصرت صنعاء واحتلها في 21 سبتمبر 2014، وهو المشهد الذي أصبح تكراره قريبًا في العاصمة اليمنية عبر «تظاهرات أكتوبر».
مراقبون أوضحوا لـ«المرجع»، أن خطاب الحوثي كشف مأزقًا اقتصاديًّا تعيشه الجماعة، وتراجع التمويل في ظل العقوبات الأمريكية على إيران وحزب الله حلفاء الحوثي، بما يشير إلى أن الحوثي أصبح في موقف ضعيف اقتصاديًّا، رغم أنه مازال يستخدم لغة الخطاب «العدائية».

ثورة الجياع
قال السياسي اليمني «كامل الخوداني»، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام: إن «خطاب عبدالملك الحوثي، يكشف بقوة مخاوفه من احتمالية قيام ثورة الجياع، التي بدأت تتشكل معالمها في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي».
وأوضح «الخوداني»، في تصريح لـ«المرجع»، أن الشارع اليمني يشهد اختفاءً للوقود، إضافةً إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية، المصحوب بانهيار متواصل في قيمة العملة المحلية، واستمرار نهب الحوثيين لثروات اليمن.
للمزيد.. «أهداف خبيثة».. وراء إفراج الحوثيين عن «نجلي صالح»
وأضاف، أن توقيت خطاب «الحوثي»، واستغلال ذكرى رحيل الإمام «زيد بن علي»، هو نوع من التحايل السياسي من قائد «الميليشيا الانقلابية الكهنوتية»؛ للتغطية على أي تظاهرات شعبية ضد الجماعة في صنعاء، وإظهار أنهم يسيطرون ويحكمون بدعم شعبي، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، فالشارع اليمني الواقع تحت سيطرة الحوثي يغلي على فوهة بركان.
وتابع: «وصف الحوثي لدعاوى التظاهرات في الشارع اليمني، بأنهم من: «أصحاب الكلام الفوضوي المتعفن الحاقد»، يدل على أن الميليشيا باتت تخشى من السقوط، في ظل القبضة الأمنية القوية على العاصمة».
سقوط الحوثيين
وحول إمكانية تكرار مشهد «21 سبتمبر» بسقوط سلطة الحوثيين هذه المرة، وانتصار الشارع اليمني على الميليشيات، قال «الخوداني»: إن القبضة الأمنية للميليشيا تُصعب من عملية السقوط السريع لهم، لكن أي اختلال في هذه القبصة الأمنية يعني سقوط الحوثيين أو وقوع اختراق كبير في الوضع الأمني للجماعة؛ ما يمهد للقوى اليمنية داخل صنعاء بتوجيه ضربة قاضية للميليشيا الظلامية.
وأضاف السياسي اليمني، أن الأزمات زادت على الحوثيين؛ بسبب الانتصارات التي يحققها التحالف والمقاومة والجيش اليمني في جبهات القتال، خاصةً في صعدة والساحل الغربي، إضافة إلى العقوبات التي فرضتها أمريكا على إيران وحزب الله، مستطردًا: «الحوثيون في مرحلة الموت السريري».
للمزيد.. الانهيار المحتوم.. موسم قطف الكبار في ميليشيات الحوثي

من جانبه، قال المحلل السياسي محمود جابر: إن جماعة الحوثي في مأزق اقتصادي كبير، إضافةً إلى ارتفاع موجة الغضب داخل الشارع اليمني، وهذا ما بدا واضحًا في خطابه مساء الخميس الماضي؛ حيث استخدم كلمة «الاقتصاد» في خطابه أكثر من مرة.
وأضاف «جابر»، لـ«المرجع»، أن تهديد الحوثي لدعوات التظاهر في صنعاء، يبرز أن الجماعة في مأزق شعبي؛ لأنها زعمت خروجها في سبتمبر 2014 لرفض الغلاء، وتحسين الأوضاع المعيشية، واليوم تقف أمام الشعب وتهدده بالقتل؛ لذلك سقطت شعبية الحوثي، موضحًا أنه في حال خروج التظاهرات ستكون النتائج في صالح الشعب.
ولفت إلى أن الحوثي يعيش في مأزق آخر، يتمثل في الصراع داخل الطبقة الزيدية، وارتفاع موجة الغضب ضد طريقة حكم الحوثيين، التي أدت إلى وجود صدام مسلح بين الحوثي، وعبدالعظيم الحوثي.
وأكد «جابر»، أن «الحوثي» مازال يتبع اللغة الاستعلائية في خطابه للشعب اليمني والحكومة، وهو خطاب ليس في صالح مستقبل الجماعة، ويمكن القول: إن الحوثيين يعيشون أزمةً حقيقيةً ستدفع إلى نهايتهم.