بدء عمليات جنوب ليبيا.. جرذان «داعش» تفر من قوات الجيش الوطني
الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 11:30 م

أحمد لملوم
أصدر المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلّحة الليبية، تعليمات إلى عناصر الجيش للتوجّه إلى جنوب البلاد، في عملية عسكرية تهدف مواجهة التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة المدعومة قطريًّا، التي استغلت اندلاع الاضطرابات في ليبيا منذ عام 2011.
وكشف العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، في تصريحات صحفية اليوم، أن الجيش الليبي ينسق مع دولتي تشاد والنيجر للقيام بعمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة في جنوب البلاد، وأن العمليات بدأت لتطهير الجنوب الليبي من قبضة الإرهاب.

وأعلن تنظيم داعش عن وجوده في ليبيا عبر شريط فيديو نشر على الإنترنت
في 3 أكتوبر 2014، يظهر فيه حشدًا من المسلحين التابعين لما يُسمى «مجلس
شورى شباب الإسلام»، في مدينة درنة الساحلية يبايعون التنظيم وزعيمه أبوبكر
البغدادي.
ومنذ ذلك الحين، ويسعى التنظيم
الإرهابي لاستغلال الفوضى التي تعصف بالبلاد، والتعاون الإرهابي مع بعض
الفصائل السياسية المدعومة من قطر، وجماعة الإخوان في ليبيا، ويشنّ إرهابيو
التنظيم هجمات على عموم الأراضي الليبية، مستهدفين المنشآت النفطية
والفنادق العالمية.
بيد أن الهزيمة التي تلقاها
التنظيم الإرهابي على يد قوات الجيش الليبي في مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس
الليبي الراحل معمر القذافي، دفعته للتوجه إلى وديان صحراوية وتلال تقع
جنوب البلاد؛ للاختباء وإعادة تجميع قواته وترتيب صفوفه.
وقال
مسؤولون أمنيون ليبيون لوكالة «رويترز» للأنباء: إن مقاتلي داعش الذين
يعتقدوا أن عددهم يصل إلى مئات عدة؛ نتيجة لخسارة معركة سرت أواخر عام 2016،
ويوصفونهم بـ«بقايا داعش في ليبيا»، يحاولون إشاعة الفوضى من خلال قطع
إمدادات الكهرباء والماء ويحاولون تحديد المجتمعات المحلية التي قد تتجاوب
مع أفكارهم.

التصدي لجيش الصحراء
أطلق
تنظيم «داعش» على فرعه بالجنوب الليبي «جيش الصحراء»، حسب تصريح سابق رئيس
التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، ويتكون هذا الكيان
الإرهابي، الذي تم تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، من 3 كتائب بقيادة
الليبي المهدي سالم دنقو، والملقب بـ«أبوالبركات».
ويرى
محللون ليبيون، أن التحرك الأخير للمشير حفتر، يأتي مدفوعًا بتوارد الأنباء
عن اتصال قيادات تنظيم داعش في الجنوب مع عناصر إرهابية عبر الحدود
المشتركة مع تشاد والنيجر، وقال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية في
تصريح لموقع المرجع: إن دولة قطر تدعم الجماعات المسلحة الموجودة في جنوب
ليبيا، لأنها تريد أن تستمر حالة الفوضى في الأراضي الليبية حتى تتمكن من
الاستحواذ والسيطرة على النفط الليبي.
وكان سراج
جبريل، مسؤول المكتب الإعلامي بغرفة عمليات أجدابيا شرقي ليبيا، قد قال في
بيان صحفي نشره عبر الصفحة الرسمية لغرفة العمليات في موقع التواصل
الاجتماعي «فيس بوك» العام الماضي 2017: إن غرفة العمليات اكتشفت أن ما
تُعرف بـ« كتيبة سرايا الدفاع» إحدى الأذرع الإرهابية لدولة قطر في ليبيا، التي دفعت لجميع الجماعات المسلحة المتمركزة في جنوب ليبيا ما يقرب من 12
مليون دينار ليبي؛ بهدف تركيز وجودها في المنطقة، وشنِّ الهجمات الإرهابية
على الأراضي الليبية والتشادية عبر الحدود.
ووجهت
الحكومة التشادية في الفترة الأخيرة اتهامًا صريحًا لدولة قطر، وفي شهر أغسطس 2017 قالت
وزارة الخارجية في تشاد في بيان لها: إن قطر تحاول زعزعة استقرار بلادها
من خلال الأراضي الليبية.