«الْمَرْجِع» يرصد أحدث خريطة للتنظيمات الإرهابية في ليبيا
الجمعة 04/مايو/2018 - 10:47 م

صورة أرشيفية
حور سامح
تُعدُّ مساحة الأراضي الواسعة في ليبيا -تفوق مليونًا و760 كيلومترًا مربعًا- أحد أهم عوامل انتشار التنظيمات الإرهابية هناك، خاصة أن قرابة 90% من السكان يتمركزون في المدن الساحلية ومنطقة الشمال، أما الجنوب فهو بحر من الرمال تتوزع فيه مدن صغيرة وبلدات وواحات متفرقة، كما أن الليبيين يقيسون حجم سيطرتهم على الأرض من خلال حجم الكتلة البشرية والثروات النفطية والاقتصادية، وليس من حيث مساحة الأرض.
ويبلغ تعداد السكان في ليبيا نحو 6.2 مليون نسمة، وتشير تقارير إعلامية إلى تركز نصف السكان في إقليم طرابلس شمالي غرب ليبيا، ومليوني آخرين في إقليم برقة، ونصف مليون يقيمون في «فزان».
وعلى ذِكر ما سلف، يرصد «الْمَرْجِع» خريطة ميدانية لأبرز وأحدث التنظيمات الإرهابية الموجودة داخل الأراضي الليبية، وأماكن سيطرتها، وحجم قوتها وعملياتها، مع الإشارة إلى صعوبة تحديد مناطق سيطرة كتائب مصراتة والغرب الليبي وقوات الجيش، على نحو دقيق، بسبب التغيرات الميدانية المتسارعة على الأرض، وتغير ولاءات القبائل والكتائب، وانقسامها أحيانًا.
مبدئيًا.. أصبحت مدينة بنغازى خالية من التنظيمات الإرهابية، عقب عملية التطهير التى قادها الجيش الليبى، ما دفع التنظيمات والميليشيات الإرهابية لتكوين تنظيمات جديدة، إذ اضطر مجلس شورى بنغازي -إبَّان الهزائم التي يتعرض لها- للهروب من المدينة، وسارع إلى الانضمام بمجلس شورى ثوار أجدابيا، وشورى مجاهدي درنة، وأعلن عن تأسيس «سرايا دفاع بنغازي».
عرض لأبرز الميليشيات التي وجدت في ليبيا، والتحالفات التي قامت بها:
ميليشيا راف الله السحاتي
تأسست كتائب راف الله السحاتي عقب أعمال العنف في 17 فبراير 2011، وكانت في البداية تتبع مجموعة شهداء 17 فبراير، ولكنها أعلنت استقلالها عن هذه الكتيبة، وشكلت كتيبة مستقلة بذاتها، سيطرت على مناطق واسعة في مدينة بنغازي، وتورطت في مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.
وتلقت الكتيبة العديد من الضربات الجوية من قبل الجيش الليبي، ما دفعها للتحالف مع ميليشيات أخرى، وأطلقت ما يُسمى «فجر ليبيا» للرد على عملية الكرامة التي يقودها الجيش الليبي.
وطهر الجيش الليبي بنغازي من التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك كتيبة راف الله السحاتي، ولكن أعلن إسماعيل الصلابي قائد الكتيبة، بتشكيل ما يسمى «سرايا الدفاع عن بنغازي» تتبع للمفتي الإخواني المعزول الصادق الغرياني، وتضم ميليشيات وجماعات إرهابية أخرى.
أنصار الشريعة
أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» عن نفسه للمرة الأولى في ليبيا في فبراير 2012، ونظم مؤتمره التأسيسي في يونيو من العام نفسه، وحضره ما يقارب 1000 شخص، وشاركت ميليشيات «راف الله السحاتي» في تأسيسه قبل أن تنفصل «أنصار الشريعة» عنها، ويوجد في مدن «درنة، وبنغازي، وطرابلس».
وينتشر هذا التنظيم في المنطقة الشرقية، خاصة في مدن بنغازي ودرنة والبيضاء، ويخوض الحرب في بنغازي ضد قوات المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية.
وسرق التنظيم خلال الثورة كمًّا هائلًا من الأسحلة والذخائر والسيارات والأموال التي كان يمتلكها الجيش الليبي، بحجة أنها «غنائم»، وتولى هذا التنظيم تجنيد عدد من الشباب خاصة غير المتعلمين.
وتأسس فرع التنظيم بمدينة سرت الساحلية في 28 يونيو 2013، بعد إلغاء اللجنة الأمنية وانضمامها لأنصار الشريعة وتغيير اسمها إلى «أنصار الشريعة سرت»، وكان آمر الفرع آنذاك أحمد علي التير المكنى بـ«أبوعلي»، بينما تولى فوزي العياط منصب المتحدث الرسمي باسم تنظيم أنصار الشريعة سرت، وتأسس فرع أجدابيا في 4 أغسطس 2013.
وأعلن «أنصار الشريعة» الجهادي في ليبيا، الذي تعتبره الأمم المتحدة تنظيمًا إرهابيًّا، في بيان «حل» نفسه منتصف عام 2017.
مجلس شورى ثوار بنغازي
تأسس في يونيو 2014، وذلك بعد عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي لتطهير ليبيا من الجماعات الإرهابية، ويتكون المجلس من ميليشيات «أنصار الشريعة، وراف الله السحاتي، وشهداء 17 فبراير، ودرع ليبيا».
ولا يُخفي «مجلس شورى بنغازي» ارتباطه بالقاعدة، والذي أعلن في عدد من المناسبات تحالفه مع «داعش» في مواجهة الجيش الليبي، ويُعتبر أكبر تحالف لأكثر التنظيمات تشددًا في ليبيا، ومازال يُمارس إرهابه حتى الآن.
مجلس شورى مجاهدي درنة
مؤسس هذا التنظيم هو سالم دربي، من مواليد طبرق عام 1972، ومقيم في درنة، ويتكون هذا التنظيم من تحالف من كتائب مسلحة على تواصل مع تنظيم القاعدة، وتأسس في ديسمبر 2014، من خليط يصعب تصنيفه، مرتبط بعدد من التنظيمات التي على علاقة بالجماعات الإرهابية.
وأعلن موالاته لتنظيم القاعدة، وبرز بقوة على الساحة بعد نجاحه في طرد عناصر «داعش» من أغلب أحياء مدينة درنة العام 2015، وتوسعت المواجهات بين الطرفين في أعقاب قيام «داعش» باغتيال شخصيتين مقربتين من مجلس شورى مجاهدي درنة.
وتُعد هي الفصيل الموجود بشكل واضح في الأراضى الليبية، خصوصًا درنة، ويصدر عنها بيانات وتقاوم الجيش الليبي في درنة، وتتجدد الاشتباكات بين الفصيل وقوات حفتر.
مجلس شورى ثوار أجدابيا
جماعة إسلامية مسلحة تتمركز في مدينة أجدابيا غرب بنغازي، ويقودها محمد الزاوي، وأعلنت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» مرتين أن الزاوي قد بايع التنظيم أوائل العام 2016، لكن المجلس أصدر بيانًا أشار فيه إلى أن المبايعة أمر يخصه، ولا صلة للمجلس بهذا الأمر.
وهناك عداء بين هذه المجموعة والمشير خليفة حفتر، ووقعت صدامات بينهما، ويتبع هذا الفصيل أنصار الشريعة.
وبعد الهزائم المتتالية لأنصار الشريعة في بنغازي وأجدابيا، فر المسلحون إلى جنوب ليبيا واتخذوا من الجفرة مقرًا لهم، وبعدها بأسابيع أعلنوا عن تكتل جديد اسمه «سرايا الدفاع عن بنغازي»، وبالتالي اختفى هذا التنظيم ووضع تحت مسمى آخر مثل غيره من الفصائل الموجودة في ليبيا.
ويُعد تغيير الأسماء من التكتيكات التي تتبعها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في مواجهة العواصف، إذ نصح زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أتباعه من قبل بتغيير أسماء تنظيماتهم.
سرايا الدفاع عن بنغازي
تأسست عام 2016 لغرض معارضة قوات حفتر، تتبع للمفتي الإخواني المعزول الصادق الغرياني، كما أنها اتخذت من مدينة الجفرة (جنوب ليبيا) مركزًا لوجودها وانطلاق العمليات منها، بعدما طردت من مدينة بنغازي، وتتمركز هذه الكتيبة في منطقة الهلال النفطي (شرق ليبيا).
وأعلن التنظيم حَلَّ نفسه في منتصف عام 2017، عقب حل أنصار الشريعة نفسه بشهر واحد.
تنظيم القاعدة
أكثر الفصائل التي تُمثل تنظيم القاعدة هو مجلس مجاهدي درنة، والذي ذاع صيته بعد طرد «داعش» من معظم مناطق درنة، وتشكلت في أواخر عام 2014، ويُعدُّ الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في المغرب، تشكلت على يد قيادات القاعدة التاريخية وقيادات أخرى من الجماعات الليبية المقاتلة (الفرع العسكري لإخوان ليبيا).
كتيبة شهداء أبو سليم
أعلن عن تأسيسه في 8 أبريل 2014، لا تتوافر معلومات دقيقة حول الجماعة وطبيعتها، إلا أنها قريبة من أنصار الشريعة، وتتخذ من درنة معقلًا لها، وتحمل فكر تنظيم القاعدة، ويعد عبدالقادر عزوز أبرز قيادات هذه الكتيبة، وتنسب للكتيبة التورط في عمليات اغتيال، وتفجيرات وقعت في درنة.
تحكيم الشريعة
يعد من أبرز الأذرع الرئيسية لتنظيم القاعدة، ومثل التنظيمات السابقة يتشكل في عدد كبير من التنظيمات توحدت في تحكيم الشريعة، ويضم العشرات من العناصر الإرهابية من كل من تونس والجزائر، وأشارت التقارير إلى أنه يعتمد في تمويله على الأموال المنهوبة من مؤسسات الدولة الليبية.
فجر ليبيا
جماعة موالية للمؤتمر الوطنى، تخضع لسيطرتها أجزاء واسعة من العاصمة طرابلس، وتمتلك هذه الجماعة أسلحة ثقيلة بما فيها الطائرات، وتسيطر على معظم المدن الساحلية قبل أن تتمكن قوات حفتر من انتزاعها منها، واقتصرت سيطرتها على المدن الغربية الساحلية التي تبدأ من سرت وحتى حدود تونس.
وفي الجنوب تمتد سيطرة تلك القوى من مدن غريان ونالوت في منطقة جبال نفوسة، ومعظم أعضاء تلك الجماعة ينحدرون من مدينة مصراتة، وتشير التقارير إلى وجود نزاع وانقسام لينضم عدد منهم لمصراتة، وهو ما حدث بالفعل لعدد من الكتائب، وتحالفت كتائب مدينة مصراته مع كتائب الغرب، كما تسيطر على مدينة سرت ومدن الزاوية وصرمان وصبراته والزوارة وغرب طرابلس.
داعش
كان أول إعلان لتنظيم داعش في ليبيا في أكتوبر 2014 عبر مقطع فيديو، استقر بعده في مدينة درنة، ثم اتخذ من مدينة سرت عاصمة له، إلى أن تمكنت القوات الليبية المدعومة بالتحالف الدولي من طرده منها عام 2016، ورغم انتهاء التنظيم كقوة مسيطرة في الداخل الليبي، إلا أن هناك العديد من المناطق التي فرت إليها عناصر التنظيم، ما يعني أنه لا يزال يشكل خطرًا مع دخول عام 2018 إذا استعاد سيطرته على أي من مناطقه، والدليل على ذلك العمليات الإرهابية التى وقعت فى مناطق متفرقة من ليبيا وفق التقارير الأمنية التى نشرتها السلطات الليبية.
وتخوض قوات مجلس شورى مجاهدي درنة ولواء «شهداء أبو سليم» المقربة من تنظيم القاعدة مواجهات مع «داعش».
وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا يتراوح بين 2 إلى 3 آلاف فرد، منهم 1500 كانوا في مدينة سرت، كما أنه يجتذب مقاتلين من دول جنوب الصحراء الكبرى، وتراجعت القدرات القتالية للتنظيم بشكل ملحوظ بعد الضربات التي تلقاها على يد قوات الجيش الوطني الليبي.
كتيبة البتار
تطلق على نفسها «النصرة الليبية» على غرار جبهة النصرة، نشأت في سوريا عام 2012، ثم أسسوا لها فرعًا في درنة، وتتسم هذه الكتيبة بالسرية الشديدة، وكل المعلومات المتوفرة عنها كانت عبر نشر بيانات لها تؤكد دعمها لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
وفي 2014 عاد أكثر من 300 من محاربي لواء البتار لليبيا في درنة، وأنشأوا فصيلًا جديدًا باسم «مجلس شوري شباب الإسلام»، الذي بدأ في تجنيد مقاتلين من جماعات محلية أخرى.
مجلس شورى شباب الإسلام
أعلن مبايعته لتنظيم «داعش» بعد إعلانه عن نفسه في أكتوبر 2014، وهو عبارة عن مجموعة من المسلحين في مدينة درنة أعلنوا عن مشروعهم في التوسع في الداخل الليبي، لإجهاض عملية الكرامة التي يشنها حفتر للقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وتعد كل القوات التي نشأت عن «داعش» غير موجودة حاليًا، بسبب تراجع التنظيم الأم عام 2016، وقرب القضاء عليه نهائيًا، وما يحدث من تفجيرات وعمليات اغتيال في ليبيا حاليًّا، يُمثل عمليات فردية لأفراد تابعين للتنظيم، لكن التنظيم نفسه لم يعد موجودًا بشكل حقيقي في ليبيا، ومثال ذلك حادث المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا.