تأمين المنشقين عن الحوثيين.. مبادرة من التحالف لدحر ميليشيا إيران
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات، استعداده لتأمين خروج القيادات المنشقة عن ميليشيا الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران، في أي مكان بالعاصمة صنعاء؛ للانضمام للحكومة الشرعية من القيادات اليمنية والحرس الجمهوري وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي.
جاءت المبادرة التي أطلقها التحالف العربي، لتضع الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران في موقف لا تُحسد عليه، وتفتح سبيلًا للنجاة أمام من أوقعهم حظهم في الوجود داخل مناطق سيطرة الحوثيين؛ إذ بات الطريق أمامهم مفتوحًا للحرية بعد دعوة التحالف المتعاونين مع الحوثيين للتوبة مقابل العفو عنهم وتأمينهم من بطش الميليشيات.
وأعلن العقيد الركن، تركي المالكي، الناطق باسم التحالف العربي، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السعودية الرياض أمس الموافق 23 أكتوبر 2018، عن دعوة التحالف، للقياديين في حزب المؤتمر الشعبي العام وقوات الحرس الجمهوري، الذين يرغبون في الانشقاق عن الميليشيات الانقلابية، إلى التواصل معه لتأمين خروجهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.
وشدد المالكي على أن التحالف سيضمن وصول المنشقين المفترضين إلى مناطق آمنة تابعة لحكومة الشرعية اليمنية، التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، متهمًا الحوثيين بأنهم لا يريدون التوصل إلى حلّ سياسي لإنهاء الأزمة.
للمزيد: الحوثيون يتقمصون دور الضحية لاستدرار عطف المجتمع الدولي
خلخلة لصفوف الميليشيا
وتأتي أهمية تلك الخطوة من كونها تستهدف خلخلة صفوف الميليشيات الانقلابية، من خلال التركيز على سحب العناصر المتحالفة معهم من الأتباع السابقين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والذي ظلَّ متحالفًا مع عبدالملك الحوثي، زعيم الانقلابيين، لسنوات عدة بعد إزاحته عن السلطة في فبراير عام 2012، وحتى خلافه معهم وقتله على أيدي مسلحيهم في ديسمبر الماضي 2017.
ويعد حزب المؤتمر الشعبي العام وقوات الحرس الجمهوري، جناحي مؤيدي الرئيس الراحل، فالأول هو الكيان السياسي الذي ضم قطاعات واسعة من الشعب اليمني وحشدها خلف «صالح»، والثاني هو الجناح العسكري داخل القوات المسلحة اليمنية الذي ظلَّ مرتبطًا بالولاء لـ«صالح» حتى بعد خروجه من السلطة وتسليمها لنائبه عبدربه منصور هادي.
وبعد مقتل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أجبر الحوثيون بعض قيادات المؤتمر على البقاء في صنعاء تحت سيطرتهم وإعلان تأييدهم لهم، والزعم بأنهم الممثلون الأساسيون للحزب الكبير، وكذلك لم يستطع بعض العسكريين من الحرس الجمهوري الفرار واللحاق برفقائهم الذين انضموا إلى معسكر الشرعية، وكوَّنوا فرقة عسكرية تحت قيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح ابن شقيق الرئيس الراحل، وقائد اللواء الثالث في قوات الحرس الجمهوري، والذي أعاد تنظيم صفوف الفارين معه بعد مقتل عمه وضمهم لفرقة عسكرية جديدة تحت مسمى «حراس الجمهورية»، وهي الفرقة التي أطاحت بالميليشيات في الساحل الغربي، واكتسحت مواقعهم في فترة وجيزة.
مخاوف من استغلالها
أعرب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي اليمني، أحمد المكش، عن خشيته من أن تستغل قيادات الميليشيات الحوثية هذه المبادرة التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية لصالحها، عن طريق دسها عناصر إجرامية مطلوبين دوليًّا تابعين لها وسط أفواج المنحازين لمعسكر الشرعية، في سبيل تسهيل خروجهم من اليمن، والالتفاف على الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الجيش والمقاومة المشتركة مدعومين بالتحالف.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن هذه المبادرة التي أعلنها التحالف جاءت بعد وساطات من قِبل ممثلي الأمم المتحدة وسلطنة عمان، في محاولة لإيجاد مخرج مناسب للمنضمين تحت لواء الميليشيات الحوثية في شمال اليمن.





