التاريخ الدموي لـ«محمد كمال».. قائد اللجان المسلحة بجماعة الإخوان
الخميس 04/أكتوبر/2018 - 11:07 ص
محمد كمال
محمود رشدي
مرُّت أمس، الذكرى الثانية لمقتل محمد كمال، قائد التنظيم المسلح لجماعة الإخوان، الذي لقي مصرعه خلال مداهمات أمنية لرجال الشرطة المصرية مساء الإثنين 3 أكتوبر 2016، برفقة أحد الكوادر الإخوانية ويُدعى ياسر شحاتة.
ارتبط مقتل «كمال»، المؤسس للأعمال الإرهابية لجماعة الإخوان، بحالات العنف وحرب العصابات التي فجَّرها الإخوان في ثورة 30 يونيو، والتي عزل خلالها الشعب المصري محمد مرسي عن الحكم، وراحت الجماعة لتنشئ تنظيمات مسلحة، وتعيد عمل التنظيم السري السابق؛ ليتمخض عنه تنظيمات مثل: «أجناد مصر»، و«حسم»، و«لواء الثورة».
يُعد محمد كمال، الطبيب المتخصص في مجال الأنف والأذن والحنجرة، هو مؤسس اللجان النوعية، والذي يُعد أول تنظيم مسلح أنشأته الجماعة لتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية ضد المؤسسات المصرية وعلى رأسها الجيش والشرطة، عقب ثورة 30 يونيو 2013، وقد تأسس هذا التنظيم عقب فض ميداني رابعة والنهضة، حيث فرَّ «كمال» هاربًا إلى أسيوط ليعيد تنظيم صفوف جماعته، ويستقطب عددًا من الشباب لحمل السلاح ضد الدولة المصرية.
عُيِّن «كمال»، رئيسًا للجنة إدارة الأزمة أو «اللجنة الإدارية العليا» لجماعة الإخوان، والتي أدارت أعمال وشؤون الجماعة منذ فبراير 2014، بعد إلقاء القبض على كبار قادتها بتهم الإرهاب واستخدام العنف، وهروب آخرين منهم خارج مصر، وأدار أعمال هذه الإدارة من محافظة أسيوط، وحمل لواء الإخوان بنشر الفوضى والعنف بمختلف أرجاء الجمهورية.
ونشبت خلافات بين الإدارة العليا بقيادة «كمال»، وبين محمود عزت، النائب الأول لمرشد الجماعة، والذي اختفى عقب عزل مرسي، والسبب في هذه الخلافات هو الصراع حول كيفية إدارة الجماعة المتشرذمة بالداخل والخارج، ووصل الصراع ذروته في نهاية العام 2015، خاصة عقب قرار «عزت» بإقالة ممثلي اللجنة العليا، بمن فيهم «كمال»، وتعيين آخرين.
وفى مايو من عام 2016، أعلن «كمال» استقالته من عضوية مكتب الإرشاد، وكذلك من جميع المناصب الإدارية داخل الجماعة.
وخاطب «كمال»، شباب الجماعة قائلا: «الجميع يعلم أنني دعوتُ أكثر من مرة لأن نأخذ خطوة للخلف أنا والقائم بالأعمال وجميع الإدارة القديمة، وأن نُفسح المجال لدماء شابة ومجموعة جديدة منتخبة لها كامل الصلاحيات، وها أنا أكرر دعوتي لأن نترك الشباب الذين أكسبتهم المحن المتتالية خبرات عظيمة، فأصبحنا لا نستطيع مجاراتها لطبيعة النشأة والتكوين وعظم المتغيرات، بخلاف القيود المفروضة علينا، ولقد أخذنا فرصتنا كاملة فأخطأنا وأصبنا، وهذه سنة الحياة شئنا أم أبينا، وطواعية خير من أن نكون مرغمين».
وقد وجهت النيابة المصرية لـ«محمد كمال»، تهمًا بزعزعة أمن واستقرار البلاد؛ إذ تورّط في إنشاء تنظيم مسلح يخالف أحكام القانون، وكان الغرض منه تعطيل العمل بالدستور، ومنع مؤسسات الدولة من مباشرة عملها، والانقلاب على الحريات العامة تحت مسمى «العمليات النوعية».
كما تورط «كمال»، و13 آخرين في تقديم الدعم المادي والمالي لهذا التنظيم المسلح، في القضية رقم 185 لسنة 2016 محاكمات عسكرية، وثبت تورطه أيضًا في قضية العقاب الثوري رقم 5 لسنة 2016 جنايات غرب العسكرية للمحكمة العسكرية العليا، وقضت المحكمة فيها بانقضاء الدعوى ضده عقب موته لانتفاء أثر الدعوى، كما كان له دور رئيسي في قضية اغتيال أحد ضباط الشرطة بحي المطرية (شرق القاهرة).
ونعى الموقع الرسمي لجماعة الإخوان، «محمد كمال» في الذكرى الثانية لمقتله، مجددًا عهده لأولئك الإرهابيين، وداعيًا من بقي منهم على قيد الحياة مواصلة الهمة والتحفيز في غايتهم.
ومازالت جماعة الإخوان، تعمل على خداع أفرادها بكلامها المعسول تحت مظلة كبيرة ظاهرها الدين والوطن، وباطنها الخدعة والسلطة، إذ اختتم الموقع الرسمي للجماعة، نعيه لـ«كمال»، بالقول: «نجدد عهدنَا على درب الشهيد ومع كلِ شهدائنا الأبرار، ومع الأحرار خلف القضبان، ومع المطاردين والمُبعدين، بأن جماعة قوية، مؤسسية، ثائرة، شابة الفكر والقيادة، هي ركيزة هذه الثورة والوطن، هي هدف نصل الليل والنهار لبلوغه، حتى نرى هذا الوطن حرًّا عزيزًا كريمًا».





