زعيم حركة «الشباب».. من محبٍّ للشعر لـ«جهادي» تطالب أمريكا برأسه
الأحد 15/يوليو/2018 - 03:33 م
أحمد عبدي غودني
شيماء حفظي
لم يكن أحمد عبدي غودني، أو «الشيخ أبوالزبير»، شخصًا عاديًّا، خاصةً في ظلِّ التحول الدراماتيكي في شخصيته، من محبٍّ للشعر إلى زعيم تنظيم جهادي، تطلب الولايات المتحدة الأمريكية رأسه أو معلومات عنه مقابل 7 ملايين دولار (4 ملايين جنيه إسترليني) في 2012.
«زعامة التنظيم والفترة الذهبية»
تولى «أحمد عبدي غودني»، الشهير بالشيخ «مختار عبدالرحمن أبوالزبير»، في 2008، زعامة ما تُسمى بـ«حركة الشباب المجاهدين» الصومالية، التي أسست في 2004، بعد الانشقاق عن «حركة اتحاد المحاكم الإسلامية»، خلفًا للزعيم السابق عدن حاشي آيرو، الذي قتل في غارة جوية.
ويطلق المتابعون لـ«شباب المجاهدين» على فترة زعامة «غودني» للحركة، في السنوات السبع من 2008 وحتى 2014 «العصر الذهبي»؛ حيث وصلت الحركة خلال فترة زعامته إلى أقصى قوتها، وسيطرت على معظم مناطق العاصمة مقديشو، وكادت تقضي على الحكومة الصومالية، برئاسة شيخ شريف أحمد، والمدعومة غربيًّا وأفريقيًّا، لولا انسحابها المفاجئ من العاصمة.
◄ مبايعة تنظيم «القاعدة»:
في تقرير لها عن «غودني»، قالت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»: إنه كان يركز بشكل كبير على القضايا الإسلامية، وقيل إنه على علاقة جيدة مع القيادة العليا للقاعدة.
وبحسب تقرير «BBC»، فإنه «ظهر في أشرطة الفيديو مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقيل: إن جميع الشؤون المالية قد تأتي من خلاله».
لكن العلاقة مع تنظيم «القاعدة» لم تبق في إطار التكهنات أو المعلومات التي تطرحها الولايات المتحدة، ففي أواخر 2009 قاد «غوداني» حركة الشباب إلى تحالف رسمي مع «القاعدة»، وهو ما وصفه تقرير «BBC»: بأن الحركة «غيرت تركيزها من الجهاد المحلي المحض إلى منطقة إقليمية».
◄ تطبيق الهجوم خارج الحدود:
بعد فترة قصيرة من التحالف مع تنظيم «القاعدة»، قُتل 78 شخصًا يشاهدون مباراة كأس العالم لكرة القدم في العاصمة الأوغندية كمبالا – ليشهد العام 2010 أول تفجير تنفذه «حركة الشباب» خارج الصومال.
كما هاجمت الحركة مركز تسوق في العاصمة الكينية نيروبي، قتل خلاله عدد كبير من الضحايا، حتى إن «غودني» أشاد بالهجوم في شريط فيديو، قائلًا: «لقد أرسلت قبل الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده دون شركاء»، بحسب «BBC».
◄محب الشعر تحول إلى جهادي:
لم يُذكر تاريخ محدد لمولد «غودني»، لكن تقارير إعلامية غريبة ترجح أنه ولد عام 1977، وأنه قضى وقتًا في دار للأيتام، وكان عمه مدمنًا على الكحول.
حصل «غودني» على منح دراسية لدراسة الإسلام في السودان وباكستان؛ حيث تأثر بشكل كبير بالأيديولوجية الجهادية في التسعينيات، ومن هناك يشتبه في أنه قد عبر الحدود إلى أفغانستان؛ لتلقي تدريبات عسكرية من القاعدة، بحسب التقارير.
كان «غوداني» محبًّا للشعر، ويشتهر بأنه كان خطيبًا وشاعرًا، كما أنه عرف اللغتين العربية والصومالية، ودرس في السودان وباكستان، وأصبح جهاديًّا.
ونقلت «BBC» عن أحد مصادرها، في تقرير نشرته عقب مقتله، أن غودني «عندما تحدث، استخدم الشعر، وكان أحد الشعراء المفضلين له هو محمد عبدالله حسن، الذي أطلق عليه اسم جنون الملا، في الغرب، ولكنه بطل كبير للصوماليين؛ لأنه قاتل ضد الحكم الاستعماري البريطاني».
وبينما كانت تسيطر على الحركات الجهادية في الصومال أساليب القبلية، صعد «غودني» في تنظيم «الشباب» ليتولى الزعامة، وهو ما أثاره رشيد عبدي، المحلل في شرق أفريقيا المتخصص في شؤون الشباب في هيئة الإذاعة البريطانية.
وقال عبدي: «لم يكن لدى أي شخص ليس له دائرة عشيرة في جنوب الصومال هذه الصلاحيات، وأن يكون قادرًا على قيادة مثل هذه الأمور في بلد قبلي، حيث تبعث الولاءات والانتماءات العشائرية كل شيء آخر.. لكنه حدث مع غودني».
وأضاف عبدي، أنه «ربما يكمن في حقيقة أن غودني، كان خاليًا من منافسات العشائر التي تهيمن على جنوب الصومال؛ ما يضعه في وضع مثالي لتوحيد الصوماليين الشباب تحت راية عقيدة إسلامية متشددة».
وقال عبدي: «أصبح غودني أمير الشباب، وهو لقب منحه نفوذًا روحيًّا عظيمًا، وأصبح في الواقع رئيس الأيديولوجية والحارس والمترجم للمذهب الجهادي السلفي الصرف» بحسب «BBC».
◄ الغارة الجوية وقتل زعماء الحركة:
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت، في 2012، مبلغ 7 ملاين دولار مقابل رأس «الزبير» أو الحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله، واستطاعت قتله في 2014.
وقُتل «غودني» في غارة جوية أمريكية، وقد رحب الاتحاد الأفريقي في الصومال، بمقتل «غودني»؛ حيث قال رئيسه: إن وفاة زعيم الشباب سيكون «لحظة فخر وسعادة لكل أفريقيا».
وقال محمد حسن حمود، وزير الدفاع الصومالي: إن «الحكومة الفيدرالية الصومالية ترحب بوفاة زعيم حركة الشباب الإرهابية»، وإن وفاته ضربة كبيرة لحركة الشباب ولتنظيم القاعدة الذي تنتمي إليه حركة الشباب».





