ad a b
ad ad ad

الاجتهاد الفقهي.. مشروع الأزهر لحسم القضايا الخلافيَّة

الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 10:34 م
فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
دعاء إمام
طباعة
في نهاية العام 2016، أعاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فتح باب الاجتهاد وتفعيله بعد توقف دام قرون -تخللتها محاولات فردية من بعض العلماء-، مطالبًا بتشكيل لجنة «الاجتهاد الفقهي» من ثلاثين عالمًا من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر المعنيين بأصول الفقه والاجتهاد؛ للنظر في العديد من القضايا الفقهية التي تتعلق بحياة المسلمين بشكل عام.

حدّد «الطيب» عمل اللجنة ليشمل قضايا «الحجاب، ختان الإناث، الطلاق المكتوب، فوائد البنوك، التربح من تجارة العملة، مشاركة المرأة في الحياة السياسية وولاية المرأة، حكم تولي المرأة منصب رئاسة الدولة، حكم الانضمام للجماعات، وقضايا الميراث»، وغيرها من الأمور التي تتعلق بحياة المسلمين، فضلًا عن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وحكم الفنون بأكملها، وعلى سبيل المثال حكم الموسيقى والتماثيل.

◄ الاجتهاد على المذاهب الخمسة:
وعن أسباب عدم إصدار تقارير أو بيانات عن ما توصلت إليه اللجنة منذ تشكيلها(عام ونصف العام تقريبًا)، قال الدكتور محمود مهنا، عضو لجنة كبار العلماء: إن اللجنة مازالت تُعد من الفقهاء وأساتذة تفسير آيات الأحكام، مشيرًا إلى أنها تدعو إلى الاجتهاد على المذاهب الخمسة، بما فيها «الجعفري» الذي يعتنقه الشيعة.

وأضاف «مهنا»، في حديث لـ«المرجع»، أن وفاة عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، خلال الفترة الماضية، قلّص مشاركة الثلاثين الذين حددّهم شيخ الأزهر لتصبح الهيئة ممثلة داخل اللجنة بحوالي 20 عضوًا، موضحًا أن اللجنة استحدثت فقهًا جديدًا أطلقت عليه «فقه الواقع المعاصر»؛ نظرًا لما جدّ في عصرنا من أمور تستوجب الاجتهاد.

◄ التقريب بين المذاهب:
وعن دور اللجنة في التقريب بين المذاهب، يؤكد أن شيخ الأزهر الأسبق، الدكتور محمود شلتوت، وهو من ضم المذهب «الجعفري» إلى المذاهب الأربعة (المالكية، الشافعية، الحنبلية، الحنفية)، أن «الجعفري» لا يختلف مع مذاهب أهل السنة والجماعة، وأنه يتفق معهم في نحو 95%.

ولفت «شلتوت» إلى أن المذاهب الخمسة تستمد أحكامها من القرآن والسنة وإجماع الأمة، وكلهم أخذوا استنباطاتهم من هذين المصدرين وما خرجوا عنهما، مبينّا أن شيخ الأزهر أحال عدة موضوعات لمناقشتها والاجتهاد فيها، منها رؤية الهلال والآليات المطلوبة اليوم لتحقيق وحدة الأمة، وحرمان المرأة من الميراث، والإحرام من جدة، والمستجدات في الحج، وقانون الأسرة مثل الرؤية والحضانة.

◄ «الطيب» مجدد هذا الزمان:
وفيما يخصّ قضية التجديد الديني، قال الدكتور محمود مهنا: إن الشيخ محمد متولي الشعراوي (عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق) جدّد دين الأمة خلال القرن الماضي، والآن يقوم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بهذا الدور؛ فهو يحمل على عاتقه التعريف بوسطية الدين والأزهر في العالم الإسلامي كله، والجميع يعرف المشقة التي يتحملها وهو يطوف دول العالم لإثبات ذلك.

وتابع: «ما عرف أحد الوسطية أكثر من أحمد الطيب، وهو الذي نشرها في العالم شرقه وغربه، وهو الرجل الوحيد في الشرق الإسلامي الذي يجيد دراسة الفقه والعقيدة، ويتثقف عددًا من اللغات، وله تأثيره في العالم».

يُشار إلى أن لجنة «الاجتهاد الفقهي» معنية بإعادة الاجتهاد مرة أخرى، ومراعاة الظروف والمتغيرات الحياتية الجديدة ومطابقة ذلك مع الرؤية الشرعية والدينية، وتجديد الرؤية في المسائل الفقهية، في ظل المتغيرات الحياتية التي طرأت على الناس بما يحقق المنفعة ويدرأ باب الضرر.
"