بروفايل

بعد رحلة عطاء 79 عامًا.. العالم الإسلامي يُودِّع «شيخ الأزاهرة»

الخميس 21/يونيو/2018 - 01:58 م

العلاَمة معوض إبراهيم

حور سامح

لم يكن بالكثير عليه أن يُقبِّل شيوخ الأزهر وقاماته، يده، في محافل العلم بلا حرج، وبمنتهى الامتثال والإصغار، ليد كتبت، وعقل جمع ما أضاء فضاء الإسلام الوسطي، فهو أقدم خريج أزهري، وأكبر المحدثين في العالم الإسلامي سِنًّا، عالم فذّ، ذو عطاء مشهود، وعلم وافر، مثال متواضع للعالم والفقيه الأزهري، بعلمه وفكره المعتدل، قامة علم امتدت 106 أعوام، لتؤسس حجرًا راسخًا في محراب منارة العلم، الأزهر الشريف.

ودَّع الأزهر الشريف وجموع الأمة الإسلامية، أمس الأربعاء، العلامة الأزهري الشيخ معوض عوض إبراهيم، بعد رحلة عطاء حافلة امتدت 79 عامًا بالأزهر الشريف، فيما دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى إطلاق «الشيخ معوض إبراهيم»، على المدينة الجامعية الجديدة للطلبة الوافدين بالأزهر الشريف بالقاهرة، كما أمر بتخصيص جناح لمؤلفاته بمكتبة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين.

وُلِد الشيخ معوض في 20 أغسطس 1912، بقرية كفر الترعة الجديد، مركز شربين، محافظة الدقهلية في دلتا مصر، وتخرج في كلية أصول الدين، جامعة الأزهر عام 1939، وعقب تخرجه عُيِّن واعظًا في أسوان، لينتقل بعدها إلى الفيوم، ويُعين واعظًا بها لمدة سنتين، وكذلك في بورسعيد لمدة 8 سنوات، ليحصل خلال تلك الفترة، على تخصص التدريس والتربية، من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر.

وفي 1956، ابتعثه الأزهر للوعظ في كلية الشريعة ببيروت حتى عام 1962، ليعود لبورسعيد مرة أخرى ويؤسس معهدًا دينيًّا عام 1964، ثم يُبتعث إلى الأردن عام 1965، كما عمل واعظًا في القوات المسلحة المصرية، ثم انتقل ليعمل بالتدريس في كلية الشريعة بالعاصمة السعودية الرياض في 1973.

انتقل بعدها للعمل بالتدريس بكليتي أصول الدين والحديث النبوي، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ليعود إلى مصر مرة أخرى، وكان باحثًا علميًّا في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء عام 1976، ليرأس فيما بعد قسم الدعوة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، بداية من عام 1979، وظل في التنقل بين المناصب العلمية، إلى أن رأس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل جاد الحق علي جاد الحق (1917_1996).

كتاباته ومؤلفاته

كانت له كتابات عديدة بالصحف المصرية والعربية، وكانت مجلة «الأزهر» منصة رحبة لها منذ عام 1953، كما كتب بمجلات «منبر الإسلام» و«الوعي الإسلامي» و«البلاغ» و«النهضة» و«اليقظة الكويتية»، كما كتب بالعديد من المجلات والجرائد العلمية، وهو الذي كَوَّن رصيدًا ضخمًا من المقالات والدراسات الدينية، أهمها وأبرزها «مع الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه» و«ملامح من هذا الدين» و«الرسول والرسالة في شعر أبي طالب» و«ركائز المجتمع المسلم»، كما يُعتبر صاحب أعلى سند بروايته عن الشيخ علي سرور الزنكلوني (توفي 1940)، وكان له العديد من الروايات عن كبار الشيوخ، بأسانيده.

وقد نعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الشيخ الراحل، وأوضح أنه كان مضربًا للمثل في طلب العلم، قبل أن يكون شيخًا ذا قدوة حسنة لأبنائه من طلاب الأزهر الشريف، فضلًا عن كونه صاحب منهج أصيل، عاشقًا للأزهر، حظي باحترام كبير من الجميع.

كما نعاه الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، في بيان له، مؤكدًا أن الفقيد الراحل قضى حياته التي تجاوزت المائة بست سنين في رحاب الأزهر الشريف، وتخرج على يديه العشرات من كبار العلماء من مختلف دول العالم، فضلًا عن مئات من طلبة العلم الذين تربوا على يديه.

وأضاف أن الشيخ معوض عوض إبراهيم كان له الأثر الواضح طوال حياته على كل من حوله، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بمصنفات ومؤلفات في مختلف الفنون الشرعية، وكذلك في مجال الأدب والشعر، فضلًا عن كتاباته ومقالاته التي كتبها في مختلف الصحف والمجلات على مدار 80 عامًا.

ونذكر من مؤلفات الراحل:

- «الإسلام والأسرة السعيدة» طبع في بيروت 1960.

- «قبس من الإسلام» طبع في بيروت 1962، وطبع مرة أخرى بعنوان «عناصر الإسلام وطرق هديه».

- «إنسانية العبادات في الإسلام»، في القاهرة 1970.

- «ملامح من هذا الدين»، في القاهرة طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1970.

- «مع الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه»، طبع بالكويت 1982.

- «الرسول والرسالة في شعر أبي طالب»، طبع بالكويت 1983.

- «عنصر الهداية في القرآن الكريم»، طبع بالكويت 1983.

- «ركائز المجتمع المسلم في سورة الحجرات»، طبع بالكويت 1983.

- «ذلك الدين القيم»، طبع بالإسكندرية 1996.

- «الأولاد ودائع الله عندنا»، طبع بالقاهرة 2002.

- «مشاهد الوجود وشواهد التوحيد» طبع في دار الدعوة بالإسكندرية عام 2008.