مخاوف من تحول لجنة العودة إلى فخ لمسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين
منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان وهناك تخوفات كبيرة لدى المسؤولين السابقين التابعين لحكومة أشرف غني الهاربين من بطش الحركة في الخارج، رغم تلويح طالبان كثيرًا باستعدادها لعودتهم ودمجهم في المجتمع، إلا أن تصرفات الحركة على أرض الواقع تعكس خلاف ما تعلن، ومن بينها الإعلان عن تشكيل لجنة لعودة الشخصيات السياسية من الخارج، وسط مخاوف من تحول تلك اللجنة إلى فخ للإيقاع بهم.
لجنة العودة
وأعلنت حركة طالبان في بيان لها مؤخرًا عودة 680 مسؤولًا من الحكومة الأفغانية السابقة بعد تشكيل لجنة العودة.
وكان أحمد الله واثق المتحدث باسم لجنة طالبان للاتصال بالشخصيات السياسية، أكد أن الذين عادوا بدعوة من هذه اللجنة هم على مستوى وزراء ووكلاء وزارات ومسؤولين من قوات الأمن السابقة.
وأشار واثق إلى أن عددًا كبيرًا من الشخصيات، بما في ذلك سياسيون ومسؤولون رفيعو المستوى في الحكومة السابقة، تلقوا نماذج طلبات للعودة إلى أفغانستان وسيدخلون البلاد قريبًا.
كما دعت طالبان شخصيات سياسية إلى البلاد ومنحتهم بطاقات حصانة.
مخاوف السياسيين
وتقف تصرفات حركة طالبان منذ وصولها للسلطة حائلًا دون تصديق تلك الدعوات المتكررة من قبل السياسيين، والتي وصلت إلى الملاحقات والتصفية خارج إطار القانون والاختفاء القسري، فبعد عام واحد من وصول الحركة إلى السلطة، أعلنت الأمم المتحدة وقتها أن الحركة ارتكبت 72 عملية إعدام خارج نطاق القانون.
وقالت نائبة مفوضة حقوق الإنسان في المنظمة الدولية، ندى الناشف، أمام مجلس حقوق الإنسان: «بين أغسطس ونوفمبر 2021م، علمنا من مصادر موثوقة بتنفيذ أكثر من 100 عملية إعدام بحق أعضاء سابقين في قوات الأمن الوطني الأفغانية، وآخرين مرتبطين بالحكومة السابقة».
استمرار الجرائم
وفي أحدث قضية، حُكم على بايانديه محمد عرب، ممثل شعب ساربول في الجولة الخامسة عشرة للبرلمان، بالإعدام بتهمة قتل شخصين قبل أعوام.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن حركة طالبان أصدرت هذا الحكم بناء على اتهام هذا المسؤول الحكومي السابق بالتورط في مذبحة "دشت ليلي" بمقاطعة جوزجان قبل نحو عشرين عامًا.
يذكر أن شقيق البرلماني السابق محمد عرب كان مسؤولًا أيضًا في القوات العسكرية للحركة الإسلامية الوطنية الأفغانية بقيادة عبدالرشيد دوستم في معاركها ضد طالبان خلال التسعينيات.
ويأتي الحكم الأخير رغبة من الحركة في الانتقام من شقيقه الذي فر إلى الولايات المتحدة.
طالبان لن تنسى
يقول الدكتور محمد السيد الخبير في الشؤون الآسيوية إن حركة طالبان لا تنسى ثأرها، وقد أثبتت التجارب ذلك منذ وصولها الثاني إلى السلطة، كما لم تنس الفصائل المعارضة للحركة ما كان بين الطرفين من معارك وسيظل الثأر قائمًا بينهما.
وأضاف أن الأمر بهذه الصورة لن ينتهي ومن الممكن بالفعل أن تتحول مثل تلك الدعوات إلى العودة إلى فخ لاصطياد معارضي الحركة في النظام السابق أو أعضاء الكيانات التي لم تنس تاريخها معهم.





