ad a b
ad ad ad

كيف تستعد دول الجوار لصعود حركة طالبان الأفغانية؟

الإثنين 09/أغسطس/2021 - 04:12 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

منذ مايو الماضي بدأت حركة طالبان السيطرة على الكثير من المناطق في أفغانستان، بما ينذر بعودة سيطرتها على البلاد مرة أخرى، الأمر الذي من المتوقع أن تكون له تأثيراته البالغة على دول الجوار، التي بدأت بالفعل تشهد حدودها عمليات نزوح جماعي للفارين من العمليات العسكرية الدائرة بين الحركة والقوات الأفغانية، ليس منذ بدء انسحاب القوات الأمريكية من البلاد فقط، ولكن منذ اشتدت قوة الحركة مرة أخرى، الأمر الذي يثير مخاوف دول الجوار الأفغاني من تصدير ودعم الحركات المتشددة بها، سواء عن طريق عمليات النزوح أو الدعم المباشر وغير المباشر من طالبان لهذه الحركات.

كيف تستعد دول الجوار

مخاوف باكستانية


مع سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان خلال التسعينيات، كان جزء كبير من المؤسسة الأمنية الباكستانية منخرطًا في حركة طالبان، الأمر الذي سمح لعدد كبير من متمردي الحركة للعمل من أراضيها، ويعد تجذر عناصر الحركة في الأراضي الباكستانية، أكبر المخاوف لدى البلاد حاليًا. ففي يونيه 2021م اعترف وزير الداخلية الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، بأن العديد من أسر طالبان الأفغانية يقيمون في المناطق المحيطة بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد، وأن جرحى الحركة يتلقون العلاج في المستشفيات المحلية.

 

غير أن الموقف الرسمي للبلاد ينفي هذا الواقع وينفي هذه العلاقة، إذ تؤكد باكستان أن تأثيرها على الحركة بات محدودًا للغاية منذ عام 2001م. فقد أشار وزير الدفاع الباكستاني السابق، نعيم لودي إلى أن باكستان مرتبطة عرقيًّا ودينيًّا وقبليًّا بأفغانستان، وأنه كلما وقعت حرب أهلية، تنغمس باكستان تلقائيًا فيها.

 

وفي الخامس من مايو الماضي مع بدء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وإعلان الحركة سيطرتها على مناطق واسعة وإستراتيجية في البلاد، بدا الموقف الباكستاني غير واضح إلى أن أكد وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد مطلع يوليو الجاري أن بلاده لا تخطط لفتح الحدود لاستقبال اللاجئين من أفغانستان على خلفية تفاقم الوضع مع طالبان، وقال الوزير في مقابلة مع صحيفة «دون» الباكستانية: «قررنا عدم فتح الحدود للاجئين، فالمنظمات الإنسانية ستكون قادرة على مساعدة المحتاجين هناك».

 

وأضاف قائلًا: «في حالة تفاقم الوضع، ستقيم إسلام أباد مستوطنات على طول الحدود مع رقابة مشددة، لمنع اللاجئين من عبور الحدود ودخول الأراضي الباكستانية بشكل غير قانوني».

كيف تستعد دول الجوار

موقف طاجكستان


وعلى عكس الموقف الباكستاني من اللاجئين الأفغان الفارين من المعارك، أعلنت طاجكستان استعدادها الكامل لاستقبال 100 ألف لاجئ أفغاني، ويعتبر اللاجئون الأفغان ثالث أكبر عدد للاجئين في العلم وفقا لوكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي أكدت أنه منذ عام 2012 فر نحو 5 ملايين شخص من البلاد ولم يتمكنوا من العودة، وأن العام 2020 وحده شهد نزوح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الصراع المسلح بين طالبان والقوات الأفغانية والأمريكية.

 

وقد أكد إمام علي إبراهيمزودا نائب رئيس لجنة الطوارئ في طاجكستان في تصريحات صحفية، الجمعة 23 يوليو 2021م، إن طاجيكستان تبني بالفعل مستودعين كبيرين لتخزين الإمدادات اللازمة للاجئين في إقليمين متاخمين للحدود مع أفغانستان.


استعدادات عسكرية


وبالتزامن مع استعداد طاجكستان لاستقبال النازحين الأفغان، بدأت البلاد في حشد جيشها ترقبًا لأية أحداث مفاجئة تنتج عن تدهور الوضع في أفغانستان المجاورة.


وأعلنت طاجكستان الخميس 22 يوليو 2021م – بحسب التليفزيون الرسمي- الدخول في تدريب عسكري  يحمل اسم «مارز-2021» ضم عناصر الجيش وقوات الأمن وكذلك أفراد الاحتياط، أي ما مجموعه 230 ألف جندي، ووضعتهم في حالة تأهب في جميع أنحاء البلاد.

"