ad a b
ad ad ad

لمكافحة الإرهاب.. اليوروبول يتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي

الأربعاء 25/أكتوبر/2023 - 12:10 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

باتت منصات التواصل الاجتماعي من أبرز أدوات الحشد والتعبئة للجماعات الإرهابية، إذ تسعى تلك الجماعات لتوظيف التطور التكنولوجي في مجال الاتصالات، خدمة لأهدافها في نشر الإيديولوجيات العنيفة وضم عناصر جديدة لصفوفها.


وتتعدد أهداف التنظيمات الإرهابية من استخدام منصات التواصل الاجتماعي بين تحقيق الاستمالة لأفكار مُغلفة بخطاب عاطفي سواء دينيًّا أو عرقيًّا، إلى جانب فيديوهات مُعَدة بدقة عن طرق صناعة المتفجرات وأساليب إثارة العنف، وحث المتعاطفين على الانضمام لتلك الإيديولوجيات مع الحفاظ على ترابط العناصر القدامى.


ومن جهة أخرى تحقق بعض المنصات قدرًا من السرية للمراسلات بين أعضاء الجماعات الإرهابية، ما يجعل منها أداة مهمة للتواصل بين المتطرفين، مثل واتساب وغيرها من المنصات.


التعاون بين اليوروبول ومنصة تيك توك


وتقتضي مكافحة الإرهاب التعامل مع المتغيرات الجديدة التي نشأت في ضوء تطورات الملف، وفي هذا المنحى تتصدى وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول) لمخاطر نشر المحتوى المتطرف على منصات التواصل الاجتماعي.


وتعاون المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب التابع لليوروبول، ووحدة الإحالة عبر الإنترنت التابعة للاتحاد الأوروبي مع مسؤولي منصة تيك توك الشهيرة لتداول مقاطع الفيديو وتحديث آليات أكثر تطورًا للتخلص السريع من المواد التي تحتوي على عنف ودعاية إرهابية.


وأشار الموقع الرسمي لوكالة تطبيق القانون الأوروبية (يوروبول) في 5 أكتوبر الجاري إلى إجراء تمرينات إلكترونية مشتركة بين مختصي الهيئة ومسؤولي تيك توك أسفرت عن العثور على ما يقارب الـ2145 محتوى متطرفًا، أكدت المنصة أنها ستزيله، مضيفة أن «تيك توك» ملتزمة بتقديم تقارير دورية ربع سنوية حول نسب حذف المحتويات المتطرفة والدعاية الإرهابية، وذلك في إطار الشراكة مع المنظمات الأمنية لتقويض الإرهاب ومنع إساءة استخدام المتطرفين لوسائل التكنولوجيا الحديثة.


اليمين المتطرف ودعاية الإنترنت


ذكر موقع اليوروبول أن المحتوى العنيف الذي تقدمه تيارات اليمين المتطرف كان ضمن المحتويات الموصى بحذفها، وليس فقط المحتويات التي تقدمها الجماعات التكفيرية كداعش والقاعدة.


وتعد تلك التفاصيل تطورًا لافتًا في ملف محاربة الإرهاب، إذ لطالما تعامل المجتمع الغربي مع حوادث اليمين المتطرف كجرائم كراهية وليس إرهابًا، ما كان يعوق مساعي مناهضة العنف لإزدواجية المعايير في التعامل مع الملف، ولكن تعد واقعة اقتحام الكابيتول هيل في 6 يناير 2021 بالولايات المتحدة الأمريكية نقطة تحول في تعامل المجتمع الغربي مع ملف اليمين المتطرف.


إحصائيات أوروبية حول مخاطر الإرهاب


ولايزال الإرهاب وهجماته العنيفة تمثل هاجسًا أمنيًّا لأوروبا، وبالأخص الجماعات التكفيرية، ففي منتصف يونيو الماضي أصدر "يوروبول" تقريرًا حول اتجاهات التطرف في المنطقة خلال عام 2022.


وأشار التقرير إلى 28 هجومًا إرهابيًا متنوعين - بين ما نفذ فعليًّا وما خطط له وفشل- قد منيت بها أوروبا خلال العام المنصرم، لافتًا إلى زيادة نسب الهجمات في 2022 عن 2021.


وفيما يخص هجمات اليمين المتطرف في أوروبا، فقد نفذ متطرف يميني هجومًا بثلاث قنابل حارقة ضد مركز دوفر للهجرة ببريطانيا في 5 نوفمبر 2022 قبل أن يقتل نفسه، فيما يعد تطورًا نوعيًّا في عمليات اليمين المتطرف بالمنطقة.

"