يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الذكاء الاصطناعي».. المُتغير الجدلي في مكافحة الإرهاب

الجمعة 28/يونيو/2019 - 05:09 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

نظرًا لتنامي ظاهرة الإرهاب والاستقطاب الحاد للجماعات المُتطرفة عن طريق المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ارتأى البعض مواجهة ذلك باتباع الأساليب الحديثة أيضًا، لتتجه الأنظار نحو الذكاء الاصطناعي كمتغير جديد يمكنه تغيير المعادلة.


مجلس الأمن الداخلي
مجلس الأمن الداخلي بالكونجرس الأمريكي
وبعد شهور من الجدال بين السلطات وشركات الإنترنت العملاقة حول ضرورة الدفع بتلك التقنية، اجتمع عدد من خبراء الاتصالات  الثلاثاء 25 يونيو 2019، مع أعضاء اللجنة الفرعية لمجلس الأمن الداخلي بالكونجرس الأمريكي بحضور مسؤولين من شركات التواصل وسط تشابك وتشكيك في قدرة التقنية الجديدة على دحر التطرف.

وشهدت جلسة الاستماع إقرارًا من مسؤولي منصات التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، و«تويتر»، ومحرك البحث «جوجل» على قدرات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف التغريدات التي تحتوي على مضامين إرهابية إلى جانب كشف هويات العناصر المتعاطفة مع الجماعات المتطرفة.

في حين شكك المشرعون في هذه الأطروحة وعبروا عن غضبهم من ادعاءات شركات التكنولوجيا، إذ يعتقدون بأن إقحام «الذكاء الاصطناعي» في إشكالية مناهضة التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما هي إلا مماطلة وتسويف من جانب الشركات، فهذه التعاملات من وجهة نظرهم تحتاج إلى حس إنساني للكشف عن ماهيتها، مؤكدين أن الذكاء لن يمكنه في يوم من الأيام اكتشاف المحتوى الإرهابي.
وفي هذا الصدد أعرب رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب النائب ماكس روز عن استيائه من فشل شركات التكنولوجيا والاتصالات في إزالة الملفات التعريفية للمواقع المتطرفة بشكل نهائي، على الرغم من تأكيداتها السابقة بقدرتها على إيقاف التدفق الدموي عبر الانترنت، مُتهما إياها بتجاهل التزامات الأمن القومي، ومضيفًا أن اللجنة لا تعمل حاليًّا لإصدار تشريعات حول الأمر ولكنها في تباحث حتى تصل لنتيجة أفضل.

وكانت لجنة الأمن الداخلي قد بدأت منذ الأشهر القليلة الماضية وتحديدًا بعد واقعة إطلاق النار على مسجدين في مدينة كرايستشيرش بأستراليا في 15 مارس 2019، ما أسفر عن مقتل 51 شخصًا وإصابة العشرات، فى اجراء تحقيقات مكثفة بشأن المحتوى الإرهابي على الإنترنت، ومن المُنتظر أن يُدلي ممثلو «فيس بوك» و«جوجل» و«تويتر» بشهاداتهم أمام لجنة الأمن الداخلي عن جهودهم الرامية إلى مواجهة المضامين المتطرفة ونتائج استخدام الذكاء الاصطناعي.

جدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي هو تقنية حديثة تعرف بأنها برمجيات متطورة يتم إدخالها على البرامج الإلكترونية لمنحها خصائص ذكاء تشبه تلك التي يتمتع بها البشر، ولكن الباحث في جامعة جورج تاون، «بن بوكانان» يعتقد أن السياق الإرهابي صعب للغاية على الخوارزميات الخاصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي ما سيعرقل قدرتها على الفصل بين ما هو إرهابي أو غير إرهابي أو حتى ما هو مزحة.

ووسط الأطروحات المشيرة إلى قدرة التقنية الحديثة على مكافحة الإرهاب فهناك من يتخوف من تطويعها من قبل المجموعات الإرهابية لتنفيذ مخططات مدمية، ولكن الحاضر لم يوثق لحالة من هذا النوع بعد.

الكلمات المفتاحية

"