صفعة للغرب ونفوذ متزايد.. روسيا تربح مرتين من انقلابات إفريقيا
الثلاثاء 24/أكتوبر/2023 - 11:09 م
محمود البتاكوشي
تعتبر روسيا الرابح الأكبر من الانقلابات الأخيرة التي شهدتها القارة الإفريقية، ولعل آخرها انقلابي النيجر والجابون؛ حيث أسفرت عن سقوط أنظمة موالية للغرب وخاصة فرنسا، وفي المقابل صعود قادة أكثر قربا من موسكو؛ مما يفتح الباب أمام النفوذ الروسي في المنطقة.
صفعة للغرب
ووصفت الصحف الغربية ما يحدث مؤخرًا في القارة السمراء، بأنه صفعة لمصالح الغرب في إفريقيا، وأكدت ضلوع روسيا متمثلة في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة فيه، معتبرين أن موسكو أحرزت هدفًا جديدًا في مرمى الغرب، وأن المواجهة بين الجانبين لا تقتصر على ساحات المعارك في أوكرانيا، وإنما تتوسع رقعتها كل يوم في القارة السمراء.
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي اللواء جمال طه، إن كل ما يحدث في القارة الإفريقية مؤخرًا يعد امتدادًا للحرب الروسية الأوكرانية ساحة للصراع بين الشرق والغرب، الشرق- تمثله روسيا- مدعومة بالصين وإيران وكوريا الشمالية، الذي يحاول الاطاحة بالنظام الدولي الراهن، والغرب- ويضم الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي- يدافعون بضراوة عن بقائه، لذلك تتحول الحرب إلى مواجهة كونية، تشمل ميادين عديدة، أبرزها بحر الصين الجنوبي والقارة الأفريقية، وفي الأخيرة تتمدد روسيا بمناطق المستعمرات الفرنكوفونية على حساب فرنسا، عقابًا لها عن موقفها المتشدد من الحرب الأوكرانية.
الاتصال مع فاجنر
وأشار إلى أن المفكر القومي الاستراتيجي الروسي ألكسندر دوجين، الذي تتحول أحلامه الى سياسات تنفذها الدولة الروسية، نبه إلى أن خطوط التماس بين روسيا والغرب، لم تعد قاصرة على النطاق الحيوي لروسيا، بل امتدت لإفريقيا، طمعًا في ثرواتها من المواد الخام والأسواق الاستهلاكية الضخمة.
وأضاف الخبير الاستراتيجي أن قادة انقلاب النيجر لم تكن لديهم نية مسبقة للانحياز لروسيا، بدليل تجاوبهم مع الحوار الدبلوماسي الذي أجرته واشنطن من خلال السفيرة فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأمريكي، لكن تخوفاتهم من احتمالات تدخل فرنسا ودول إيكواس دفعتهم لفتح قناة اتصال مع فاجنر؛ حيث توجه الجنرال ساليفو مودي قائد المرحلة الانتقالية إلى مالي، والتقى بقائد ميليشيات فاجنر هناك طالبًا الدعم، كما كشفت الخارجية الروسية عن تأييدها للنظام الجديد، وحذرت من أن أي تدخل عسكري يمكن أن يؤدي لمواجهة طويلة الأمد، تزعزع الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، كما أكد السفير أندريه بكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أن موسكو في حالة التدخل العسكري تدرس الأسلوب الأمثل للتعاون مع شعب النيجر، وأن ذلك لن يكون مجرد موقف سياسي!!، وأوضح أن استخدام القوة، يؤدّي إلى ردّ فعل مماثل يعتمد على القوة أيضًا.
وأشار طه إلى أن النخب الحاكمة في دول الساحل انشغلت بجمع الثروات، وأهملت الإصلاحات، ما تسبب في نشأة روح قومية رافضة للاستعمار الغربي لدى العسكريين، مما أفرز أنظمة عسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وأخيرا النيجر والجابون، ونظرًا لعدم قدرة هذه الأنظمة على مواجهة القواعد العسكرية العربية على أراضيها، فقد اقتربت من روسيا، لتتحول المنطقة الى ساحة مفتوحة لتمدد قوات فاجنر، خاصة أن انغماس روسيا في الحرب والعقوبات الغربية، زاد اهتمامها بمناجم الذهب واليورانيوم والنفط والغاز في المنطقة من السودان شرقًا إلى النيجر ومالي والجابون غربا، مؤكدًا أن قمة روسيا إفريقيا الثانية في سان بطرسبرج عكست اهتمامات موسكو.
إخراج فرنسا من إفريقيا
وأكد أن انقلابي النيجر والجابون قوضا آخر معاقل النفوذ الفرنسي في القارة، وسمحا للمتظاهرين برفع الأعلام الروسية، تأكيدًا لوجود تيار شعبي رافض للغرب وميالًا لموسكو، والحقيقة أن سياسة النهب الغربية، شجعت روسيا والصين على محاولة ملء الفراغ، من خلال احتواء نظم الحكم العسكرية، التي تمثل المؤسسة الوطنية الوحيدة القادرة على التخلص من السيطرة الاستعمارية والتغيير.
وأضاف أن النفوذ الروسي في إفريقيا لم يتأثر بالعقوبات الغربية، بل تمت تنميته اعتمادًا على صفقات الأسلحة، والوجود الروسي المباشر بميليشيات فاجنر، فضلًا عن الكوادر الإفريقية أكثر من 50 ألفًا الذين أهلتهم روسيا السوفيتية في الجامعات والمعاهد العسكرية والتقنية، إضافة لـ 200 ألف إفريقي تلقوا تدريبات مختلفة على الأراضي الإفريقية، كما استثمرت أيضًا دبلوماسية اللقاحات إبان أزمة كورونا؛ حيث قدمت كميات ضخمة من لقاح سبوتنيك 5 مجانًا، ومنحت امتياز تصنيعه لـ 15 دولة إفريقية، في الوقت الذي أدارت فيه الغرب ظهره لانتشار الوباء في إفريقيا.
كما حققت موسكو نجاحات مبهرة في إفريقيا الوسطى وتشاد ومالي وغينيا بيساو، وليبيا، والسودان وبوركينا فاسو وموريتانيا، خاصة في مجال استخراج الذهب والمعادن والنفط والغاز والألماس، وزيادة الصادرات الزراعية والأسمدة، وترويج المنتجات الروسية في أسواق تضم 1.3 مليار مستهلك، واقتصاديات حجمها 3 تريليونات دولار، وتقدم روسيا مقابل تلك المزايا، الدعم العسكري الكفيل بتأمين الأنظمة الحاكمة، وضمان استقرارها في مواجهة حركات التمرد.
وأشار إلى أن يفجيني بريغوجين قائد فاجنر قبل تصفيته، شارك في القمة الإفريقية الروسية في سان بطرسبرغ؛ حيث التقى القادة الأفارقة، ونقلت عنه وكالة فرانس برس: أن الأحداث في النيجر كانت جزءًا من حرب الأمة الروسية ضد المستعمرين.
صفعة للغرب
ووصفت الصحف الغربية ما يحدث مؤخرًا في القارة السمراء، بأنه صفعة لمصالح الغرب في إفريقيا، وأكدت ضلوع روسيا متمثلة في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة فيه، معتبرين أن موسكو أحرزت هدفًا جديدًا في مرمى الغرب، وأن المواجهة بين الجانبين لا تقتصر على ساحات المعارك في أوكرانيا، وإنما تتوسع رقعتها كل يوم في القارة السمراء.
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي اللواء جمال طه، إن كل ما يحدث في القارة الإفريقية مؤخرًا يعد امتدادًا للحرب الروسية الأوكرانية ساحة للصراع بين الشرق والغرب، الشرق- تمثله روسيا- مدعومة بالصين وإيران وكوريا الشمالية، الذي يحاول الاطاحة بالنظام الدولي الراهن، والغرب- ويضم الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي- يدافعون بضراوة عن بقائه، لذلك تتحول الحرب إلى مواجهة كونية، تشمل ميادين عديدة، أبرزها بحر الصين الجنوبي والقارة الأفريقية، وفي الأخيرة تتمدد روسيا بمناطق المستعمرات الفرنكوفونية على حساب فرنسا، عقابًا لها عن موقفها المتشدد من الحرب الأوكرانية.
الاتصال مع فاجنر
وأشار إلى أن المفكر القومي الاستراتيجي الروسي ألكسندر دوجين، الذي تتحول أحلامه الى سياسات تنفذها الدولة الروسية، نبه إلى أن خطوط التماس بين روسيا والغرب، لم تعد قاصرة على النطاق الحيوي لروسيا، بل امتدت لإفريقيا، طمعًا في ثرواتها من المواد الخام والأسواق الاستهلاكية الضخمة.
وأضاف الخبير الاستراتيجي أن قادة انقلاب النيجر لم تكن لديهم نية مسبقة للانحياز لروسيا، بدليل تجاوبهم مع الحوار الدبلوماسي الذي أجرته واشنطن من خلال السفيرة فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأمريكي، لكن تخوفاتهم من احتمالات تدخل فرنسا ودول إيكواس دفعتهم لفتح قناة اتصال مع فاجنر؛ حيث توجه الجنرال ساليفو مودي قائد المرحلة الانتقالية إلى مالي، والتقى بقائد ميليشيات فاجنر هناك طالبًا الدعم، كما كشفت الخارجية الروسية عن تأييدها للنظام الجديد، وحذرت من أن أي تدخل عسكري يمكن أن يؤدي لمواجهة طويلة الأمد، تزعزع الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، كما أكد السفير أندريه بكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أن موسكو في حالة التدخل العسكري تدرس الأسلوب الأمثل للتعاون مع شعب النيجر، وأن ذلك لن يكون مجرد موقف سياسي!!، وأوضح أن استخدام القوة، يؤدّي إلى ردّ فعل مماثل يعتمد على القوة أيضًا.
وأشار طه إلى أن النخب الحاكمة في دول الساحل انشغلت بجمع الثروات، وأهملت الإصلاحات، ما تسبب في نشأة روح قومية رافضة للاستعمار الغربي لدى العسكريين، مما أفرز أنظمة عسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وأخيرا النيجر والجابون، ونظرًا لعدم قدرة هذه الأنظمة على مواجهة القواعد العسكرية العربية على أراضيها، فقد اقتربت من روسيا، لتتحول المنطقة الى ساحة مفتوحة لتمدد قوات فاجنر، خاصة أن انغماس روسيا في الحرب والعقوبات الغربية، زاد اهتمامها بمناجم الذهب واليورانيوم والنفط والغاز في المنطقة من السودان شرقًا إلى النيجر ومالي والجابون غربا، مؤكدًا أن قمة روسيا إفريقيا الثانية في سان بطرسبرج عكست اهتمامات موسكو.
إخراج فرنسا من إفريقيا
وأكد أن انقلابي النيجر والجابون قوضا آخر معاقل النفوذ الفرنسي في القارة، وسمحا للمتظاهرين برفع الأعلام الروسية، تأكيدًا لوجود تيار شعبي رافض للغرب وميالًا لموسكو، والحقيقة أن سياسة النهب الغربية، شجعت روسيا والصين على محاولة ملء الفراغ، من خلال احتواء نظم الحكم العسكرية، التي تمثل المؤسسة الوطنية الوحيدة القادرة على التخلص من السيطرة الاستعمارية والتغيير.
وأضاف أن النفوذ الروسي في إفريقيا لم يتأثر بالعقوبات الغربية، بل تمت تنميته اعتمادًا على صفقات الأسلحة، والوجود الروسي المباشر بميليشيات فاجنر، فضلًا عن الكوادر الإفريقية أكثر من 50 ألفًا الذين أهلتهم روسيا السوفيتية في الجامعات والمعاهد العسكرية والتقنية، إضافة لـ 200 ألف إفريقي تلقوا تدريبات مختلفة على الأراضي الإفريقية، كما استثمرت أيضًا دبلوماسية اللقاحات إبان أزمة كورونا؛ حيث قدمت كميات ضخمة من لقاح سبوتنيك 5 مجانًا، ومنحت امتياز تصنيعه لـ 15 دولة إفريقية، في الوقت الذي أدارت فيه الغرب ظهره لانتشار الوباء في إفريقيا.
كما حققت موسكو نجاحات مبهرة في إفريقيا الوسطى وتشاد ومالي وغينيا بيساو، وليبيا، والسودان وبوركينا فاسو وموريتانيا، خاصة في مجال استخراج الذهب والمعادن والنفط والغاز والألماس، وزيادة الصادرات الزراعية والأسمدة، وترويج المنتجات الروسية في أسواق تضم 1.3 مليار مستهلك، واقتصاديات حجمها 3 تريليونات دولار، وتقدم روسيا مقابل تلك المزايا، الدعم العسكري الكفيل بتأمين الأنظمة الحاكمة، وضمان استقرارها في مواجهة حركات التمرد.
وأشار إلى أن يفجيني بريغوجين قائد فاجنر قبل تصفيته، شارك في القمة الإفريقية الروسية في سان بطرسبرغ؛ حيث التقى القادة الأفارقة، ونقلت عنه وكالة فرانس برس: أن الأحداث في النيجر كانت جزءًا من حرب الأمة الروسية ضد المستعمرين.





