يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تأثيرات الحرب «الروسية ــ الأوكرانية» على دور «فاجنر» في أفريقيا

الإثنين 14/مارس/2022 - 06:03 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
اكتسبت مجموعة «فاجنر» الروسية (منظمة شبه عسكرية)، أهمية خاصة في الساحة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، كونها أداة مهمة توظفها موسكو بامتياز لتنفيذ سياساتها في القارة السمراء، بما ينعكس بالإيجاب على تعزيز نفوذها المتصاعد، وتعظيم مصالحها الاستراتيجية هناك، وهو ما يؤهلها لموازنة الأدوار الدولية في أفريقيا وتحجيم تحركاتها.
تأثيرات الحرب «الروسية
وتحظى «فاجنر» بقدرٍ من الترحيب الأفريقي على المستويين الرسمي والشعبي في بعض الدول، مثل مالي وأفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو.

وتنتشر المجموعة في العديد من الدول الأفريقية، حيث توجد لديها مكاتب في 23 دولة، وتنخرط قواتها بشكل أكبر في بعض مناطق الصراعات، حيث تشير التقديرات إلى انتشار نحو الفي عنصر من «فاجنر» في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2018، بينما ينتشر 800 عنصر في مالي بمناطق سيكاسو وموبتي في وسط البلاد وتمبكتو في شمال البلاد.

ومع اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أشارت تقارير إلى سحب موسكو العشرات من عناصر فاجنر من أفريقيا للحاق بالعملية العسكرية في أوكرانيا.
تأثيرات الحرب «الروسية
تأثير الحرب على فاجنر

تبدو التأثيرات المحتملة للحرب «الروسية - الأوكرانية» على دور قوات فاجنر في أفريقيا، في احتمالية مضاعفة العقوبات الأوروبية والأمريكية على المجموعة، وهو ما قد تستهدف منه القوى الدولية تحجيم دور موسكو على الساحة الأفريقية في ضوء استمرار العقوبات المفروضة عليها بالأساس بسبب تورطها في بعض مناطق التوتر الأفريقية منذ 4 سنوات مضت.

ومع ذلك ربما لا تتأثر فاجنر بتلك العقوبات بخصوص دورها المتنامي في القارة الأفريقية، لاسيما أنها أضحت أداة رئيسية للسياسة الخارجية الروسية تجاه القارة السمراء في السنوات الأخيرة، بالرغم من الانتقادات الغربية لها، والتي تصفها بأنها مجموعات من المرتزقة الخارجين عن القانون نتيجة التورط في انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق النزاع بأفريقيا.

وبتعزيز دور فاجنر في أفريقيا، قد تستهدف موسكو تحقيق هدفين: الأول، الاستعداد لجولة جديدة من التنافس مع القوى الدولية، لا سيما فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الأفريقية، خاصة أن تلك القوى ستحاول الضغط على الدول الأفريقية لمقاطعة موسكو من أجل تطويقها وتضييق الخناق عليها لإجبارها على الرضوخ لشروطها واستنزاف اقتصادها في ضوء العقوبات المفروضة عليها وغلق الأسواق الأفريقية أمامها.

والثاني هو توسيع دائرة التأييد الأفريقية لروسيا وقضاياها في المحافل الدولية في مواجهة النفوذ الأمريكي والأوروبي هناك.

الهروب من العزلة الدولية أفريقيا 

ومن المتوقع أن تُكثِّف موسكو أدواتها الفاعلة خلال المرحلة المقبلة لتوسيع نطاق تحركاتها في الدول الأفريقية وفتح آفاق جديدة للتعاون على كافة المستويات بهدف مواجهة العقوبات الأوروبية والأمريكية، وتقليل الآثار السلبية على الاقتصاد الروسي والهروب من العزلة الدولية.

ويعزز ذلك ثقة قطاعات من الرأي العام الشعبي الأفريقي وبعض النخب الحاكمة، في منطقة الساحل في الدور الروسي بمجال مكافحة الإرهاب وهو ما يرجح كفة موسكو، لا سيما أن فاجنر حققت نتائج طيبة في هذا المجال في جمهورية أفريقيا الوسطى. 

"