ad a b
ad ad ad

أبو ماريا القحطاني.. القائد المخلوع في «تحرير الشام»

الجمعة 01/سبتمبر/2023 - 07:25 م
المرجع
آية عز
طباعة

في خطوة مفاجئة، ألقت ما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام" وهي فصيل مسلح في الشمال السوري، القبض على أحد قادتها البارزين، وهو "أبو ماريا القحطاني"، بتهمة التخابر مع جهات خارجية.

ووفق الهيئة، فإن القحطاني كان يعمل على تسريب معلومات حساسة عن الهيئة وخططها وتحركاتها إلى جهات لم يتم الكشف عنها بعد.

وأثارت تلك الواقعة ضجة كبيرة في المشهد السوري، إذ يُعتبر "القحطاني" أبرز المؤسسين لجبهة "تحرير الشام" وأحد أقرب المقربين من زعيمها، أبو محمد الجولاني.

ولم تصدر هيئة تحرير الشام بيانًا رسميًّا حتى الآن يؤكد أو ينفي اعتقال القحطاني، لكن وفق المواقع السورية، فإن بعض المقربين للهيئة قالوا إن القحطاني قد جمدت صلاحياته وأُخضع للتحقيق؛ بسبب اختلافات في وجهات النظر والأجندات داخل الهيئة.

 وأضافت تلك المصادر أن "الجولاني" تدخل شخصيًّا للإفراج عن القحطاني، لكن هذا لم يُثبت بعد.

 من ناحيته، كان القحطاني قد  نشر على في حسابه في موقع التواصل "تيليجرام" في 12 من أغسطس أنه مريض، دون أن يذكر أية تفاصيل عن حالته أو مكان وجوده.

وتأتي تلك الأزمة في ظل تصاعد التوترات بين هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل المسلحة في إدلب، التي تتهم الهيئة بالسعي إلى فرض سلطتها على المنطقة والسماح بالتدخل التركي في شؤونها.

محاولة لتهدئة الأوضاع

من ناحيته، قال الناشط السياسي السوري، ريان معروف، إن اعتقال القحطاني قد يكون جزءًا من محاولة ابو محمد الجولاني لتهدئة الأوضاع وإظهار استعداده للتعاون مع الأطراف الدولية.

وأكد في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن تلك الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة على وحدة واستقرار هيئة تحرير الشام، التي تعاني بالفعل من انقسامات داخلية وخلافات فكرية، فقد كان القحطاني من أبرز المؤيدين للتمسك بفكر تنظيم "القاعدة" ورفض التخلي عنه، في حين كان "الجولاني" يسعى إلى تحسين صورته أمام المجتمع الدولي وإبرام تحالفات مع بعض الفصائل المحلية.

وتابع: "وبالتالي فإن اعتقال القحطاني قد يثير غضب واستياء جزء كبير من قاعدة هيئة تحرير الشام، خاصة المقاتلين الأجانب والذين يُعتبرون من أكثر المتشددين في الهيئة، كما قد يؤدي هذا الحدث إلى تفجير صراع بين المجموعات المتضاربة داخل هيئة تحرير الشام، ما قد يهدد بتفككها أو انشقاق بعض فصائلها".

وواصل: "لذلك، فإن مصير أبو ماريا القحطاني يبقى مجهولًا حتى الآن، ولا يُعرف ما إذا كان سيُطلق سراحه أو سيُحاكم أو سيُقتل".

من هو القحطاني؟

بحسب ما نشر عنه في بعض المواقع الإخبارية السورية والعراقية اسمه الحقيقي هو ميسر علي موسى عبد الله الجبوري، وهو من قبيلة الجبور التي تنتشر في شمال وغرب العراق، وولد في الأول من يونيو 1976 في مدينة الموصل، وتخرج من جامعة الموصل.

وكان عضوًا في فرقة فدائيي صدام، وهي قوة خاصة تابعة لحزب البعث العراقي، خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وبعد سقوط نظام صدام حسين، انضم إلى الشرطة العراقية، ثم انشق عنها وانضم إلى تنظيم "القاعدة" في العراق.

وشغل منصب رئيس الشرطة الدينية في تنظيم "القاعدة" في العراق، وكان مسؤولًا عن تطبيق قوانين التنظيم وإصدار أحكام بالإعدام والجلد والتقطيع.

وانتقل إلى سوريا عام 2011، ثم انضم إلى هيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، وكان من أشد المعارضين لانفصال الهيئة عن تنظيم القاعدة.

وعرف بتأييده للتدخل التركي في سوريا، وعلاقته الوطيدة مع بعض الزعماء القبليين والمحليين، كما كان متهمًا باغتيال بعض منافسيه في الهيئة.

"