ad a b
ad ad ad

لعبة المصالح.. تركيا تتخلى عن «تحرير الشام» عند أقرب منحنى

الأحد 08/سبتمبر/2019 - 09:24 م
المرجع
آية عز
طباعة

تظاهر أهالي ريفي حلب وإدلب رافضين نهج ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» وممارساتها القمعية، عبر مسيرات سلمية خرجت في العديد من المناطق، مطالبةً بإسقاط التنظيم الإرهابي وزعيمه أبو محمد الجولاني.

ووفقًا لوكالة الأنباء السورية الوطنية «سانا» شهدت مدن «معرة النعمان» و«كفرتخاريم» و«أريحا» بريف إدلب و«الأتارب» في ريف حلب الغربي، مساء الاثنين 2 سبتمبر تظاهرات طالبت بحل "تحرير الشام" من جميع المدن التي تسيطر عليها.


لعبة المصالح.. تركيا

وعقب هذه التظاهرات، خرجت «تحرير الشام» وجددت رفضها لهذا، واعتبرت أن حلها يعطي الفرصة من ذهب لروسيا في التوغل بالمحافظة، فيما جددت بعض قيادات الهيئة دعوة بقية الفصائل المسلحة للانضمام إليها.

وقال «مظهر لويس»، الشرعي العام للهيئة، ردًا على دعوات الحل: «دعوات سخيفة وتأتي رضوخًا وانسجامًا مع  مطالب روسيا»، وأكد: «المتابع للمشهد الحالي يعلم جيدًا أن الهدف من مطالب الحل هو الثورة على كل من يحمل فكر الثورة حتى لو كان مدنيًّا، والبصيرون بالسياسة يعلمون هذا جيدًا، ويعلمون أن طرحًا كهذا هو أقرب للترهات».


وعلى الصعيد نفسه قال المدعو أبو ماريا العراقي أحد القيادات في الهيئة: «إن هناك من يحاولون أن يجعلوا من الهيئة سببا لما يجري من قتل وقصف روسي، لكن هؤلاء أعمى الحقد بصيرتهم».


لعبة المصالح.. تركيا

رغبة تركية بالحل

وقد أعلنت بعض الفصائل المسلحة في الشمال السوري عبر منابرها الإعلامية المختلفة، رغبة تركيا في تفكيك هيئة تحرير الشام، مؤكدة أن الحكومة التركية تواصل جهودها على مستويات عدة من أجل إقناع قيادات الهيئة بأمر الحل.


وأشارت تلك الفصائل، إلى أن هناك بعض التيارات داخل الهيئة تجاوبت مع العروض التركية والبعض الآخر رفضوا، مؤكدة أن تركيا تواجه تعقيدات كبيرة في إقناع التيارات المتشددة داخل الهيئة بأمر الحل والاندماج في فصائل أخرى، لأن معظم القيادات في الهيئة ترغب في إقامة إمارة إسلامية في الشمال السوري، ولهذا السبب يرفضون طلب تركيا.


وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة «الوطن» السورية، الأحد الأول من سبتمبر، أن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 27 أغسطس2019  تطرق إلى إخلاء «إدلب» من عناصر الهيئة، وأن تسريبات من الاجتماع أكدت إمهال "بوتين" "أردوغان"، لحل تحرير الشام في غضون 8 أيام.

وأشارت الصحيفة السورية، إلى أن هناك مفاوضات تجري في الوقت الحالي بين "تحرير الشام" وفصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» بوساطة مما يعرف بـ «فيلق الشام»، بهدف حل الهيئة، وتسليم الإدارات لحكومة جديدة تشكل من فصائل الجبهة الوطنية.


وكان القيادي في الهيئة «صالح الحموي»، نشر بنود الاتفاق "التركي ـــ الروسي" خلال القمة الأخيرة التي جمعتهما، بشأن حل الأزمة في "إدلب"، إذ قدمت تركيا أكثر من بند لحل الأزمة بحسب ما نشره القيادي، والتى تمثلت في التالي: تفكيك "تحرير الشام" من خلال توجه عناصرها إلى فصائل الجبهة الوطنية، وحل ما تُعرف بـ حكومة الإنقاذ السورية.


لعبة المصالح.. تركيا

مصالح تركية

من جانبه قال المحلل السياسي، عبد الخبير عطالله: إن تركيا تربطها مصالح سياسية مع الحكومة الروسية، خاصة وأن الحكومة التركية بدأت في إعادة ترتيب أجندتها السياسية والخارجية في الوقت الحالي، وتريد أن تبعد الشبهات التي تحوم حولها بشأن دعمها للإرهاب، وكل هذه الأمور تجعلها تتخلى في أي وقت عن "هيئة تحرير الشام" مقابل مصالحها الشخصية.

وأكد "عطالله" في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك خلافات سياسية كثيرة بين تركيا وبين الهيئة في الوقت الحالي، بسبب رغبة الأخيرة في محاربة الجانب الروسي وخوض معارك ضده، ولا تريد الحكومة التركية هذا الأمر، لذلك فهناك توترا في العلاقات، وهذا يجعل تركيا تتخلى عن الهيئة بمنتهى السهولة.

"