ad a b
ad ad ad

مصير قاعدة «إيه بي 201» الأمريكية في النيجر

الجمعة 01/سبتمبر/2023 - 09:26 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

بات التركيز الأمريكي منصبًّا على مصير الوجود العسكري الأمريكي في النيجر، على ضوء التطورات السياسية والميدانية في البلاد، بعد الانقلاب الأخير في البلاد على الرئيس محمد بازوم.

وشرع مؤيدو الانقلاب الذي وقع في يوليو 2023 بالنيجر في تجنيد متطوعين لمحاربة أي تدخل عسكري محتمل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» بعد أيام فقط من إعلان الأخيرة تهيئة قوة احتياطية لإعادة الرئيس المنتخب ديمقراطيًّا محمد بازوم.

مصير قاعدة إيه بي 201

وأنشأت الولايات المتحدة قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار باستثمار قُدر بنحو 140 مليون دولار في منطقة أغاديز بالنيجر، تحت اسم "القاعدة الجوية 201" حيث تُعد ثاني أكبر قاعدة أمريكية في إفريقيا، وأغلى قاعدة، كما تعمل كمركز رئيسي للاستخبارات والمراقبة، ويتمركز بها نحو ألف جندي.

كما تغطي القاعدة الأمريكية نحو 25 كيلومترًا مربعًا، وتستضيف أسطولًا كاملًا من المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) والطائرات بدون طيار (UCAVs)، وطائرات النقل MQ-9 Reapers ) و(C17).

وتقع القاعدة بالقرب من مدينة أغاديز الشمالية، وهي نقطة الانطلاق الرئيسية لجميع عمليات الاستخبارات والمراقبة التي تقوم بها واشنطن تقريبًا في غرب إفريقيا.

وقد تم إيقاف نشاط أسطول الطائرات بدون طيار الأمريكي في المنطقة، منذ الانقلاب في أعقاب قرار المجلس العسكري بإغلاق المجال الجوي النيجري.

ويعود الوجود الأمريكي في النيجر إلى عام 2002، عندما كانت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بدأت ما يسمى بـ«الحرب العالمية على الإرهاب».

وتعتبر قاعدة إيه بي 201 الأمريكية، هي نمط متجدد من العمليات الجوية الأمريكية؛ حيث توجد القاعدة على بعد حوالي خمسة كيلومترات جنوب شرق مدينة أغاديس النيجرية وتصنف كأكبر قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة "بدون طيار" خارج واشنطن لتكون السلاح الأكبر لمواجهة الإرهاب المتزايد للتنظيمات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي؛ حيث تحاول تنظيمات إرهابية عديدة أن تجد لها مأوى في تلك المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية في العالم.

موقع القاعدة مميز، فمدينة آغاديس تقع 900 كم شمال شرق العاصمة النيجرية، وهي أقرب إلى تشاد وشمال شرق نيجيريا، وتقع في منتصف الطريق بين نيامي وليبيا وفي متناول مناطق عبور المهربين بين مالي وليبيا في جنوب الجزائر، وهي بالتالي موقع مثالي لدعم جهود الأمن الإقليمي والتدخل في هذه المناطق التي تعتبر أكثر توترًا في عموم القارة، وأيضًا بسبب المرونة الجغرافية والإستراتيجية التي توفرها لجهود مكافحة الإرهاب.

من جانبها، تقول الدكتورة أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن قاعدة إيه بي 201 الأمريكية في النيجر هدفها الأساسي استهداف مناطق وبؤر يتمركز بها الإرهابيون في منطقة أغاديس في وسط النيجر، وفي مناطق عمق غرب وشمال إفريقيا.

وأكدت في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هناك سببًا للاعتقاد بأن الوجود الأمريكي في النيجر كان له تأثير سلبي على أمن البلاد،  فقد تصاعدت الهجمات بشكل كبير منذ أن بدأت الولايات المتحدة العمل في المنطقة، وتلقى خمسة على الأقل من قادة المجلس العسكري تدريبات من الجيش الأمريكي، ما يشير إلى أن النفوذ الأمريكي لم يفعل الكثير لتشجيع احترام الديمقراطية في النيجر.

وأضافت خبيرة الشؤون الإفريقية، أن الولايات المتحدة مضطرة إلى المغادرة إذا تحولت التهديدات العسكرية من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى حقيقة واقعة، أو على الأقل تقليل دورهم في البلاد.

"