جوهرة أفريقيا تحترق.. النيجر في يد الإرهابيين والأمم المتحدة تصنفها «غير آمنة»
تعاني النيجر في الوقت الحالي من تصاعد وتيرة العنف وزيادة العمليات الإرهابية، ففي خلال الأيام القليلة الماضية شنت الجماعات الإرهابية نحو 5 هجمات متطرفة على قواعد عسكرية أمريكية وبعض القرى في النيجر.
انعدام الأمن
وعقب هذه العمليات أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أن النيجر تعاني من انعدام الأمن؛ حيث تتسبب أنشطة الجماعات المسلحة في نزوح العديد من السكان، خاصةً مع تزايد نشاط جماعة «بوكوحرام» في نيجيريا؛ ما يتسبب في نزوح عدد كبير من اللاجئين إلى النيجر، وهذه الهجرات تسبب خطرًا أمنيًّا كبيرًا على النيجر.
وقالت الأمم المتحدة، إنها أحصت منذ مطلع 2019 أكثر من 100 ألف نازح ولاجئ جديد في النيجر، التي تؤوي في الأساس 300 ألف نازح ولاجئ.
وأضافت في بيانها، أن تدهور الوضع الأمني على الحدود مع نيجيريا أدى الى انتقال نحو 20 ألف نيجيري إلى منطقة «مارادي» في جنوب وسط النيجر.
وفي منطقتي « تاهوا» و«تيلابيري» في غرب النيجر القريبتين من «مالي» «وبوركينا فاسو»، نزح أكثر من 70 ألف شخص منذ بداية العام الحالي، فارين من أعمال العنف، بحسب بيان الأمم المتحدة.
اإهاب دولي
وتواجه منطقة تيلابيري الخاضعة لحالة الطوارئ منذ 2017 والواقعة في منطقة « ليتباكو غورما» المغلقة على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، عمليات توغل إرهابية دامية تقوم بها جماعات مسلحة عدة.
وفي السياق ذاته تشير الإحصائيات التي نشرها موقع «World Data» المعني بأرقام ومعدلات الإرهاب الدولي، إلى وقوع نحو 55 حادثًا إرهابيًّا في النيجر، من بينها 6 عمليات انتحارية على مدار السنوات الخمس الماضية، أدت إلى قتل 768 شخصًا وجرح 210، إضافة إلى عمليات خطف واحتجاز رهائن.
وأفادت الإحصائية بتركز العمليات الإرهابية في التجمعات السكنية الخاصة، بواقع 36 هجمة خلفت وحدها ما يناهز 700 قتيل، وتلتها في الأهداف مراكز الشرطة والجيش، وفي المركز الرابع منظمات العمل المدني، وبعدها المناطق التجارية، والحكومية، والدينية.
ووفقًا للمناطق، مُنيت منطقة ديفا وحدها بنحو 41 عملية إرهابية حصدت أرواح 700 شخص من الموجودين بالمدينة، تلاها منطقة تيلاباري بنحو8 عمليات، ثم نيامي وغيرها من المناطق.
وترجع الإحصائية أغلب العمليات الإرهابية إلى 3 مجموعات إرهابية، أولها جماعة «بوكوحرام»، بواقع 41 هجمة، ويليها في الترتيب تنظيم «داعش»، فيما يليه تنظيم «القاعدة»، من حيث عدد العمليات التي تورط فيها كل تنظيم.
ومن جانبه قال محمد محمود، المحلل السياسي: «إن التنظيمات الإرهابية منها «داعش» وغيرها توجد بكثرة فى دول أفريقيا، خاصة النيجر، لأسباب عدة، منها أن النيجر بها قاعدة أمريكية وأخرى فرنسية»، والتنظيمات المتشددة تعتبر جميع القوات الأوروبية والغربية مستعمرة، بل تكفرهم؛ لذلك نجد أنها تشن عمليات إرهابية وانتحارية كثيرة ضدهم.
النيجر.. لماذا؟
وأوضح محمود في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن النيجر من أكثر البلدان الأفريقية الغنية بالثروات الطبيعية والمعدنية وغيرها من خيرات الطبيعة، والتي جعلتها مطمعًا دائمًا لجميع التنظيمات الإرهابية والقوات الأجنبية، التي اتخذت قواعد عسكرية عدة فيها.
وأكد، أن وجود التنظيمات الإرهابية فى النيجر عبارة عن صراع للأفضلية، فالأفضل هو من يستطيع أن يحصل على ثروات النيجر؛ لذلك المسألة وما فيها هي الطمع.
وأضاف، أن النيجر مثلها مثل أي دولة أفريقية فقيرة وضعيفة سياسيًّا؛ لذلك تكون دائمًا مقصدًا للجماعات المتطرفة، وتنظيم «داعش» وجد النيجر ملاذًا آمنًا له، بعد أن خسر جميع معاقله الإرهابية فى سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن الدول الفقيرة مثل النيجر من السهل أن يلجأ شبابها إلى العنف والانضمام إلى أى حركات تضمن لهم عائدًا ماديًّا ضخمًا؛ جرّاء حملهم السلاح واشتغالهم بالارهاب.
وتابع، أن سوء الإدارة الذي تعاني منه النيجر ومعظم البلدان الأفريقية الفقيرة يؤدي إلى انتشار الفساد بشكل كبير مع ضعف الأجهزة الأمنية، وحدوث خلل في تأمين حدود بلادها، ومن ثم يكون الطريق سهلًا ومفتوحًا أمام الجماعات المتطرفة للدخول والتوغل.





