ad a b
ad ad ad

فرصة ذهبية ونفوذ جديد.. مكاسب روسيا من انقلاب النيجر وفوضى الساحل الإفريقي

الأحد 20/أغسطس/2023 - 03:41 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
أثار انقلاب النيجر الأخير الذي وقع في يوم 26 يوليو 2023، والإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد بازوم، مخاوف غربية من خلق نظام موال لروسيا في منطقة الساحل الإفريقي، لا سيما بعد خروج مظاهرات تدعم الحركة المسلحة، وشارك فيها أشخاص يحملون العلم الروسي ويهتفون يعيش بوتين، ما يشير بأصابع الاتهام إلى موسكو في دعم هذا الانقلاب.

الموجة تكتمل
من جانبه، أكد الخبير الإستراتيجي، اللواء جمال طه، أن دول غرب القارة السمراء شهدت موجة انقلابات عسكرية منذ عام 2020، وقع اثنان في بوركينا فاسو ومالي، وواحد في تشاد، وآخر في غينيا، والآن النيجر، وكلها تصب في صالح النفوذ الروسي في المنطقة، إذ كانت هذه الدول موالية للغرب وخاصة فرنسا، وتحولت في السنوات الأخيرة نحو موسكو.

وأشار إلى أنه بالنظر إلى انقلاب النيجر نجد أنها توفر 40%من يورانيوم المحطات النووية بفرنسا، التي يتم استخدامها في توليد وتوفير طاقة فرنسا بنسبة 70%، لذا فإن وقف تصديره لفرنسا يعد ضربة إستراتيجية موجعة من بوتين للغرب، في محاولة منه لتشتيت الدعم الموجه إلى أوكرانيا، عبر فتح جبهات جديدة ومؤثرة على القرار الأوروبي.

فرصة موسكو الذهبية
وأكد أن انقلابات الساحل الأفريقي تمنح موسكو فرصة ذهبية لتوسيع مصالحها في القارة السمراء وتمكنها من حشد التأييد في الجمعية العامة للأمم المتحدة من دول جديدة، حتى تكسر حالة من شبه الإجماع العالمي على إدانة غزوها لأوكرانيا، وحتى تضيف النيجر إلى قائمة من الدول الإفريقية التي لا تصوت على قرار الإدانة، فضلًا عن توسيع صادرات السلاح الروسي هذه الدول وخاصة إلى النيجر، حتى يتمكن قادة الانقلاب من تقوية مركزهم ومكانتهم، مما يسمح لروسيا باستغلال الثروات الطبيعية في البلد لأجل أداء فواتير السلاح والمساعدات.

تقديرات متضاربة
وأضاف الخبير الإستراتيجي، أن التقديرات الغربية متضاربة حول الدور الروسي، في انقلاب النيجر. فقد ربطت بعض التقديرات بين انقلاب نيامي ودور موسكو في دعمه، ولاسيما أن غالبية انقلابات الساحل منذ 2020 ترتب عليها وصول نظم معادية للغرب، ومتقاربة مع روسيا، فضلًا عن وجود اتجاه داخلي متزايد في النيجر رافض لاستمرار النفوذ الغربي في البلاد، وأكبر دليل يدعم هذا الرأي هو المظاهرات التي شهدتها نيامي لدعم الانقلاب على نظام بازوم، وعمد المتظاهرون إلى التلويح بالأعلام الروسية وإشعال النار في مقر الحزب الحاكم، التابع لفرنسا، مشيرًا إلى تصريحات الدبلوماسي الأمريكي جون بيتر فام، الذي كان موفدًا لسنوات طويلة في أفريقيا: "إن وجود يد لروسيا ليس بالضرورة في الانقلاب نفسه، ولكن في إرساء الأساس له، أمر واضح للغاية، سواء كانوا في وضع يسمح لهم باستغلالها، فهذه مسألة أخرى، كما أكد البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ليس لديها دليل على أن روسيا أو مجموعة فاغنر وراء انقلاب النيجر.

نفوذ روسي
وأكد اللواء جمال طه، أن انقلاب النيجر يمنح روسيا فرصة إستراتيجية في الوقت الذي تحاول فيه توسيع نفوذها بالمنطقة، إذ إن الرئيس المعزول محمد بازوم الذي جرى انتخابه في عام 2021 كان حليفًا للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وتحولت الدفة الآن نحو موسكو، مشيرًا إلى أن الانقلابات منذ عام 2020 استولت على السلطة في مالي وبوركينا فاسو وغينيا وتشاد وأخيرًا النيجر، واستعانت هذه الدول بمقاتلين من مجموعة فاغنر الروسية، مما يعمق بصمة موسكو في القارة السمراء.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تقارب بين النيجر وروسيا، وقد يتم طرد القوات الغربية من البلاد لإفساح الطريق أمام القوات الروسية، ويؤكد ذلك تصريحات يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر، والذي اعتبر انقلاب النيجر بمثابة ضربة جديدة للمستعمرين وتمهيدًا لاستقلال نيامي عن الغرب.
"