ad a b
ad ad ad

الاتحاد الأوروبي يحاصر الوجود الروسي في النيجر

الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 07:17 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تحاول دول الاتحاد الأوروبي تضييق الخناق على الوجود الروسي في أفريقيا، عبر نشر قواتها في دول القارة حتى لا تترك الساحة خالية لتمدد موسكو، ففي النيجر، إحدى دول الساحل الأفريقي، تخطط الدول الأوروبية إلى تعزيز قواتها العسكرية، عبر إرسال قوات بلجيكية، مطلع عام 2023.

ويذكر أن الاتحاد الأوروبي شكل بعثة تدريب مدنية في النيجر قبل 10 سنوات، مهمتها تقديم الدعم والتدريب لقوات الشرطة النيجرية، لكن بعد زيادة الوجود الروسي، أكد مسؤولون أوروبيون وجود مساع لتشكيل شراكة عسكرية جديدة في النيجر، تنطوي على إقامة مركز لتدريب القوات على مسائل الصيانة والأمور اللوجستية، وتقديم تدريبات متخصصة في التعامل مع المتفجرات يدوية الصنع، فضلًا عن تقديم الدعم للجيش النيجري من خلال تنسيق وتعزيز الاتصالات المشتركة، ويؤكد ذلك ما تشهده النيجر حاليًا من تنامي التعاون والتنسيق العسكري مع دول القارة العجوز.

وأعلنت هيئة الأركان بالجيش النيجري، في 29 أكتوبر 2022، أن قواتها نفذت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بداية من يوليو وحتى أكتوبر 2022، 15 عملية عسكرية مشتركة في منطقة عمليات المهاو بغرب النيجر، المتاخمة للحدود مع مالي، حيث تنشط مجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين في إقليم تيلابيري بمنطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

مهمة عسكرية محدودة

تعكس ملامح المهمة الجديدة التي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى نشرها في النيجر أن بروكسل تتجه لتشكيل مهمة عسكرية محدودة، وهو ما يتسق مع الإستراتيجية الفرنسية الجديدة في المنطقة، والتي تميل إلى أن تكون تدخلاتها محدودة بإطار زمني، واستبدال انخراطها العسكري المباشر بعمليات عسكرية محدودة والاعتماد أكثر على القوات المحلية لدول المنطقة.

دول القارة العجوز تمتلك العديد من الدوافع للتغلغل العسكري في النيجر، أولها تفاقم الأوضاع الأمنية فيها، بسبب تهديدات جماعة بوكو حرام على طول الحدود مع نيجيريا، خاصة بعد فرار المئات من عناصر الجماعة مؤخرًا من مناطق ارتكازهم بشمال شرق نيجيريا باتجاه النيجر، على خلفية القصف المكثف للجيش النيجيري والفيضانات التي شهدتها أبوجا، فضلًا عن الجماعات الإرهابية المنتشرة في مالي وبوركينا فاسو، خاصةً تنظيمي القاعدة وداعش، التي تهدد حدودها الغربية والجنوبية الغربية للنيجر، أخيرًا معاناة شمال البلاد من هجمات داعش.

النيجر الوجهة الجديدة لروسيا

كما تتخوف الدول الأوروبية من التمدد الروسي، حيث حذرت تقارير غربية أن النيجر باتت الوجهة الجديدة لروسيا في الساحل، بسبب وفرة اليورانيوم، في أراضيها، فضلًا عن تزايد المؤيدين لموسكو داخل النيجر، ما يعيد إلى الأذهان الأوضاع الداخلية التي سبقت الانقلاب العسكري الأخير في بوركينا فاسو، مع الأخذ في الاعتبار هشاشة الدولة هناك، وخاصة مع تزايد السخط الشعبي من الوجود الأوروبي مما يجعل البيئة مهيأة للانقلابات العسكرية.

ورجحت التقديرات إطلاق بعثة أوروبية جديدة في النيجر في النصف الأول من 2023، وأن تشهد الفترة المقبلة الإعلان عن مهام أوروبية جديدة في غرب أفريقيا، ربما تتضمن إلى جانب النيجر كلًا من موريتانيا والسنغال، في ظل اتجاه بروكسل حاليًا لمراجعة مبادرة «مجموعات العمل السريع: المراقبة والتدخل في منطقة الساحل»، والتي تضمنت تمويل وتدريب القوات في ست دول بغرب أفريقيا، من أجل مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، حيث تخطط بروكسل لإيقاف المبادرة في مالي وبوركينا فاسو وتشاد، مع العمل على تعزيز البرنامج في النيجر والسنغال وموريتانيا، وهو ما انعكس في الإعلان عن اتجاه الاتحاد الأوروبي تشكيل مهمة عسكرية جديدة في نيامي.

حلحلة إشكالية التمويل

أشارت تقارير غربية إلى أن هناك مشاورات حالية تقودها القوى الأوروبية بشأن حلحلة الإشكالية المتعلقة بالتمويل طويل الأجل للقوة المشتركة في الساحل، والتي شكلت سابقًا عقبة رئيسة أمام فاعليتها على الأرض، فضلًا عن المشكلة المتعلقة بالحاجة إلى تطوير كبير للقدرات العسكرية الأفريقية، ورجحت هذه التقارير أن يتم خلال الفترة المقبلة تشكيل مبادرات أمنية ثنائية، لتعويض الفاعلية المحدودة لقدرات القوة المشتركة، لا سيما مع تعطل التكامل الجغرافي للقوة بعد انسحاب مالي.

تشكل النيجر أهمية كبيرة لدول أوروبا التي تتمسك بحضورها في الدول التي لا تزال تمتلك بها نفوذًا، كما أن النيجر تعد مهمة لتشغيل محطات الطاقة النووية لبعض الدول الغربية ولا سيما فرنسا، التي توفر نحو 70% من احتياجاتها من الكهرباء.

الكلمات المفتاحية

"